عن أخبار اليوم-
إطلاق النار على مواطن مغربي من قبل الأمن الجزائري وإصابته في الرأس أجج خلافا عميقا بين البلدين، أشبه ما يكون بمرض خبيث كامن تحت الجلد، لكن أعراضه تظهر في شكل قروح ودمامل، يتوهم الناظر إليها أن علاجها تكفي فيه المراهم، بينما يستمر المرض في الاستشراء في جسد صاحبه.
إطلاق النار على مواطن مغربي سبقته عمليات قتل راح ضحيتها مغاربة كثيرون، وسبقته عملية طرد لمواطني البلدين ونزع ممتلكاتهم، وإغلاق الحدود لمدة عقدين من الزمن، وحرب الرمال عام 1963. فأين يمكن المشكل بين الجارين اللذين تحولا إلى عدوين لدودين؟
يعتقد الكثير من الباحثين والمؤرخين المغاربة، الذين استقصت آراهءهم يومية “أخبار اليوم” في عددها الأخير أو رجعت إلى بحوث وكتاباتهم، أن المشكل يكمن في عقدة لدى القيادات المتعاقبة على حكم جزائري، تسمى “المغرب”.
عقدة تعود جذورها إلى أن المنطقة شهدت فترات حكم فيها المغاربة، وأخرى حكم فيها التونسيون، بينما لم تتح مثل تلك الفرصة أمام الجزائريين. يقول المؤرخ والدبلوماسي العربي المساري: “إن القوم (يقصد الجزائريين) لديهم نظرة منطلقها أن تونس كانا لها دور في قيادة المنطقة أيام الفاطميين، وأن المغرب شبع قيادة ي المنطقة في عدة فترات، وأن آن الأوان ليحل دور الجزائر، وهي مصممة على ألا تضيع الفرصة التي سنحت لها، وعلى المغاربة والتونسيين أن يفسحوا لها المجال بكل أخوة”.
عذراً التعليقات مغلقة