توصل الموقع ببيان لحزب التقدم والاشتراكية ، والدي يحمل بين طياته مجموعة من الرسائل ،ننشر مجمل ماجاء فيه:
قضية وحدتنا الترابية : تطورات إيجابية بفعل القوة الهادئة لبلادنا
في اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 10 نونبر 2020، عن بُعد ، ناقش المكتب السياسي تطورات قضية وحدتنا الترابية، وأشاد بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، معتبرا أنه خطابُ تأكيدِ الثوابت والتوجه نحو المستقبل، وأنه خطابٌ يُجسد القُــوَّةَ الهادئة لبلادنا المتيقنة من صوابية موقفها، دون تزحزحٍ عن أساسيات مقاربتها لهذا المشكل المُفتعل.
وإذ يؤكد المكتب السياسي على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الخيار الوحيد لتسوية هذا النزاع المُفتعل، فإنه يسجل ارتياحه لقرارات مجلس الأمن الأخيرة التي تتأسس على منطق الحل السياسي الواقعي والمتوافق عليه. وهو المنحى الذي على البلدان الأطراف، وتحديدا الجزائر، أن تسير فيه من خلال ضرورة تعاملها الجدي مع المقاربة ذات المصداقية التي يعتمدها المغرب. وفي ذات الإطار، يُعرب عن اعتزازه بتزايد عدد البلدان الداعمة لموقف بلادنا والتي سحبت اعترافها بجمهورية الوهم. كما يعبر عن إشادته بالمقاربة البناءة التي بات يعتمدها الاتحاد الإفريقي حُــيَــال هذا النزاع المفتعل، مسجلاً أن هذا التحول الإيجابي هو الثمرة الطبيعية لاستعادة بلادنا مكانَتَهَا البارزة ضمن بيتها الإفريقي.
بذات السياق، ثَــمَّنَ المكتب السياسي توجه بلادنا نحو نهج الصرامة إزاء الاستفزازات والمناورات اليائسة والمُــدَانَة لخصوم وحدتنا الترابية. وفي نفس الوقت، يُحيي التعاطي المسؤول والرزين لبلادنا ونأيها عن أي ردود فعل عنيفة إزاء تجاوزات أعداء وحدتنا الترابية. كما يثمن عاليا تَوَجُّــهَ بلادنا نحو مزيدٍ من تنمية أقاليمنا الجنوبية، لا سيما من خلال العزم على استثمار الإمكانيات الاقتصادية للواجهة الأطلسية بجنوب المملكة، باعتبارها فضاءً للتكامل الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي، وذلك ما سيعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي على بلادنا عموماً وعلى المواطنات والمواطنين بجنوب المملكة بشكلٍ خاص.
بشائر الأمل في الانتصار على الجائحة
من جانب آخر، يُشيدُ المكتبُ السياسي عاليا بالاجتماع الذي ترأسه جلالة الملك يوم الاثنين 09 نونبر 2020، حول استراتيجية التلقيح ضد فيروس كوفيد-19. مستحضراً، باعتزاز، الأخبار السارة التي حملها هذا الاجتماع الهام والوقع الإيجابي الكبير لمُخرجاته، بالنظر إلى ما زرعه من أمل وطمأنة في نفوس كافة أفراد الشعب المغربي، وبالنظر إلى ما فتحه من آفاق رحبة أمام إمكانية انتصار بلادنا في معركتها ضد الجائحة وعودة الحياة، بجميع مظاهرها، إلى طبيعتها العادية.
ضرورة مواصلة الاحتراز ورفع قدرات منظومتنا الصحية
في هذا السياق، يُناشد المكتب السياسي الجميع من أجل مزيدٍ من الحيطة والالتزام بالشروط الصحية، من أجل الحد من الانتشار السريع للوباء. كما يُحيي بحرارة نساء ورجال الصحة على تضحياتهم الجسام. ويدعو الحكومة إلى مزيدٍ من دعم قدرات الصحة العمومية من أجل التمكن من التكفل بجميع المرضى. كما يدعو إلى بذل مزيد من الجهد لأجل الرفع من عدد اختبارات الكشف عن حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 بمختلف مناطق بلادنا.
تنديد باستغلال بعض المصحات الخاصة لمرض ومآسي الناس
وإذ يسجل المكتب السياسي تَحَوُّلَ عددٍ من المؤسسات الصحية الخصوصية، كليا أو جزئيا، إلى فضاءاتٍ للتكفل بالمصابين بفيروس كوفيد 19، فإنه يُطالب وزارة الصحة بتحمل مسؤوليتها كاملةً في الإشراف والتأطير والمراقبة اللازمة إزاء ذلك، بالنظر إلى ما تم تسجيله من سلوكاتٍ غير مقبولة من طرف بعض المصحات الخصوصية التي تمادت في المتاجرة بمآسي الناس وفي الاستغلال الفاحش للمصابين بالفيروس وأُسَرِهِمْ.
حكومة تخلف موعدها مع اللحظة التاريخية أمام أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة
من جانب آخر، تطرق المكتب السياسي إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ببلادنا، وإلى ما ينتظرنا من تحديات على هذه الأصعدة، وجدد إعرابه عن خيبة أمله، على غرار مختلف الأوساط والشرائح المجتمعية، بخصوص العجز البين للحكومة في تقديم الأجوبة المنتظرة على هذه الأوضاع.
وإذا كان حزب التقدم والاشتراكية يوافق على التوجهات الكبرى لمشروع قانون مالية سنة 2021، فإنه بالمقابل، يعتبر أن التدابير الواردة فيه لا تترجم تلك التوجهات، كما لا تتلاءم وحجم الانتظارات. هذا
في الوقت الذي كان فيه على الحكومة أن توفر رؤية واضحة وتعاقدية بشأن المرحلة، وأن تتقدم بمخطط مدقق ومضبوط، من حيث الأهداف والوسائل، ماليا وزمنيا وقطاعيا، لكنها أخلفت الموعد مرة أخرى مع هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، وافتقدت إلى المبادرة والجرأة السياسية، كما أنها تُــمعن في تجاهلها للحوار مع الفرقاء الاجتماعيين والسياسيين وغيرهم بخصوص قضايا أساسية من قبيل تدقيق وسائل تعميم التغطية الاجتماعية وضبط سُبُل تفعيلها.
في هذا السياق، هنأ المكتب السياسي برلمانياته وبرلمانييه على التعديلات الهامة التي يتقدمون بها ويدافعون عنها، بالتزام نضالي، في مرحلة مناقشة المشروع المذكور، وذلك سعياً نحو محاولة التخفيف من النقائص التي يحملها العرض الحكومي الباهت.
عذراً التعليقات مغلقة