الجزائر …إعدام جماعي للدجاج بسبب غلاء الأعلاف وانهيار الدينار

الوطن الأنساعة واحدة agoLast Update :
الجزائر …إعدام جماعي للدجاج بسبب غلاء الأعلاف وانهيار الدينار
الجزائر …إعدام جماعي للدجاج بسبب غلاء الأعلاف وانهيار الدينار

يعرف الجزائر واحدة من أسو أزماته في قطاع الدواجن ، حيث انتشرت مشاهد صادمة تُظهر آلاف الصيصان الحية مرمية في القمامة وعلى أطراف الطرقات في عدد من الولايات. هذه المشاهد، التي أثارت موجة غضب واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، كشفت حجم الاضطراب الذي يضرب قطاعا حيويا يعتمد عليه ملايين الجزائريين كمصدر رئيسي للبروتين الحيواني، وفرضت طرح سؤال جوهري حول أسباب انهيار منظومة الإنتاج، التي في مقدمتها الارتفاع القياسي في أسعار الأعلاف بسبب الانهيار الحاد لقيمة الدينار مقابل الأورو والدولار.

المشاهد الصادمة لكتاكيت الدجاج وهي تُرمى في القمامة ليست سوى الوجه الأكثر قسوة لاختلال كبير ضرب سلسلة إنتاج الدواجن في الجزائر. ففي الأيام الأخيرة، وجد آلاف المربين، خصوصا الصغار منهم، أنفسهم عاجزين عن مواصلة النشاط بعد أن تجاوزت أسعار الأعلاف بكثير عائدات بيع الدجاج، لتتحول دورة الإنتاج إلى خسارة مؤكدة.

ومع انسحاب هذه الشريحة الواسعة من السوق، تراكمت أعداد الصيصان في معامل التفريخ دون مشترين، ما دفع البعض إلى التخلص منها بطرق أثارت موجة غضب واسعة.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الأزمة الراهنة ليست طارئة ولا معزولة، بل نتاج تراكمات عميقة تفاقمت مع الارتفاع الحاد في أسعار الأعلاف المستوردة، في وقت يواصل فيه الدينار الجزائري انهياره الحاد أمام الأورو والدولار. هذا الانهيار في سعر الصرف ضاعف بشكل مباشر من كلفة الاستيراد، وأثقل كاهل المربين الذين يعتمد جزء كبير من نشاطهم على مواد أولية مرتبطة بالعملة الصعبة.

وعلق خبراء في قطاع الدواجن بالجزائر، في تصريحات صحفية، مؤكدين أن هذا النزيف سيقود إلى نقص كبير في الإنتاج الوطني للدواجن، ما ينذر بزيادات قوية في الأسعار. وتتضاعف المخاوف مع اقتراب شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب على اللحوم البيضاء بشكل لافت، في وقت تتراجع فيه الطاقة الإنتاجية بسبب انسحاب المربين وانكماش السوق.

نقلت صحف جزائرية وأجنبية عن فادي تميم، المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، قوله إن ظاهرة التخلص من الصيصان «مؤشر خطير» على مرحلة صعبة مقبلة، مؤكدا أن ما يجري سيؤدي إلى اختلال كبير في الدورات الإنتاجية، وبالتالي ارتفاع الأسعار خلال فترة وجيزة.

وأوضح تميم أن تراجع الطلب على الصيصان يعكس حجم المربين الذين غادروا القطاع تحت وطأة الخسائر، مضيفا أن «الصوص الذي يُفترض أن يُباع ليبدأ المربي دورة التربية، يتحوّل عند وفرة العرض إلى عبء يتم التخلص منه أو بيعه خارج الإطار الإنتاجي، أحيانا للأطفال في الأسواق، وهو ما يحمل مخاطر صحية واقتصادية».

وأشار أيضا إلى تجاوزات أخرى تزيد الوضع تعقيدا، منها استفادة أفراد غير ناشطين فعليا في التربية من حصص الأعلاف المدعمة، ثم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة للمربين الحقيقيين، ما يفاقم كلفة الإنتاج ويعمّق الفوضى.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News