تفاصيل إعدام شخص إثر اتّهامه بـ”سرقة عضو ذكريّ” في بوركينا فاسو

الوطن الأن25 مايو 2014آخر تحديث :
تفاصيل إعدام شخص إثر اتّهامه بـ”سرقة عضو ذكريّ” في بوركينا فاسو

قُتل رجل يوم الاثنين 19 مايو في كودوغو، وهي مدينة في وسط بوركينا فاسو، بعد أن اتّهمته الحشود الغاضبة بأنّه “أخفى العضو الذّكريّ” لأحد السّكان. وهذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، إذ ارتفع عدد هذه الاتهامات الغريبة خلال شهر أيار/مايو.
  
دارت أحداث مشهد العدالة الشّعبيّة في القطاع العاشر في كودوغو، في غرب المدينة. وقد بدأ كل شيء بمشادة في مطعم بين شخصين، حيث اتّهم أحدهم الآخر بأنه سحره إثر اتّصال جسدي بسيط. وقد ادّعى الضّحية المزعوم، وهو ميكانيكي في الحي، أن هذا الشّخص غير المعروف في الحيّ قام بـ”سرقة عضوه الذّكريّ”. وبعد محاولة لتصفية حساباته مع “اللص”، قام الضّحية المزعوم بتبليغ الشرطة. غير أنّ الحشود قد تجمّعت من حولهما. وقرّر السّكان الغاضبون إعدامه في وسط الشارع.

قد لاحظ سيريل زوما، وهو صحافي من كودوغو، ظهور عدة اتهامات مماثلة منذ بداية شهر أيار/ مايو. وقد قصد يوم الإثنين مكان الحادث والتقط الصور.

وتعود أوّل حالات ” اختفاء العضو الذّكريّ” في كودوغو إلى 2 مايو. لقد أحصيت حوالى 12 حالة مماثلة خلال أسبوعين في المدينة. القصة نفسها تتردّد دائمًا: أحدهم يشكو من أن شخص غريب في الحيّ اقترب منه ولمسه. وتشتكي الضّحيّة على الفور من ألم في الجزء الأسفل من البطن، وارتعاشات، وتؤكّد بأنّها لا تعود تشعر بالعضو التناسلي. لا يتأثّر سوى الرجال بذلك. هذا ما قيل لي في عدة أحياء من المدينة.

وتعود التهمة الأخيرة إلى الأحد 18 مايو: وقد تدخّلت الشرطة لإنقاذ شخص متهم بـ”سرقة العضو الذّكري” لأحد السكان. غير أنّ السكان الغاضبون قاموا بمهاجمة مقر الشرطة في كودوغو حيث تم حجز الجاني المزعوم. منذ عدة أيّام أكّد لي السّكان أنه لا بدّ من “قتل أحد سارقي الأعضاء الذكرية” لردع الآخرين ووضع حد لهذا الأمر. وهذا ما حصل فعلًا يوم الاثنين. لقد فعلت الشرطة ما في وسعها، لكن لم يكن هناك عدد كافٍ لاحتواء غضب السكان. حين قام أخصّائيّو الخدمات الطّبيّة بمعاينة الضحايا المزعومين، لم يجدوا أي مشكلة معيّنة في الأعضاء التناسلية.
 
لاحظت في مكان الحادث أن الكثيرين من الناس كانوا يدّعون أنّ “سارق الأعضاء الذّكرية” المزعوم كان غريبًا عن البلدة: قال البعض إنّه من الكونغو، وآخرون إنّه من رواندا أو بوروندي. في غياب أيّ تفسير، كانوا يلومون “الغريب”. في النهاية، اتضح أن هذا الشخص كان مرابطًا بورونديًا من الإقليم الثّامن في كودوغو.
 
إنّ الاتهامات بـ “سرقة الأعضاء الذكرية” حادثة متكرّرة لم تحدث فقط في بوركينا فاسو: فقد تم الإبلاغ عن عدة حالات مماثلة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من أبيدجان إلى أكرا. وبحسب المتخصّصين في هذا المجال، خلال خمسة عشر عامًا، تسبّبت شائعة سارقي الأعضاء الذكرية بوقوع ما يقارب ثلاثمائة قتيل وأكثر من ثلاثة آلاف جريح في غرب أفريقيا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة