كعادتها ، تعهدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بحماية الهوية اليهودية البريطانية وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وذلك في هجوم على زعيم المعارضة جيريمي كوربين في مرحلة تشهد استعدادا لمؤتمر حزب العمال الذي يتزعمه.
وقالت ماي في مأدبة عشاء أقامتها جمعية (يونايتد جويش إسرائيل ابيل) أمس الاثنين إنها تشعر “بالغثيان” أمام فكرة تساؤل بعض اليهود عما إذا كانت بريطانيا مكانا آمنا يمكنهم فيه تنشئة أبنائهم.
وشهد حزب العمال انقساما شديدا هذا العام بسبب وجود جيوب معادية للسامية داخله اعترف بها كوربين نفسه. ويقول بعض منتقديه إن عليه أن يستقيل لأنه لم ينجح في معالجة المسألة.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة (جويش كرونيكل) البريطانية هذا الشهر أن 40 في المئة من اليهود سيفكرون في الهجرة إن فاز كوربين في أي انتخابات عامة . وفي غشت الماضي قال كبير حاخامين بريطانيا السابق جوناثان ساكس إن كوربين معاد للسامية وإن تعليقاته عن الصهاينة عام 2013 قبل أن يصبح زعيما لحزب العمال هي أكثر التعليقات عداء على لسان أي سياسي بريطاني بارز منذ نصف قرن.
وقال كوربين قبل خمس سنوات إن الصهيونيين البريطانيين “لا يفهمون روح الدعابة الإنجليزية” رغم أنهم “عاشوا في هذا البلد فترة طويلة” . وقالت ماي “إن كان لنا أن ندافع عن القيم التي نؤمن بها جميعا، فيتعين علينا من بين الأشياء التي يجب أن نفعلها أن نعطي اليهود الثقة في أن يفخروا بهويتهم.. كبريطانيين وكيهود وكصهيونيين أيضا”.
وأضافت “ما من تعارض بين هذه الهويات، ويجب ألا نسمح أبدا لأحد بأن يحاول أن يلمح إلى أنه يجب أن يكون هناك تعارض” . وتعهد كوربين، وهو مدافع قديم عن حقوق الفلسطينيين انتقل بحزب العمال جهة اليسار، بأن يقضي على معاداة السامية. وتبنى حزبه هذا الشهر تعريفا مقبولا دوليا لمعاداة السامية على أمل إنهاء الشقاق.
وفي الشهر الماضي قال إنه استخدم كلمة الصهاينة في تعليقاته التي أدلى بها عام 2013 لوصف بعض النشطاء المؤيدين لإسرائيل، وهو تفسير لم يهدئ من الغضب . وقالت ماي في كلمتها أمس الاثنين “ما من شيء يبرر معاداة السامية.. لا الفكاهة ولا الهزل ولا حتى الدعابة” . وأضافت أنها ملتزمة بوجود علاقات اقتصادية قوية بين بريطانيا وإسرائيل.
وتابعت “يمكنكم أن تعولوا أيضا على التزامي بأمن إسرائيل… نحن واضحون في أننا سندعم دوما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية حزب العمال تتساوى تقريبا حاليا مع شعبية حزب المحافظين الذي تتزعمه ماي.
عذراً التعليقات مغلقة