ايوب بوغضن: يكتب عن الجامعة المغربية

الوطن الأن15 ديسمبر 2016آخر تحديث :
ايوب بوغضن: يكتب عن الجامعة المغربية

للأسف الشديد في الوقت الذي ينبغي أن نهب لنصرة إخواننا في حلب للفت أنظار العالم إلى ماساتهم عسى ذلك يضغط علي المعنيين في المجتمع الدولي لإيقاف حمام الدم هناك. كان من اللازم ان نتضامن مع أنفسنا (=حال جامعتنا) بسبب السلوكات البيروقراطية الفجة لبعض الإداريين الذين ينتسبون إلى خارج الزمن المعاصر في الجامعة المغربية.
فعلا، إن بعض الكائنات الإدارية (مسؤول ملحقة كلية الحقوق أكدال نموذجا) لم يستوعبوا بعد التحولات الجارية اليوم. مازالوا يصرون على حرمان الطلاب المنحدرين من الحركة الاسلامية المعتدلة من فتح أي نقاش في فضاءات الكلية. ويوظفون لذلك كل الاساليب الخسيسة والدنيئة (التخويف، التخوين، الاتهامات المجانية بممارسة الفوضى والتحريض وغير ذلك من قاموس البوليس، نزع بطاقة الطالب بهدف التخويف وخلط الأوراق). إنها محاولة مكشوفة ويائسة لإعدام التنوير والنقاش في الكلية.
قبل أيام كتبنا عن الحاجة إلى اليسار معبرين عن قناعة راسخة ومتنامية. ولم نكن نتداول في نقاشاتنا -التي أريد توقيفها في كلية الحقوق اكدال: المعقل التاريخي للحركة الطلابية_ سوى ذات الأفكار التي نكتب عنها. ولحسن الحظ أن اليسار الذي كنا نبحث عنه وجدناه في شخص احد الطلاب الفضلاء (القريب من خط حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي) الذي كان معنا طيلة اليوم على يسار الظالمين والإداريين المتسلطين الذين يتقطرون حقدا وعجرفة وتشهيا لاغتيال الرأي الآخر.
كان سحب بطاقة الطالب (ومحاولة التشويش على ملف تسجيلنا في الكلية بغرض خلط الأوراق) ضريبة مواظبة المنظمة على فتح نقاش أسبوعي مع الطلاب في ملحقة الكلية رغم أنف البيروقراطية البئيسة.
إن الدرس المتجدد من وراء أي شكل نضالي هو أن الحقوق تنتزع ولا تعطى؛ والإداريون المتعجرفون مهما أبدوا من أنفة وثقة بخياراتهم البيروقراطية ترتعد فرائصهم من أي ممارسة نضالية وحديث يستحث الهمم نحو النضال (خمس ساعات من الصمود في الاعتصام في العراء كافية لتقلب موازينهم ليذعنوا لمطالب الطلاب).
إن الاستماتة من أجل النهوض بمهمة التنوير داخل الكلية هو خط لا رجعة فيه انتسبنا له منذ ايام الثانوية (تم تهديدنا سابقا بالاعتقال في الثانية باكالوريا لأننا نفتح نقاشا في الساحة مع التلاميذ).
يكفينا فقط أننا اكتشفنا من جديد معدن الإخوة والأخوات في المنظمة الذين ابانوا عن تشبع حقيقي بقيم الرجولة والصلابة والصمود والجدية والثبات والوفاء. كل التحايا لهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة