بعد كارثة المد البحري الصاعد جاءهم هذه المرة السيل الجارف من الجبل، فساعة واحدة من المطر المتواصل كانت كافية لتغرق تغازوت وسط سيل جارف قادم من وادي “تيزاو”، وتقطع حركة المرور بين أكادير والصويرة لأزيد من أربع ساعات، المياه الغاضبة سبقت استغاثات الناس وحضور السلطات والمسؤولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقد غمرت السيول عديد من البيوت المطلة على البحر بتغازوت من الجهة اليسرى للطريق الرئيسية التي تربط أكادير بمدينة الصويرة، وانقطعت الكهرباء عن الساكنة فبقيت تحت رحمة الظلام والسيول الجارفة.
منسوب المياه تجاوز مترا ونصف داخل الدور وباءت كل المحاولات لوقفه فتضررت أفرشة الساكنة وأثاثتها المنزلي، واضطرت لتفر بجلدها لتقضي الللية لدى الأقارب والجيران والمعارف. الماء غمر كذلك مركز الدرك الملكي القديم الذي يستغل ملحقة، ومدرسة الإمام البصيري، وملحقة القيادة، وكان المستوصف المحلي أكبر مؤسسة عمومية تضررت من سيول عشية يوم الجمعة، قارب منسوب الماء المترين فتضررت كل الأجهزة، التي بقيت عالقة بالمكان بعدما لم يتمكن السيل من جرها نحو البحر، كما غمر الماء مخزون صيديلة المستوصف.
مصادر مقربة من عين المكان أعلنت أن المستوصف اليتيم لمنطقة تغازوت السياحية اصبح مؤسسة عمومية منكوبة بعد الغضبة الطبيعية ليوم الجمعة، ولم تسلم دكاكين السياسة ومطاعم ومقاه من جبروت مياه الأمطار.
وقد ساهمت اشغال تهيئة الطريق المؤدية نحو منطقة المضرابة في نقل المياه نحو ساكنة تغازوت محملة بالاتربة والأحجار وأدى ذلك لإتلاف الطريق المعبدة والأزنقة المبلطة، وغمر الطمي المؤسسات والبيوت وتضررت مجموعة من السيارات لم يتمكن مالكوها من إبعادها في الوقت المناسب.
وتأتي نكبة تغازوت القادمة بالسيول من الوادي والجبال المطلة، بعد 10 ايام فقط على نكبة المد البحر الذي هاجم البحارة بمنطقة أفتاس تغازوت، وأتلف مراكبهم الصغيرة التي تعد مصدرا لتحصيل قوتهم اليومي، فبعد نكبة البجر جاءت نكبة الجيل والوادي.
انقطاع الطريق الرئيسي امتد من الخامسة والنصف عشية وإلى غاية الواحدة والنصف من يوم أول أمس السبت، وعملت مصالح الدرك الملكي التي استنفرت طواقمها على تسهيل عملية المرور، وفك الحصار عن طوابير السيارات المتوقفة على امتداد عشرات الكلومترات، بعدما تجاوزت صفوفها المعطلة منطقة تامراغت. كما عملت مصالح السلطة المحلية والجماعة القروية ومصالح التجهيز، على فك حصار الساكنة، ومساعدتهم على إفراغ بيوتهم من الماء، وانتشال السيارات العالقة.
وكانت مصالح مندوبية الصيد البحري نشرت تحذيرا يؤكد أ، أحوالا الجو ستسوء ابتداء من عشية الجمعة، وأن المد البحري سيمتد من طنجة إلى طرفاية، فكانت الانظار مشدودة نحو البحر، غير الكارثة بتغازوت جاءت من الجبل والأعالي.
عذراً التعليقات مغلقة