بعد أيام على نهاية السنة المالية 2020 وانعقاد شغل المجلس الإداري لأكاديمية سوس ماسة، حان الوقت لتقييم ما تحقق بهذه الأكاديمية من خلال الأرقام التي نشرتها وثائقها في المجلس الإداري، وهي سيدة نفسها، تعبر عن الوضع الإداري والتربوي الذي تعيشه.
فقد تراجع البرنامج المادي مقارنة بين سنتي 2019 و 2020 بناقص 143 في البناء والتأهيل، مع ضعف مساهمة الشركاء الذين لم يساهمو سوى ببناء تسع قاعات فقط في سنتين، إذا ما قورن بأكاديميات مجاورة كجهة كلميم واد نون ومراكش آسفي، وحتى في جهات الرباط سلا القنيطرة وطنجة تطوان والدار البيضاء والشرق التي يضرب بها المثل في الشراكات الرائدة مع مجلس الجهة والمجالس الإقليمية.
ويتعمق الجراح أكثر داخل واقع المؤسسات التعليمية التي يطلب منها العمل بالإجراءات والتدابير الاحترازية فمائة وتسعة وثمانون (189) مؤسسة ابتدائية لا تتوفر بشكل من أشكال الصرف الصحي، وألف وتسعمائة وأربعة وتسعين (1994) مؤسسة (بما فيها الوحدات المدرسية) مربوطة بخزان الصرف الصحي (مطمورات) مقابل مائتين وتسعة وستين (269) فقط تتوفر على شبكة التطهير مع بداية عام 2021 حسب إحصائيات الأكاديمية المنشورة في الصفحة الثانية عشرة (12) من المخطط الجهوي 2030 لتنزيل أحكام القانون الاطار.
كما أن 252 مدرسة غير مزودة بالكهرباء و 454 مؤسسة مربوطة بمولدات كهربائية (252 ابتدائية و2 تأهيلية). فكيف يمكن أن يصلها الربط بالأنترنيت الذي لم تلتزم به الأكاديمية رغم تنبيهات الوزير، كما فعلت جهة كلميم واد نون التي كسبت الرهان منذ شهور وبلغت نسبة مائة بالمائة، فيما سوس ماسة ما تزال تتخبط. كما لم يتم خلال سنة 2020 اقتناء الحواسيب والطابعات للمؤسسات التعليمية العمومية، واعتمد فقط على صفقة ميزانية العام قبله التي نفذت سنة 2020.
أما في تأهيل المؤسسات التعليمية خلال السنوات الماضية، فقد تراجعت الأرقام، حيث تم في سنة 2020 اقتناء نصف ما تم اقتناؤه في السنتين السابقتين في الأغطية والثلث في الأفرشة والنصف في السبورات. فلم تصلح ميزانية الأكاديمية إن لم تكن للمؤسسات التعليمية أولوية كبرى في الداخليات وداخل الفصول الدراسية ولفائدة فلذات الأكباد من الإناث والذكور في بوادي سوس ماسة ومداشرها؟!
وبخصوص التكرار بأكاديمية سوس ماسة فلا تزال النسبة مرتفعة. وهو ما اعترفت به الأكاديمية في الصفحة الرابعة عشرة (14) من نفس الوثيقة، إذ بلغت نسب التكرار تسعة عشر فاصلة عشرين(%19.20)في الاعدادي، أي أن عشرين (20) في المائة من تلاميذ الإعدادي يكررون بالثانويات الإعدادية، وأحد عشر(%11) في المائة من تلاميذ التأهيلي كذلك و ثمانية فاصلة أربعون(%8,40) في الإبتدائي.وفي غياب المقاربة التربوية وحصص الدعم التربوي وتتبع التلاميذ يبقى المؤشر مرتفعا مع باقي الأكاديميات كما اعتراف بذلك مدير الأكاديمية كتابة في الصفحة الرابعة عشر من الوثيقة.
ويبقى الاعدادي النقطة السوداء الأقبح، بسبب غياب مخططات ودارسات وتتبع وخطط يتم تنفيذها في الواقع للتصدي للهدر والتسرب الدراسي، فقد أظهرت إحصاءات أكاديمية سوس ماسة أن ثمانية فاصلة إثنان وثلاثون (%8,32) بالمائة تلميذة وتلميذ بالإعدادي يغادرون الفصول الدراسية، وستة فاصلة أربعين (%6,40) بالمائة بالثانوي التأهيلي، وصفر فاصلة ستون (0,60) بالابتدائي.
وسجلت وثائق الأكاديمية ارتفاع نسبة الأقسام المگتظة بجهة سوس ماسة، ففي الإعدادي انتقلت من 14,78% سنة 2019 إلى 22,02% سنة 2020 (مقابل 7.10 % وطنيا)، وفي الثانوي التأهيلي ارتفعت هي الأخرى من 13,64% سنة 2019 إلى 18,47% سنة 2020(مقابل 4.80 % وطنيا) ومن أصل ألفين وواحد وأربعين (2041) طفلا من أقسام الفرصة الثانية الأساسية، تم فقط إدماج ستمائة وواحد وسبعين(671). فإلى أين صار باقي الأطفال الذين غادروا الدراسة واحتضنتهم مدارس الفرصة الثانية الأساس وصرفت الملايين عليهم من دون تتبع وضعيتهم وإدماجهم المجتمعي والتربوي؟! كما أن من أصل 671 طفلا في الفرصة الثانية الأساس تم إدماج 122 فقط في التكوين المهني(18 في المائة) وصفر في سوق الشغل، والسبب يعود لغياب خطط محلية وإقليمية وجهوية للتتبع والمواكبة والتقييم وتحديد المسؤوليات.
وفي شأن المواكبة التربوية، فقد استفاد في جهة سوس ماسة فقط 159 طفلا مع 5 جمعيات. رقم صادم يطرح تساؤلات عميقة وحارقة، ويعيد للواجهة السؤال القديم/الجديد :فيما يصرف المال العام ولماذا تحققت هذه النتيجة بهذا الشكل المريب والغريب؟!
وبلغة الأرقام دائما، التي يُبگي الگثير منها، ويرثي حال منظومة التربية والتكوين في أكاديمية سوس ماسة التي تعيش قاب قوسين أو أدنى من السگتة القلبية، ولا يسعنا تحليلها گلها، فمثلا 2132 قسما من البناء المفكك و 108 مرفقا صحيا في مدارس سوس ماسة لا تصلح، و 92 مؤسسة غير مربوطة بالكهرباء و60 مؤسسة غير مربوطة بالماء الشروب و 60 أيضا لا تتوفر على التطهير السائل و 250 مؤسسة لم يتم تأهيلها بعد، و40 داخلية غير مؤهلة، وأداء متأخرات ومستحقات المزودين المالية على ذمة الأكاديمية في سنة 2020 يتراوح بين %40 (134 مليون درهم) و%60(203 مليون درهم)…!!!
إلى أين تسير أكاديمية جهة سوس ماسة؟!!!وگم ستتراوح تگلفة فتح تحقيق من قبل قضاة المجلس الأعلى للحسابات في قضايا كثيرة أسالت المداد، وعلى رأسها صفقة بناء عمارة وتجهيزها التي ستصل إلى مليار سنتيم، وإعادة تأهيل المركز الجهوي للتكوين المستمر بـ200 مليون سنتيم وصفقات المطعمة، التي تشكل الاستثناء في المغرب عكس باقي أكاديميات المملكة، حيث تم تمرير إطعام التلاميذ في الداخليات ل”تريتورات”، وسندات الطلب والتأخر في فتح البنايات وجاهزيتها في مواعيدها المالية والتزامات الحكومة، وتراجع الأداء المالي والتهافت على التعويضات وتدني نتائج الباكلوريا ومؤشرات التعليم الأولي، وغياب الأكاديمية في المنافسات الوطنية والدولية (الأولمبياد، العلوم والتقنيات…) وغير ذلك كثير، حتى صار أهل الدار (من الفاعلين التربويين بالقطاع) يندبون حظهم العاثر مما آلت إليه أكاديمية سوس ماسة، والتي ستجني حصادها أكثر من500 ألف طفل وأسرهم خلال الشهور المقبلة، بل السنوات المقبلة، إذ ذاك لن ينفع الندم على ما اقترف من مدابح في حق المنظومة.
وفي تصريحه لموقع “وطن” قال الناشط النقابي والحقوقي الطيب البوزياني التنقيل والإعفاء والتتبيث غير كاف، بل يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة في شأن كل من تورط في تلاعبات وسوء التدبير وهدر المال العام والصفقات وسندات الطلب، مما انعكس سلبا على مؤشرات الإكتظاظ والهدر المدرسي والانقطاع والتكرار والتسرب الدراسي والمستوى الدراسي للتلاميذ وتاخر انجاز البرنامج المادي وفتح المؤسسات المعتمدة في موعدها بداية شتنبر وغيرها مم الأخطاء الفادحة التي تستوجب في هذه المرحلة أن يحال كل متورط على القضاء(محگمة جرائم الأموال)حتى يكون عبرة للسابقين واللاحقين، مادام أن كل من يعفي من مهامه يذهب الي بيته بلا مساءلة ولا محاسبة،گما حصل مع المدير الإقليمي المعفى بتيزنيت نهاية دجنبر2020.
اعداد : الطالب على
عذراً التعليقات مغلقة