عبداللطيف الكامل
انطلاقا مما حققه الملتقى الجهوي للتربية الدامجة والذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس،في الأسبوع الماضي،والذي شمل زيارات ميدانية لتجربة قاعة الموارد للتأهيل والدعم وتجربة شراكة محلية مع إحدى الهيئات التي تعنى بمجال الإعاقة، فضلا عن زيارة ميدانية لمركز محمد السادس للأشخاص المعاقين،بات الرهان معقودا بجهة سوس ماسة على الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في مجال التربية الدامجة كتجربة مميزة عرفتها مختلف المؤسسات التعليمية الحاضنة لهذه التجربة.
وأصبح الآن الرهان معقودا على انخراط أكبر للفاعلين والمتدخلين وتعزيزدورالشّركاء في لإنجاح مشروع التربية الدامجة والذي كان محورأشغال الملتقى الجهوي الأوّل للتّربية الدّامجة المنظم لأول مرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة التي كانت سباقة سبّاقة لإرساء معالمه منذ عام 2013.
وفي كلمة لها بمناسبة افتتاح أشغال هذا الملتقى الجهوي أكدت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة الدكتورة وفاء شاكرأن هذا الملتقى”يعد لبنة لمسار كانت جهة سوس ماسة سبّاقة لإرساء معالمه من أجل استنبات الإطار المنهاجي للتربية الدامجة بعد ورشات التّفكيروالتّجريب والمصادقةبعدما تبنّت بشكل رسمي وزارتنا مقاربة التّربية الدّامجة في البرنامج الوطني الذي أطلق في يونيو2019.
وراهنت مديرة الأكاديمية على الملتقى الجهوي للتربية الدامجة في دورته الأولى “ليكون التقائيا في تدخلاته،ومناسبة للتّقييم والتّقويم والإستشراف،حتى يفكّرالجميع وبصوت عال من أجل هؤلاء الأطفال في تعاقد بمستوياته الثلاث الجهوية والإقليمية والمحلية،بنفس محفّزومنظّم ينخرط فيه الجميع”.
وشددت على ضرورة “وضع حدّ للإقصاء والتّمييز الذي يطال حق تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة من خلال تنزيل أربعة مداخل بدءا بتوسيع العرض التربوي ثم ترسيخ النموذج البيداغوجي،ثم الحكامة،فالتعبئة المجتمعية حتى ينخرط جميع الفاعلين والمتدخلين في هذا المشروع”
ودعت جميع الموارد البشرية بالأكاديمية والمديريات الإقليمية إلى”بلورة مخطط جهوي مندمج مع كل الفاعلين والمتدخلين والشركاء أسّه المداخل الأربعة لتنزيل التربية الدامجة، بدءا من بنيات الإستقبال والرفع من وثيرة تكوين الفاعلين التربويين والإداريين والتشخيص الطبي،والمقاربة البيداغوجية،مع مواصلة التّركيزعلى عمليات التّحسيس والتّعبئة”
وألحت على ضرورة بلورة هذا المخطط لأنه”ما تزال هناك تمثلات خاطئة سلبية وصور نمطيّة تقاوم التّغيير التّربوي، والنّفس التّربوي الجديد، كما أن هناك إرادات جماعية وفعل جماعي منتج يحقّق الأثر ويحفّز على التّجديد والتّطويروالبناء”..
واعترفت مديرة الأكاديمية بكون طريق الإصلاح طويل وشاقّ،لكن عل الجميع أن يتحلّى بروح المسؤولية والمواطنة والنّفس الطويل،حتّى لا يخلف المغرب موعده مع هذا الإصلاح الحيوي،وعلى الجميع أن ينخرط فيه بقوّة من أجل ترسيخ الثّقة في المدرسة العمومية المغربية،كمؤسسة للتّنشئة الجماعية على قيم المواطنة الملتزمة وتكريس تكافؤ الفرص”.
وهذا وكانت أشغال الملتقى الجهوي قد عرف مشاركة عدد من الفاعلين التربويين على اختلاف مستوياتهم المحلية والإقليمية والجهوية،إلى جانب عدد من الشركاء والمتدخّلين الحكوميين والمؤسّساتيين والمدنيين والذين انخرطوا في نقاش التقائي تفاعلي مفتوح وموسّع بهدف إنجاح التنزيل الأمثل لمداخل برنامج التّربية الدامجة.
كما عرفت أشغال الملتقى الذي احتضنته كلية الطب والصيدلة بأكادير،التّوقيع على اتفاقيتين ،الأولى بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة ومركزمحمّد السّادس للأشخاص المعاقين (ملحقة أكادير).
والثّانية بين الأكاديمية وفيدرالية ذوي الإحتياجات الخاصة باشتوكة أيت باها هدفها تنمية مجالات التّعاون والعمل المشترك بما يخدم الأطفال في وضعية إعاقة.كما تم في اختتام هذه الأشغال تكريم ثلة من الفعاليات التّربوية والإدارية والمدنية ممن ساهمت في تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة.
عذراً التعليقات مغلقة