تم العثور مساء اليوم الأحد 2 غشت 2015 على شاب يبلغ في عمره حوالي ” 20/19 ” معلق بجدع شجرة تثمر ثمار زيت أركان مند السبت حسب الأخصائيين في الوفياة بمنطقة شكل خلاء بأزراراك التابعة لجماعة الدراركة عمالة اكادير اداوتنان جهة سوس ماسة، وعلى إثر هذه الحادثة المفجعة أمرت النيابة العامة بأكادير بفتح تحقيق معمق لمعرفة أسباب الإنتحار.
كما انها هي أوامر شديد من النيابة العامة من خلال إشراك الدرك الملكي الترابي بمركز الدراركة عن تمشيط مكان ومحيط الجريمة ونقل الجثة الى مستودع الأموات بمستشفى الإستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكاديرمن أجل التشريح.
قد تشير الدراسات نفسها إلى أن المراهقين هم الأكثر إقداما على الانتحار وأيضا في مرحلة الطفولة، ويعزى ذالك في أغلب الحالات إلى التفكك الأسري، والفشل في الدراسة، والفصام العقلي والاكتئاب والكثير من الأمراض، وتبين الكثير من التقارير الدولية أن الانتحار يمثل ثلث الأسباب المؤدية إلى وفاة المراهقين، ويتزايد بشكل كبير في مرحلتي المراهقة والطفولة.
في نفس الصدد، ذكرت الكثير من الأبحاث الأكاديمية أن أكثر من مليونين و900 ألف مغربي لا يخفون رغبتهم في وضع حد لحياتهم، نتيجة للفقر والبطالة وانسداد الآفاق بعد طول عمر من التحصيل الجامعي والأكاديمي.
لقد افادتنا السيدة مريم بوزدي رئيسة جمعية رضي، تقول ” مهمتنا في هذه الجمعية هي التدخل عبر عدة وسائل، للوقاية من خطر العزلة الذي قد يؤدي بمراهق طفل إلى الانتحار”.
وتضيف” الانتحار يعتبر السبب الثاني للموت لدى فئة 15 إلى حدود 25 سنة. وأمام هذا المعطى يتبين أن الانتحار أصبح أمرا لا يجب السكوت عنه، ويمكن الوقاية منه، لهذا فالجمعية تتوفر على فضائات للاستماع تضمن كامل السرية”.
كما أورد تقرير أعده معهد الأرض من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة في قياس السعادة، أن المغرب يحتل مرتبة متدنية باحتلاله الرتبة 99 من أصل 156 دولة.
ويضيف علي الشعباني أخصائي علم النفس والاجتماع من جهته، ” أن الدولة بدورها تتحمل المسؤولية، من خلال النظام التعليمي الذي لم يرسو على أي برنامج منذ الاستقلال. وكذا النظام الاقتصادي يجثو بثقله هو الآخر”.
عبد الرحيم لجرموني الأخصائي في علم الاجتماع الديني يوضح من جهته”ظاهرة الانتحار خطيرة ومعقدة، قد تكون وسيلة للاحتجاج عل المجتمع، وعلى فشل الخطاب السياسي والاقتصادي وغيرهما”. ومن ثم فإشكالية الانتحار نشأت عقب تداخل العديد من الأسباب العميقة، خصوصا في ظل غياب التنشئة الاجتماعية السليمة.
الانتحار بين علم الاجتماع وعلم النفس:
من خلال الإطلاع على مجموعة من الدراسات التي قدمها أخصائيون في كلي المجالين، تبين أن هناك العديد من الفرو قات بين كليهما، ذالك لأن علم النفس يضع الظاهرة في سياقها الفردي، على خلاف علم الاجتماع، ويتناولها من زاوية موقف الفرد من الحياة وكيف يتصورها، ولا يهمل أنها تعتبر من أعقد الظواهر وأكثرها تركيبا، بفعل تداخل الكثير من العوامل الشخصية والدينامكية المتعددة.
عبدالله بيداح
عذراً التعليقات مغلقة