لم يكن من المعقول أن نحرك القلم بشأن فاجعة بوركون ، ولم يكن طبيعيا أن يسيل كل هذا المداد من أجل ثلاث عمارات سقطوا فوق رؤوس العباد ، ولا يعقل أن تتحرك الأشجان بخصوص الضحايا وترابط عدسات المواقع الالكترونية والصحف تترصد حادث غاية في البساطة … اوليس الأمر يتعلق بالرعية من طراز ” عامة الشعب “
لم يكن داع لنعلنها حزنا ، فحمدا لله كل الأحياء الراقية التي تقطنها تلك الأسماء الوازنة تتمتع بالقوة والصلابة ولذلك نحن نأمل ألا تسقط لان هؤلاء يمتعوننا في قبة البرلمان بمسرحيات هزلية نفتقدها فوق خشبة المسرح .
حمدا لله لا زال بن كيران بخير ومعه الرواج السياسي المحدث من طرف الإخوة الأعداء وطمأنيةالاستقرار الذي بعث من جديد في المغاربة بقوة البيجيدي والربيع العربي الذي نزل بردا وسلاما لأن حزب المصباح قام بإطفاء لهيب الحرب الدائرة كما يتصورها رئيس الحكومة … حمدا لله كل شيء بخير فكيف نعلنها مزاجا عكرا وهؤلاء على قيد الحياة .
لماذا أصابنا الغبن من موت ” العامة ” وخاصة الخاصة لا زالت توافينا في كل وقت وحين بكثير من الموت حتى وان كنا أحياءا والأمر هنا يتعلق بالملايين من المغاربة الذين يعيشون والاحتضار باديا على محياهم
لماذا تكلمنا كثيرا عن موت البعض منا ولا نتكلم عن موتنا بالكامل … الم يكن من العدل أن نتمنى الموت حينما أعلن كم مرة عن زيادات متتالية في العديد من المواد الغدائية ونحن نراقب عبقرية ” أسي بن كيران ” وهو يعلنها ” للضرورة “
لماذا افزعنا خبر وفاة البعض ونحن أموات بين أسماء تقتات من خيرات الوطن ، وفي كل مرة ووهلة تطالعنا الصحف بكوارث الاختلاسات والسرقات والتطاول على كل الخيرات بكثير من المسميات.
واخيرا، وطبقا لكل القوانين الجاري بها العمل ، ولأن المصاب الجلل أزهق أرواح بشرية ، وخوفا من تداعيات التحقيق وما يمكن أن تفضي إليه تفاصيل التحقيق المعمق حصل مايلي
تم اعتقال رجل بناء والتحقيق معه في قضية كبيرة اسمها 25 “روح ” تم انتشالها من تحت الأكوام وسيستمر التحقيق إلى أن تتناسى مع الوقت قضية ” موت العامة” وتصبح في طي النسيان ولن نسمع أبدا أن مسؤولا ما استقال …. كتحلم ..وزيد احلم
قبل سنين جاءنا الخبر الفاجعة من الجديدة والكل يتذكر أن سجناء ماتو احتراقا داخل سجن سيدي موسى وكانت الحصيلة ثقيلة ، فبعدها لم يحصل أن دخل مسؤولا ما السجن لتورطه في الحادث ؟ أو استقال مسؤولا من منصبه احتراما لللبشرية عامة
الاستقالة ممنوعة في المغرب ” أوالله واخا تحرق لبلاد كاملة ” انه الحنين إلى المقاعد التي اتخذت أشكالا هندسية تليق بمقام جلوسهم وهل يستقيل مسؤولا ما ،وجهنم من التداعيات قد تلاحقه فور إعلانه استقالته ” الناس واكلين الدلاح … وباقي ماحطو الزريعة ..”
لو استقال البعض في حادث بوركون لكان الامر أجمل حداد يقدمه هذا المسؤول أو ذاك للشعب احتراما له .. غير أن الجاري به العمل وهو إلصاق التهم في الغير وجر كل الأحداث المأساوية إلى ” قدر الله ماشاء “
لو استقال البعض احتراما للشعب في حادث بوركون كما في العديد من الأحداث لفهم الشعب أن الأمور تغيرت للأحسن وأن الديمقراطية انجلى عليها غبار ” اشكون أنت وشكون تكون “
لو استقال البعض في حادث بوركون الذي يعد الأول بعد الدستور الجديد لفهمنا جيدا أن الشعب المغربي يحترم ، لكن أن تظل الأمور على حالها فذاك الشيء الذي نفهم منه ” هاد الناس الي مكيزعموش يستقلوا جايين باش ياكلو “
الاستقالة ممنوعة على هؤلاء … ستهدأ الأوضاع ، وستصمت الأقلام ، وستسقط المنازل هنا وهناك ، وسيكرر المشهد أكثر من مرة ولن تسمع عنهم خبر استقالتهم ” مامفاكينش ” بسبب ذاك المثل القائل ” واش المش كيهرب من دار العرس “
ونحن على مشارف الانتهاء من صياغة هذه ” الجخلوطة ” جاءنا أحدهم ليقول لنا ” قول ليهم ديروا القرعة إلى ماقدروش ايحدوا المسؤوليات ، ديروا الأسماء في قرعة وهزوا وحدة ألي جات فيه قولو ليه يستقيل احتراما للشعب
عبد الله عياش
عذراً التعليقات مغلقة