فاز رشيد رزق بالجائزة الوطنية للمجتمع المدني لسنة 2025، عن مشروع أنجزته جمعية النخبة للمبادرات المغرب. هذا التتويج لم يكن مجرد تكريم فردي، بل هو اعتراف جماعي بدينامية المدينة وبقدرة شبابها على تحويل الأفكار إلى مبادرات ملموسة تخدم المجتمع.
منذ انطلاق المشروع، كان الهدف واضحاً، إعطاء صوت للشباب، وتمكينهم من أدوات المشاركة الفعالة في التنمية المحلية. المشروع حمل عنوان “شباب فاعل من أجل التنمية المستدامة”، وارتكز على سلسلة من الورشات التكوينية والأنشطة الميدانية التي جمعت بين التثقيف والتطبيق العملي. فقد استفاد عشرات الشباب من برامج في القيادة وريادة الأعمال الاجتماعية، وتعلموا كيف يمكن للمبادرة الفردية أن تتحول إلى مشروع جماعي يخدم البيئة، الثقافة، والفئات الهشة.
ولم يقتصر المشروع على التكوين النظري، بل ترجم الأفكار إلى أفعال: تنظيم حملات بيئية في أحياء تيزنيت، إطلاق منصات رقمية للتواصل بين الجمعيات، وإقامة ملتقيات محلية جمعت الفاعلين المدنيين بالسلطات والساكنة في نقاش مفتوح حول مستقبل المدينة. هذه الدينامية جعلت من تيزنيت نموذجاً مصغراً لما يمكن أن يحققه المجتمع المدني حين يتسلح بالإرادة والابتكار.
الجائزة الوطنية للمجتمع المدني، التي تنظمها الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، جاءت لتكرس هذا النجاح. فمنذ إطلاقها سنة 2014، تهدف الجائزة إلى تشجيع الجمعيات والشخصيات المدنية على مواصلة جهودها الإبداعية، وإبراز دور المجتمع المدني كشريك أساسي في التنمية والديمقراطية التشاركية.
دورة 2025، التي عرفت مشاركة واسعة من مختلف جهات المملكة، أكدت أن المغرب يعيش حيوية مدنية متجددة، وأن المشاريع المحلية قادرة على أن تصبح نماذج وطنية.
بالنسبة لتيزنيت، فإن تتويج رشيد رزق يحمل أكثر من دلالة. فهو يثبت أن المدينة الصغيرة قادرة على أن تكون منبعاً للأفكار الكبيرة، وأن شبابها ليسوا مجرد متلقين للسياسات العمومية، بل شركاء في صياغتها وتقييمها. كما يعكس صورة جديدة للمجتمع المدني المغربي، الذي لم يعد يكتفي بالأنشطة التقليدية، بل يسعى إلى الابتكار وإيجاد حلول عملية للتحديات اليومية.
Sorry Comments are closed