عندما يحدث تغيير سياسي او تحول مجتمعي في بلد ما يكون للإعلام فيه دور كبير ومهم باعتباره رافدا اساسيا يعمل على بلورة الافكار والتصورات التي تساهم في التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي ينشده ذلك البلد.
وبعد ان كان دور الإعلام في المملكة المغربية يقتصر على نقل الخبر أصبح اليوم يساهم بصناعة الراي العام ويشارك في تغيير مفاهيم وقيم الشارع لان الإعلام اصبح ركيزة مهمة في بناء المجتمع الديمقراطي المنفتح على معظم المفاهيم والأفكار الأخرى ، ذلك أن البناء الديمقراطي هو حلقة متتابعة من الإصلاحات التي تحاول الوصول إلى أهدافها عبر وضع إستراتجية يكون هدفها الأول بناء الإنسان المؤمن بالمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
اليوم ونحن على ابواب الانتخابات الجماعية والجهوية والمهنية لابد من الإشارة الى حقيقة مهمة وهي ان الإعلام يلعب دورا مهما في تثقيف الناخب على ضرورة وأهمية مشاركته في الانتخابات لما تمثله من مرحلة مهمة في تاريخ المغرب الحديث وتثقيف المجتمع بان الناخب هو رقم مهم في معادلة التغيير التي ستحدد شكل المجالس الجهوية و المحلية والمهنية التي ستقررها صناديق الاقتراع، ومن مقومات الديمقراطية وشروط الإعلام الحر المستقل الوقوف على مسافة متساوية من جميع المرشحين والأحزاب المشاركة في الانتخابات فيجب ان تتساوى فرص الدعاية الانتخابية والإعلام لكل الاحزاب المشاركة كي يحصل الجميع على فرص متكافئة للظهور عبر الإعلام والوصول إلى الناخبين وان الإعلام المستقل والمتعدد مهم جدا في تنظيم انتخابات ديمقراطية ونزيهة، اذ ان الديمقراطية في الانتخابات لا تتعلق بعدالة التصويت فقط وإنما بالمعلومات المتوفرة كذلك حول الأحزاب، وبرامجها السياسية والمرشحين والعملية الانتخابية نفسها، حتى تكون الصورة واضحة أمام الناخب وتساعده على الاختيار الصحيح وممارسة ديمقراطية نزيهة التي تفتقدها معظم دول الجوار ممارسة سيكون للإعلام فيها دور مهم وحر يثبت للجميع إن نجاح التجربة المغربية أفرز إعلاما مهنيا مؤثرا سيكون له دور فاعل في مستقبل المغرب وعلى جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ولوسائل الإعلام في المجتمع المغربي الذي يشهد تحولا ديمقراطيا العديد من الاهداف أهمها التثقيف و التوعية من اجل توضيح الصورة الجديدة ومساعدة المواطن في تحديد مواقفه واتخاذ قرارات صائبة حول ما يحدث حوله من أحداث حيث يؤدي الرأي الاعلامي الحر والصادق دورا مهما في بناء الفرد والمجتمع من خلال الأفكار والاراء التي يتبناها ويعمل على إيصالها إلى المتلقي كون الأعلام هو أقوى أدوات الاتصال الحديثة التي تساعد المواطن على مسايرة متطلبات العصر والتفاعل مع الحدث، ويشهد الإعلام في المغرب بعد دستور 2011 تطورا كبيرا.
اذ اصبح يتمتع بفضاء واسع من خلال الحرية في الكتابة والتعبير والنشر وهذا يعد من إنجازات التغيير الذي طرأ في المملكة المغربية بعد نجاح تجربته الديمقراطية.
واليوم نلاحظ تعدد وسائل الإعلام وتنوع سياساتها فنجد ان كل حزب صار لديه جريدة ورقية او رقمية ومؤسسات إعلامية تمثله وتعكس وجهة نظره ويستطيع الإعلام الحزبي مراقبة أداء الحكومة والحديث بحرية تامة تصل في بعض الأحيان إلى توجيه الاتهامات والانتقادات لكبار المسؤولين.
وبالرغم من وجود بعض السلبيات في هذا الإعلام إلا أن هذا التنوع يعتبر ثقافة جديدة في المجتمع المغربي وهو من النجاحات الديمقراطية المتحققة في التجربة المغربية والتي تعد انجازا بعد دستور 2011.
عذراً التعليقات مغلقة