وأنا أتابع النزر مما ينشر في صفحة “فايسبوك” لأكاديمية سوس ماسة من مستجدات منظومة التربية والتكوين بجهة سوس ماسة وبعض مديرياتها الإقليمية، لم أجد فيها سوى “كوبي كولي” مما تنشره الوزارة ليلا من جداول حصص القنوات من الدروس التي أطلق عليها “الرقمية”/”المصورة”.
غير أن ما أثارني، وأنا أقرأ، مثل باقي أطر القطاع، مادة نشرت على الساعة العاشرة إلا 25 دقيقة من ليلة الأحد 18 أكتوبر الجاري، اضطرني لتحرير ملاحظات عابرة، عل من يكتب فيها باسم، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، أن يراجع نفسه ويوقض صحوة ضميره، بسبب الأخطاء المقترفة جهارا في مؤسسة من المفروض أن تقدم النموذج والقدوة في جمالية اللغة، وصرفها ونحوها.
وفي ما يلي بعضا من الملاحظات العرضية:
1. ما كتب على صفحة “فايسبوك” بلا عنوان، فلأي جنس ينتمي ما حرره مدبجه؛
2. لا يبتدأ في الجملة بالمصدر، والأصل في اللغة العربية أن يبتدأ بالفعل. وهو ما تكرر في ما نشر، إذا عاد إليه كاتبه ومسؤولو الأكاديمية؛
3. مرة يتحدث عن أن اللقاء لقاء تنسيقي تشاوري، ومرة تأطيري. فشتان بين الكلمات الثلاث مبنى ومعنى، وفهما ودلالة لدى الملتقي. اللهم إن كان من دبج تلك الكلمات المتناثرة لا يفهم الفروق الفردية والدلالية واللغوية بين الكلمات الثلاث، أو أنه لم يفهم طبيعة اللقاء/الاجتماع، الذي من المفروض أن يكون حضره للمواكبة؛
4. أخطاء متكررة في اللغة والصرف والنحو. وخير مثال: المتعدد السنوات بدل متعدد السنوات -حضرته السيدتان وليس حضره السيدتين (عليك مراجعة قواعد اللغة والصرف والنحو باللجوء لحصص الدعم والتثبيت للمستوى الرابع والخامس والسادس ابتدائي)، أو على الأقل الاستعانة بأساتذة اللغة أو مفتشين قبل النشر ولا عيب في ذلك حتى تتعلم؛
5. مرة يكتب كلمة توجيهية ومرة كلمة تأطيرية، والبون بينهما شاسع بحسب سياق الحداث/اللقاء ومراميه ومخرجاته وأهدافه. مما يتعين معه التدقيق في توظيف الكلمات والعبارات التي تحتمل دلالات لغوية وتواصلية ومعرفية، ولا توظف عبثا، كما كتب على الصفحة؛
6. الأشار. والصواب أشار. حتى أن هذا الفعل لم يوظف من أجل بلوغ معنى. لأنه من المفروض استعمال فعل يتناسب مع ما يستتبع ذلك (الأهمية). كما أن ذكر اسم محمد جاي منصوري بصفته مدير الأكاديمية من دون تفصيل أية أكاديمية وفي أية جهة، مادام أن ما دبج سيقرأه الملتقي خارج جهة سوس ماسة وخارج الوطن ولن يعرف صفة المتحدث كاملة؛
7. في الفقرة الثانية لا فاصلة ولا نقطة ولا علامة ترقيم واحدة، وجمل طويلة غير مبنية لغويا ولا لفظيا. تتطلب إعادة التكوين في استعمال علامات الترقيم بالمستويات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي. وتجتر نفس الأخطاء في الفقرة الرابعة وهكذا دواليك؛
8. استعمال مصدر “مشددا” ليس له معني ومبنى في الفقرة الثانية. شأنه شأن استعمال فعل “أبرز” بلا سياق ولا معني في جملة مبثورة؛
9. مدير الأكاديمية يخاطب بالسيد ورؤساء المشاريع من دون ذلك. وعلى الرغم من أنه في الفقرة الرابعة وردت عبارة “المتدخلون” (من هم المتدخلون هل هم رؤساء المشاريع أم الحاضرون في اللقاء أم فاعلون آخرون؟؟)، مع تكرار عبارة الترجمة لمرتين من دون أن توظف لما رصدت له؛
10. لا نقول تخللت هذه العروض..تفاعلا من طرف الحاضرين: لأن إضافة هذه لا معنى له والحاضرون (معروفون لا حاجة لأن تصفهم بلقب واسم آخر). كما أنه ربما حسب ما فهمت لم يقدم المدير أي عرض، وإنما خلاصات اللقاء فلا معنى لذكر وجود عرض لم يتم أصلا. وهذا يدخل في عدم الدقة وغياب الرصانة ووبديهة؛
11. استحضار الالتقائية بين: خطأ في صياغة الجملة فينقص ما بين “الالتقائية” و”بين” كلمتان حتى تتحقق الالتقائية اللغوية عمقها تغييب علامات الترقيم، لو علم “سبويه” و”الكسائي” ما يقع من مذابح للغة في قطاع التربية والتكوين لانبعث من قبره.
ملاحظات عدة وجمل غير مبنية تحسسك بتشتت العبارات والعقل المركب لها..استعينوا – رحمكم الله- بأساتذة اللغة على الأقل، فمنهم في الابتدائي من لغته جميلة ومنمقة مبنية ذات دلالة، ولا أظن أن المفتشيين وأطر اللغة العربية سيبخلون عليگم في هذا المجال.
وفي ظل إقصاء اللغة الأمازيغية ومحاولة إقبارها، ورأفة باللغة العربية، كفانا مذابح يومية، تنضاف إلى مذابح لغوية في رسائل تصدر عنكم في القطاع جهويا وإقليميا، لا يتم قرائتها قبل التوقيع أو النشر، ولأنه ملك لكل أطر منظومة التربية والتكوين، فقد صرنا أضحوكة في مجالس علية القوم وعوامهم
عمر أوزكان
أستاذ/فاعل نقابي
عذراً التعليقات مغلقة