مرة أخرى، انتظر المتتبعون، ومعهم المترشحون للتباري على منصب مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة سوس ماسة صدور نتائج الانتقاء الأولي، شأن أكاديميات الشرق، ومراكش آسفي، ودرعة تافيلالت، وكلميم واد نون، الذين أعلنوا نتائج الانتقاء الأولي، فيما أكاديمية سوس ماسة “الاستثناء” لاتزال ملفات المترشحين في الرفوف لم تنعقد لجنة الانتقاء بعد للنظر في الترشيحات، لأن المدير كان الأسبوع الماضي مشغولا بتدشين مدرسة جماعاتية تأخر فتحها، وحاور أساتذة مجموعة أكجكال في طاطا أفضت إلى توثر وسوء فهم كبير، لمشكل لم تستطع الأكاديمية حله دام لأزيد من 5 أشهر، وصدر بيان ناري حول قضيته.
وعلى الرغم قرار الانتقاء الذي أصدره وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي بشأن إحداث لجنة لدراسة الترشيحات بتاريخ 29 يناير 2021، أي بعد مرور 11 يوما ولاشيء حتى الآن، لا نتائج الانتقاء الأولي، ولا لجنة اجتمعت لتدارس الترشيحات، فيما باقي الأكاديميات حددت موعد المقابلات بين الأربعاء 10 والخميس 11 فبراير 2021، فيما المترشحون لشغل منصب CRMEFسوس ماسة ينتظرون الذي يأتي أو قد لا يأتي. وحينما يأتي قد يصدر بثلاثة أيام. وهو ما دأب مدير الأكاديمية على فعله في مقابلات شغل منصب رؤساء الأقسام والمصالح التي أجريت سابقا، وأثارت الكثير من الجدل حول طريقة تشكل لجان الانتقاء والمقابلات الشفوية، مما يطرح الكثير من التساؤلات حول مصداقيتها.
ولعل هذا يذكر بما اعترف به مدير أكاديمية سوس ماسة في إحدى اجتماعاته حينما قال: المسؤولية ماشي تقلب على كرسي كايدور، المسؤولية ليس التقاط صور…نشد لبوسط باش نقتلو، والخطاب لا يصل إلى الناس. فمن اختار هؤلاء الذين تتعامل معه، ومن أقصى عددا من المترشحين في مقابلات الانتقاء، وصاروا يترشحون كل مرة، حتى فقدوا الثقة والمصداقية رغم أنهم من الكفاءات المتميزة في جهة سوس ماسة، مما اضطرهم لمغادرة القطاع، نحو وجهات أخرى، فنالوا حظهم وشرفهم ومكانتهم الاعتبارية.
لماذا هذا التأخر الذي لا مبرر له؟ ومن يتحمل مسؤولية التأخر رغم أن الوزارة راسلت جميع مديري الأكاديميات المعنيين لتشكيل لجنة دراسة الترشيحات في نفس الموعد ونفس التوقيت، ووزعت عليهم ترشيحات المعنيين، إلا أن سوس ماسة تشكل الاستثناء، في التأخر الذي لا مبرر له.
التأخر ملازم، كما يقولون لسوس ماسة، التأخر والتعطل والتراجع في كل الأرقام والمؤشرات،2 مؤسسات غير مكتملة للتفتح الفني والأدبي في إنزكان وأكادير (سيعاد بناؤها في إطار مشروع برامج التنمية الحضرية التي أطلقها جلالة الملك)، وباقي المديريات بلا مؤسسات التفتح الفني، مما يخالف المقرر الوزاري لتنظيم السنة الدراسية 2020/2021 الذي يدعو مدير الأكاديمية، لأن تتوفر كل مديرية على الأقل على مؤسسة التفتح الفني، لا على صفقات المطعمة وبناء عمارة المليار وتأهيل مركز التكوين المستمر ب200 مليون سنتيم، و..و… فمن الأولى والأسبق توفير ما يهم التلميذ أم ما يهم المدير وحاشيته؟
الأمثلة الصادمة المصدومة، نتائج الباكلوريا صادمة رتبة تاريخية في الصفوف الأخيرة، حتى أن تعويضات تصحيح الأساتذة لم يتوصلوا بها إلى اليوم ولي في الأكاديمية والمديريات استفادوا من تعويضاتهم المليونية قبيل الصيف، وفي دجنبر 2020، نسبة التعليم الأولي نفس تصنيف الباكلوريا، نسبة الهدر المدرسي الملقة والاكتظاظ في الأقسام الذي خبأته “كورونا”، وصفقات أطلقت غير مثمرة فشلت وضيعت الملايين بلا محاسبة ولا مساءلة، و40 داخلية بلا تأهيل والتلاميذ يعيشون ظروفا صعبة للغاية، وتأخر تنفيذ صفقات البرنامج المادي حتى نهاية السنة المالية 2020، والدليل على ذلك أن الأكاديمية مازالت تؤدي نفقات سنة 2020، آخرها توزيع “فتات تعويضات”(..) على موظفيها الأسبوع الماضي، بسياسة لا يعرف رأسها من رجلها، وبلا تشاور مع رؤساء الموظفات والموظفين المباشرين لذر الرماد في العيون.
اليوم الجميع في سوس ماسة ينتظر، نساء ورجال التعليم المنتخبون والسلطات والمتتبعون، ما ستسفر عنه حركة مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.. فكل المؤشرات تؤكد أن الفرج قريب، لن تنفع معه مساحيق “التجميل” و”التنماق” و”مزاوكة أستاذ المركز للتأُثير على قرار صانعي الرباط” و”وساطات الحزب المعلوم والنقابة المعلومة” و”المستشار”، وحتى إن نفعت في وقت سابق، فالمحاسبة آتية لا ريب فيها. ومحكمة جرائم الأموال تنتظر خلال ما تبقى من الأيام شكاية سمينة دخلت جمعية حماية المال طرفا فيها، لن ينفع معها “الماكياج” الذي أعيى ساكنة سوس ماسة وأرقها، ستؤدي ثمنه لعشرات السنين، يا للأسف؟؟.
عذراً التعليقات مغلقة