عزيز رتاب:التقويم الأمازيغي بين الحقيقة والوهم والإستغلال السياسي الشعبوي

الوطن الأن20 يناير 2014آخر تحديث :
عزيز رتاب:التقويم الأمازيغي بين الحقيقة والوهم والإستغلال السياسي الشعبوي

هل في المصادر التاريخية التي أرخت و وثقت لتاريخ الأمازيغ ما يؤكد الحقيقة التاريخية للتقويم الأمازيغي؟ أم أن هدا الأخيرنسب باطلا للأمازيغ ,وماحقيقة ارتباطه بالمعركة التي خاضها الملك شوشانغ الليبي (الأمازيغي )، و التي هزم فيها الفراعنة ، سنة 950 قبل الميلاد؟وعلى أي مبرر إستند المدافعون على اللغة والثقافة  الأمازيغية للمطالبة بحعله يوم عطلة مؤدى عنها.وما الدي جعل فجأة من كانت بالأمس القريب تزعجهم هده المطالب من السياسيين يتهافتون اليوم على رفعها؟فهل استبق هؤلاء  الباحثون المختصون في هدا الموضوع في العثور على ما يؤكد دلك, أم أن حساباتهم وخلفياتهم الإنتخابوية والشعبوية كانت وراء تهافتهم على تبنى هداالمطلب فالباحثون لم يعثروا في المصادر التاريخية سواء القديمة أوالوسيطة أوالحديثة منها، ولا حتى في المصادر الفينيقية و الاغريقية و الرومانية و العربية، و لا في القرائن الأثرية لما يشير أو يوحي الى أن الأمازيغ قد سبق لهم أن أرخوا بهذا التقويم، الى غاية السبعينيات من القرن الماضي ، حيث سيبدأ النقاش حول هذه المسألة في الأكاديمية البربرية بباريس.

بل ليس هناك و لو حدث تاريخي واحد  أرخ بهذا التقويم قبل التسعينيات من القرن الماضي . و لم يجد الباحثون في أي مصدر تاريخي أي واقعة بشمال افريقيا مؤرخة بهذا التقويم ، سواء تعلق الأمر بسقوط حاكم في أو وقوع معركة بها أو كارثة طبيعية ما ، و لو حتى  في مرحلة حكم الممالك الأمازيغية في العهد الروماني، مع ماسينسا و يوغوطة و يوبا و بطليموس ، بل حتى أولئك المؤرخين أو الشخصيات البارزة في ذلك التاريخ القديم ، والتي ينسبها البعض للأمازيغ باطلا (أوغسطين ، أبوليوس ، دوناتوس ، تورتوليان …) لم يؤرخوا للأحداث و الوقائع  التي أوردوها في كتاباتهم بهذا التقويم ، بل أكثر من ذلك أن تلك المعركة التي  جُعِلَتْ بداية لهذا التقويم المُخْتَلَقُ ، لم ترد في أي مصدر تاريخي  موثقة بهذ التقويم على الاطلاق,و مُؤَرخَةُ أصلا بتقويم آخر غير هذا التقويم الجديد المختلق، الذي جُعِلَتْ بدايته  سنة 950 قبل الميلاد . وكأن بمختلقيها يتوهمون أنهم بذلك “يصنعون” التاريخ و يغيرون مجراه،و يؤسسون لهوية مخالفة و مكتملة الأركان هي نفسها  لم يُؤَرَّخُ لها بهذا التقويم الوهمي ،                                       فرأس السنة التي ألصقت بالتقويم الأمازيغي كانت الشعوب المغاربية بشمال إفريقيا تحتفي بها بكل مكوناتها بما فيها ذات الجدور العربية مع اختلاف في التسمية فمنهم من يسميها بحاكوزة ومنهم من يربطها بالموسم الفلاحي ويطلق عليها إسم يناير الفلاحي أي”رأس السنة”  الفلاحية التي تختلف في المغرب  من منطقة الى أخرى, ولعل في”يومية بوعياد”،للفاسي لحسن بوعياد  ما يؤكد دلك ، وهي اليومية العريقة والمعروفة  بضبطها ل “المنازل” المناخية  و الفصول  والشهور السنوية  كما هي متعارف عليها في الأوساط الشعبية البدوية المغربية . مخطئ إدن من يعتقد أن بمطالبته اليوم بدون حياء بترسيم هذا الوهم ترسيخا لهذه الخرافة سيكسبه  عراقة حضارية و أصالة تاريخية.و من يتوهم أنّ باختراعه لتقويم زمني خرافي لا أصل و لا فصل له يجَعْلَ سنة بدايته أقدم من  سنوات بدابة كل التقاويم التي تؤرخ بها الشعوب حاليا، ، لأن كل شيئ يمكن الكذب  و التمويه عليه الا التاريخ فهو كاشف للحقيقة.وخاصة منها تلك المرتبطة بمحترفي الشعبوية والديماغوجية ضمن نخبنا السياسية ممن تهافتوا للركوب على هدا المطلب المبني على أوهام وما بني على باطل فهو باطل                                                                                                                                        عبد العزيز رتاب

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة