يشهد حي دوتركا بمدينة تيزنيت وضعاً بيئياً مقلقاً بعد انفجار قناة رئيسية للصرف الصحي، ما أدى إلى تدفق كميات كبيرة من المياه العادمة في أزقة الحي. هذا الحادث المفاجئ تسبب في محاصرة بعض المنازل القريبة من موقع التسرب، فيما تسربت المياه إلى الحقول الزراعية المجاورة، مهددة سلامة المحاصيل ومثيرة مخاوف جدية من انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان.
حالة من الترقب والقلق تخيم على الأهالي الذين ينتظرون تدخلاً عاجلاً من السلطات لتفادي تفاقم الأضرار . غير أن أزمة حي دوتركا ليست سوى جزء من مشهد أوسع يعكس معاناة الأحياء الملحقة بجماعة تيزنيت، حيث يشتكي السكان منذ سنوات من غياب التجهيزات الأساسية والبنيات التحتية الضرورية للحياة اليومية.
طرق غير معبدة، شبكات صرف صحي هشة، ونقص في الإنارة العمومية، كلها مظاهر تكشف عن واقع تنموي متعثر. ويزيد من حدة الاستياء شعور المواطنين بعدم الوفاء بالوعود الانتخابية التي طالما رُوّج لها خلال الحملات، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع.
ولم تتوقف تداعيات انفجار القناة عند حدود التسرب المائي فقط، بل امتدت لتشمل انتشار أسراب كثيفة من الناموس (البعوض) بحي دوتركا، انطلاقاً من محطة المعالجة القريبة.
هذا الوضع فاقم معاناة السكان الذين أصبحوا عرضة لمشاكل صحية مزمنة مرتبطة بلدغات الحشرات، خاصة الأطفال وكبار السن، في ظل غياب أي تدخل وقائي أو حملات للتطهير. ويخشى الأهالي أن يتحول الحي إلى بؤرة للأمراض المتنقلة، ما يضاعف من حجم الأزمة البيئية والصحية التي يعيشها دوتركا.
هذا الإخفاق في الاستجابة لمطالب السكان يطرح أسئلة ملحة حول جدية البرامج التنموية ومدى التزام المسؤولين المحليين بتحسين ظروف العيش في هذه الأحياء.
في ظل هذه التطورات، يطالب سكان تيزنيت عامة ودوتركا خاصة بتدخلات عاجلة لإصلاح الأعطاب، وإطلاق مشاريع حقيقية تضع حداً لمعاناتهم اليومية، مع ضرورة محاسبة الجهات المسؤولة عن التقصير في تدبير الشأن المحلي.

















Sorry Comments are closed