كشفت صحيفة ذا هيل الأميركية أن سفير واشنطن لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند فجّر خمس مفاجآت مذهلة خلال شهادته الأربعاء في جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
وأضافت أن شهادة سوندلاند -التي استغرقت نحو سبع ساعات- ربطت الرئيس الأميركي دونالد ترامب مباشرة بحملة ضغوط ذات دوافع سياسية مورست على دولة أوكرانيا.
وجاءت جلسة الاستماع في إطار مساعي أعضاء الحزب الديمقراطي في الكونغرس للطعن في أهلية ترامب؛ تمهيدا لعزله من منصبه. ويعد سوندلاند أحد الشهود الرئيسيين في تحقيقات قضية أوكرانيا.
وكان سوندلاند –وهو من رجال الأعمال الذين مولوا حملة ترامب الانتخابية عام 2016- نفى من قبل أن يكون ترامب ربط تقديم مساعدة لأوكرانيا بتحقيقها مع خصوم الرئيس السياسيين، لكنه تراجع عن تصريحاته تلك أمام كاميرات التلفزيون الأربعاء، وأخبر لجنة التحقيق بأن المقايضة كانت واضحة، وجاءت من ترامب نفسه.
واستعرضت الصحيفة المفاجآت الخمس على النحو التالي:
سوندلاند يؤكد حدوث مقايضة:
أقر سوندلاند أمام النواب بأن ترامب ضغط على القادة الأوكرانيين من أجل فتح تحقيقات مع منافسيه السياسيين، لا سيما من خلال مكالمته الهاتفية مع رئيسها فلاديمير زيلينسكي.
وقال السفير إن ترامب أبلغ المسؤولين الأميركيين في كييف، عبر محاميه الشخصي رودي جولياني، أنه يريد من زيلينسكي أن يدلي بتصريح علني يؤكد فيه التزامه بالتحقيق في قضايا تتعلق بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، وبشركة بوريسما للغاز، التي كان هانتر ابن نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عضوا في مجلس إدارتها.
وتساءل سوندلاند خلال إدلائه بشهادته: “هل كانت هناك مقايضة؟” ثم أجاب: نعم.
وفي تصريح آخر، قال سوندلاند إن ترامب لم يكن معنيا بمكافحة الفساد، بل أراد فقط إعلانا صريحا بأن جو بايدن يخضع للتحقيق.
ولأن بايدن في طليعة المتنافسين على الظفر ببطاقة الترشيح عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2020، فقد يسهم مثل هذا الإعلان في تعزيز فرص ترامب للفوز بولاية رئاسية ثانية.
استنادا إلى إفادة سوندلاند، فإن ترامب كان يفرض سياسة محددة بشأن أوكرانيا عبر جولياني، الذي كان بدوره يبتز زيلينسكي من خلال إشعاره بأنه لن يتمكن من زيارة واشنطن إلا إذا وافقت بلاده على الإعلان صراحة أنها تحقق مع خصوم ترامب السياسيين.
واعترف السفير بأنه هو ووزير الطاقة ريك بيري والمبعوث الأميركي الخاص السابق إلى أوكرانيا كورت فولكر قاموا بالتنسيق مع جولياني بشأن المسائل المتعلقة بأوكرانيا “بتوجيه صريح من ترامب “.
وأكد سوندلاند أنهم لم يرغبوا في التنسيق مع جولياني، لكنه أردف قائلا إن ثلاثتهم أدركوا أنهم إذا رفضوا التعامل معه فإنهم سيفقدون فرصة محققة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، ولذلك “اتبعنا أوامر الرئيس”.
زعم بعض أعضاء الحزب الجمهوري أن سوندلاند –وهو ملياردير وقطب في مجال الفندقة- قد تمرد. وجاء رد السفير على ذلك الادعاء بالقول إنه قرأ رسائل بالبريد الإلكتروني وبعض النصوص على كبار المسؤولين بإدارة ترامب تضمنت تفاصيل محددة حول عرض المقايضة مع أوكرانيا.
وأضاف في هذا الصدد أن “الجميع كانوا على دراية بالأمر، إذ لم يكن ذلك سرا”.
جولياني الشخصية المضرة
وتكرر في جلسة الاستماع تلك تأكيد العديد من الشهود أن جولياني شخصية مضرة في ما يتعلق بأوكرانيا، إذ يحرص على خدمة مصالح ترامب السياسية –وأعماله التجارية الخاصة به شخصيا- بطرق تهدد بتقويض العلاقات الأميركية الأوكرانية، وتقوي يد روسيا في المنطقة.
وأدلى سوندلاند بدلوه في هذه المسألة قائلا “لم نكن سعداء بتعليمات الرئيس لنا بالتحدث إلى رودي. لم نكن نريد إشراك جولياني في الموضوع”. وتابع “كنت وما زلت أعتقد أن العاملين والعاملات بوزارة الداخلية، وليس محامي الرئيس الشخصي، هم من ينبغي أن يضطلعوا بمسؤولية (العلاقات مع) أوكرانيا”.
ومضى إلى القول إن الدبلوماسيين لم يكن أمامهم من خيار سوى التنسيق مع جولياني لقربه من ترامب. وأردف قائلا “لو كنت على علم بكل تعاملات جولياني أو علاقاته مع أشخاص هم الآن تحت طائلة الاتهام الجنائي لما رضخت لمشاركته العمل معنا”.
سوندلاند محبط من كبار المسؤولين
واتهم سوندلاند في إفادته البيت الأبيض ووزارة الخارجية برفضهما تزويده بمعلومات تتعلق بالعديد من الاجتماعات التي عقدها والمكالمات الهاتفية التي أجراها مع كبار الشخصيات الأجنبية ومسؤولي الإدارة الأميركية، بمن فيهم ترامب نفسه.
وقال “قدمت أنا ووكلائي من المحامين العديد من الطلبات لوزارة الخارجية والبيت الأبيض لتوفير تلك المعلومات، لكنهما لم يفعلا، بل رفضا أن أشاركها مع لجنة (التحقيق) هذه”.
وأوضح أن تلك المعلومات لا تعد سرية، وكان ينبغي أن يتم تزويده بها.
عذراً التعليقات مغلقة