علم موقعنا ، من مصدر خاص، أنَ غضبة ملكية طالت عدد من المسؤولين بمدينة الداخلة، وعلى رأسهم الوالي السابق حميد شبار” والكاتب العام الحالي لولاية جهة وادي الذهب لكويرة “حسن بويا”،الذي تلقى توبيخاً قاسياً من مسؤولين كبار في القصر الملكي، وذلك بعد توصل الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة لمدينة الداخلة، بعدد من الشكايات التي تورط الكاتب العام والوالي السابق في فضائح فساد مُدوية.
ومن المرتقب، وفق نفس المصدر، أنَ يتم خلال الأيام القليلة المقبلة، تفعيل قرارات زجرية في حق الكاتب العام لولاية وادي الذهب – لكويرة، الذي كان محط عدد من الشكايات والمراسلات التي وجهت للديوان الملكي والمصالح المركزية لوزارة الداخلية، والعشرات من التقارير الإعلامية، التي أجمعت على تصرفاته اللامسؤولة تجاه المنتخبين والفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية وساكنة المدينة، وتورطه في فضائح فساد مالية وإدارية.
وأكدَ مستشار جماعي رافض الكشف عن هويته، لـموقع أنَ الكاتب العام لولاية وادي الذهب، كادَ أن يتسبب نهاية الأسبوع المنصرم، في أزمة دبلوماسية وسياسية للمملكة المغربية، بعد قيام عدد من المنتخبين والفعاليات المدنية والسياسية بالنزوح للإعتصام بمنطقة “قندهار” العازلة، بسبب سياسته الإقصائية واللامسؤولة، على حدٌ تعبير النازحين، الذين علقوا إعتصامهم بعد لقائهم بالقنصل المغربي بمدينة نواذيبو الموريتانية ووعدهم بإبلاغ شكاياتهم ومطالبهم لـ”الجهات العليا” في البلاد في اليوم نفسه، ودعاهم إلى الأخذ بعين الإعتبار الظرفية السياسية التي تمر منها قضية الصحراء المغربية.
وتعود تفاصيل الغضبة الملكية على المسؤولين المحليين والجهويين بمدينة الداخلة، حسب مصدر موثوق لـموقع بعد مُجالسة عدد من أعيان المنطقة وشيوخ القبائل الصحراوية، للملك محمد السادس إبان قضائه عطلته الخاصة بالداخلة، ورفعهم لشكايات تظلم شديدة اللهجة للديوان الملكي، تتهم مُباشرة الوالي السابق “حميد شبار”، الشاغل حالياً لمنصب والي مدير التعاون الدولي بوزارة الداخلية، والكاتب العام الحالي للولاية، “حسن بويا”، بالتلاعب والمتاجرة وتفويت أراضي وممتلكات الدولة وتوزيع المئات من البقع الأرضية على عدد من كبار المستثمرين بالمغرب والفنانين والرياضيين والبرلمانيين والمنتخبين والمقربين من السلطة، بدون موجب حق، ونهب المواد المدعمة المقدمة للعائدين إلى أرض الوطن في اطار نداء الملك الراحل الحسن الثاني “إنَ الوطن غفور رحيم، وتلقيهم شهرياً لعوائد مالية وُصفت بالملايين، في الوقت الذي يتعرض المواطنون أمام مقر الولاية للتعنيف والسب والقذف من طرف الأجهزة الأمنية وتلفيق لهم تهم “الإنفصال”.
وأفادت مصادر الموقع أن عدد من لجان المختصة، ستحل بالمدينة للتدقيق في عدد من الملفات التي تهم تدبير مرافق الدولة خصوصاً منها ذات الصلة مع المواطنين، وفتح تحقيقات معمقة في ملفات فساد ضخمة أصبحت تُثير نقمة السكان وتعد بتطورات غير محسوبة العواقب وتهدد بإنفجار إحتقان إجتماعي غير مسبوق المدينة.
وسبقَ وأن خاض عشرات الصحراويين من منتخبي الجماعات المحلية بجهة وادي الذهب لكويرة، يوم واحد قبل وصول الملك محمد السادس للمدينة، إعتصاماً داخل مقر الولاية، إحتجاجاً على ما إعتبرُوه سياسة التعامل التي ينهجها الكاتب العام للولاية مع المنتخبين، والتي وصفوها بـ”سياسة الـأذان الصماء” اتجاه مطالبهم، وعدم إلتزام مسؤولي الولاية بالوعود التي قدمَها الوالي السابق “حميد شبار”، المتمثلة في منح كل المنتخبين بقع أرضية وتسهيلات في الحصول على رخص تجهيزه وبناءها وكذلك منح أقارب بعض المنتخبين بطائق للإنعاش الوطني.
ومن تداعيات فضائح الوالي السابق لوادي الذهب والكاتب العام الحالي، إقالة الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بالجهة، لكاتبها الإقليمي بالداخلة “باركا لله الحسين”، بعد فضحِه لملفات فساد تهم استفادة مسؤولين في الحزب، من بقع أرضية، خلال فترة ولاية “حميد شبار”، قبل أن يحل كل من رئيس قسم النزاهة والشفافية بالحزب “عبد العزيز أفتاتي” والمدير العام لـ”البيجيدي” “العماري عبد العزيز” يوم الأربعاء الماضي بالمدينة لإعادة ترتيب البيت الداخلي لـ”البيجيدي” وإعادة الأمور لنصابها والتستر على حصول المسؤولين الحزبيين على البقع الأرضية.
وكان الوالي السابق، قد منحَ لرجل الأعمال الصحراوي والمستشار البرلماني السابق والعامل الحالي على مدينة المحمدية، علي سالم الشكاف، “هدية ثمينة”، تتمثل في ترخيص مُوقع من طرف يحمل تاريخ 31 ماي 2013، يسمح لهُ بالتنقيب عن المعادن في جهته، إلى جانب ترخيصين آخرين بإسم شركة في ملك علي سالم الشكاف يسمحان له بالبحث عن المعادن، وهو الترخيص الصادر بالجريدة الرسمية.
وكانت وزارة الداخلية، قد إستدعت على عجل خلال الأيام الأخيرة ل”حميد شبار” بولاية وادي الذهب، للتحقيق معه في عدد من ملفات الفساد التي تفجرت إعلامياً، خاصة تلك المتعلقة بفضائح المتاجرة بالمواد المدعمة “الزون”، والتي أضحت شغل الرأي العام المحلي.
عذراً التعليقات مغلقة