قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير لها :”لم يعودوا (بايدن وإدارته) ينظرون إلى نتانياهو كشريك منتج يمكن التأثير عليه حتى في السر”. وبينت الصحيفة أن “الإحباط المتزايد تجاه نتانياهو دفع بعض مساعدي بايدن إلى حثه على أن يكون أكثر انتقاداً علناً لرئيس الوزراء الإسرائيل، بشأن العملية العسكرية في غزة”، مشيرة إلى “أن الرئيس الأمريكي مؤيد لإسرائيل ويعرف نتانياهو منذ أكثر من 40 عاماً، لكنه متردد إلى حد كبير في التعبير عن إحباطه من الحرب”.
وتشير واشنطن بوست إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أثار غضب المسؤولين الأمريكيين في عدة مناسبات في الأيام القليلة الماضية، بعد أن ندد علناً بصفقة الرهائن بينما كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المنطقة يحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق. وأعلن أن الجيش الإسرائيلي سيتحرك إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وهي خطوة عارضها المسؤولون الأمريكيون علناً، حيث أن رفح مكتظة بحوالي 1.4 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مزرية فروا إلى هناك بأوامر من تل أبيب.
وقال نتانياهو أيضاً إن إسرائيل لن توقف القتال في غزة حتى تحقق “النصر الكامل”، في الوقت الذي يعتقد فيه المسؤولون الأمريكيون بشكل متزايد أن هدفه المعلن المتمثل في “تدمير حماس بعيد المنال”. لكن الصحيفة تشير إلى أن البيت الأبيض يرفض في الوقت الحالي وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل أو فرض شروط عليها، قائلاً إن ذلك لن يؤدي إلا إلى تشجيع أعداء إسرائيل.
وظهر إحباط بايدن الخاص من نتانياهو – والذي كان يتصاعد منذ أشهر – يوم الخميس، بحسب الصحيفة، عندما قال إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة “تجاوزت الحد”، وهو أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن. وقال بايدن: “الكثير من الأبرياء يتضورون جوعاً، الكثير من الأبرياء يموتون، هذا يجب أن يتوقف”.
ومن بين النقاط الساخنة على وجه الخصوص خطة إسرائيل لشن حملة عسكرية على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمتاخمة لمصر، والتي تضخم عدد سكانها إلى أكثر من أربعة أضعاف حجمها الأصلي. وقال أحد المستشارين الخارجيين للبيت الأبيض: “إنهم يعيشون بالفعل في خيام ولا يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء، وأنت تقول لهم اذهبوا إلى مكان آخر أين؟ كيف من المفترض أن يصلوا إلى هناك؟”
عذراً التعليقات مغلقة