بيان وطني لمجموعة من تنسيقيات الحركة التلاميذية

~ بيــــــــــــــــــــان وطــــني ~

بحلول 21 ينــــاير من كل سنة , يقف الشعب المغربي وقفة إجلال و إكبــــــار أمــــام روح الشهيدين ‘ سعيد بودفت و فريد أكروح ‘ لتخليد ذكرى استشهـــادهمــا .
إذ أتت الذكرى 27 لإستشهــاد رفيقينــا ‘ سعيد و فريد ‘ و التي جوبهت بالقمع و الإعتقــالات و محـــاصرة الثــانوية التي استشهدا فيهـــا و منع الجمـــاهير التلاميذية و الشعبية من تخليد ذكراهمـــا المجيدة و الراسخة في أذهــــان شعبنـــا البطل .
في ظل الوضع الراهن للتعليم العمومي بالمغرب و الذي يتسم بـالمشاكل التالية :
– يتصدر مشكل التعليم قائمة التنــــاقضـــات التي سرعـــان مــا تتفجر بين النظـــام اللاوطني , اللاشعبي , اللاديموقراطي و نقيضه الجمـاهيري
إذ تنكشف بجلاء حقيقة ارتبـــاطـات الحكم الرجعي القـــائم بالبلاد و تتعرى طبيعة اختيـــاراته , بحيث لا يمكن مطلقــا أن تصمد محــــاولاته التجميلية من أجل تسويق صورة منمقة عن عمق تشوهــاته , و تزداد شراسة أفعـــاله حينمـــا يتعلق الأمر بمواجهة صف تلاميطي مكـــــافح و عنيد , فتعلوا لغة الإعتقـــالات و التعذيبـــات و الإغتيـــالات على مـــا يروج له من إصلاحــــات في ميدان التعليم بصفة عــــامة سواء تعلق الأمر بالشق المـــادي للتلاميذ أو دعم للبنيـــات التحتية , و هو مـــا يفسر النهج الرجعي الذي يسير فيه بخطى متعثرة منذ الإستقلال الشكلي ضدا على رغبة و نضـــالات الجمـــاهير الشعبية التواقة إلى أن تنعم بتعليم شعبي ديموقراطـي .. تتبوأ فيه الأمـــازيغية لغة و ثقـــافة مكـــانتهــا الطبيعية و الوطنية , إنه الإنصيـــاع التـــام لإملاءات مراكز القرار على المستوى الدولي من أجل شن سيــاسة تجهيل الشعب بغية إعـــادة إنتـــاج نفس علاقـــات الإنتـــاج القـــائمة و تــأييد سيطرتهــــا مع ضمـــان تأمين شـــاسع بين التعليم العمومي الذي لا يقبل عليه سوى أبنــــاء الطبقة الشعبية المسحوقة و بين تعليم نخبوي مخوصص و ذلكـ بمــا يضمن إنتــاج نخب خــادمة و تـــابعة للطبقة المسيطرة في البلاد .
كمـــا نؤكد على أن التحليل المقدم في فقرة مقرر حول مشكل التعليم لا يزال صــائبــا و سديدا , و أن مـــا يتوجب على الجمـــاهير التلاميذية في المرحلة الراهنة هو التعبئة الشـــاملة من أجل التصدي و تنظيم آليـــات إنتـــاج و ردود أفعـــال تستجبي لحجم التضحيـــات المقدمة من لدن التلاميذ في عذيذ من المواقع على الصعيد الوطني , كالعــادة لم تكن إجـــابة النظـــام الكمبرادوري بتلبية مطــالب الجمــاهير , بل كــــان يشن مجموعة من القوانين و المذكرات القمعية و التصفوية و على رأسهـــا المذكرة الأخيرة المتمثلة في البند الطبقي المسمى بـ برنـــــــامج المســـار , حيث تـــأتي هذا لشرعنة المزيد من قمع نضـــالات الجمــاهير الشعبية و ضمنهـــا الجمــاهير التلاميذية , و هذا مـــا أكِّد بالملموس في الإقتحـــامــات المتوالية لحرم المؤسسة بحبل مواقع الصمود و النضـــال من طرف أجهزة القمع الطبقية ( ثـــانوية مولاي اسمــاعيل , الدار البيضـــاء .. ) و التي كـــان آخرهــا الإقتحــام الهمجي لحرمة المؤسسة بموقع ثـــانوية مولاي اسمــاعيل بعد عجز النقيض الطبقي في معـــادلة الجمـــاهير الشعبية عن إطفـــاء شعلة المعركة النضــالية للجمــاهير التلاميذية بالموقع و التي لم تجد بدا أمـــام التعنت المستمر للإدارة إلا في الاستمرار في مقــــاطعة الدراسة , حيث أسفر هذا الإقتحـــام الهمجي عن العديد من المصـــابين في صفوف الجمـــاهير التلاميذية , بل منهم من أجريت في حقه محــاولات اغتيـــال , و كعـــادته لم يفرط النظـــام في الإنتهــــاز المقيت لهذه الفرصة لإعتقـــال المزيد من الشموع المنيرة لنضـــالات أبنـــاء الشعب المغربي الكـــادح .
بنــــاءا على هذه المعطيـــات في ظل وضع أممي إقليمي محلي يتسم بـ :

– دوليـــــــا :

– يتضح بشكل ملموس احتداد التنــــاقضات الرأسمـــالية التي لم تعد قـــادرة على الحيـــاة و الإستمرار إلاّ عبر شن حروب لصوصية و توسيع دائرة الفقر و المجــاعة و البؤس و الدعـــارة و الإرهـــاب و تكييف شدة الإضطهـــاد شدة الإضطهـــاد ة الإستغلال إلى درجة أن مـــا تنهبه الإمبريـــاليــات من خيرات الشعوب لم يعد قــــادرا على وقــاية الدول الإمبريـــالية نفسهــا من الأزمـــات الإجتمـــاعية , فكـــان مؤشرهــا هو الأزمة المـــالية العــالمية و مــا صــاحبهــا من إغلاق للمعـــامل و البنوكـ و الشركــات و تسريح العمـــال مما ولد مجموعة من الإنتفــاضــات العمــالية العــالمية : اليونـــان , إسبـــانيــا , فرنســـا ..

– إقليميــــا :

– تعمل الأنظمة الرجعية التـــابعة للإمبريـــالية على تطبيق نفس السيــاســات الإقتصــادية الطبقية المملاة عليهـــا من طرف المؤسســات المـــالية الإمبريــالية , من أجل ضخ المـــال في شرايين الرأسمـــال المــالي باعتبــار الثروات البشرية و الطبيعية للبلدان التبعية الداعمة الخلفية للرأسمـــالية الإمبريــالية و هي صمـــام أمـــان الإحتكـــارية الإمبريـــالية في علاقتهـــا بالمزاجية و المشـــاريع الصغرى للأنظمة التـــأبعة للإمبريـــالية عبر تطبيق سيـــاســات إقتصــادية طبقية تكرس هيمنة الملايين العقـــاريين الكبـــار على السلطة السيـــاسية من خلال تصفية المؤسســات الوطنية المـــالية و الصنـــاعية و الفلاحية و تفويتهـــا لملايين العقـــاريين .
– طرد العمـــال و العـــاملات و ضرب مكتسب العمل القــار و الزج بهم في صفوف المعطلين .
– السيطرة على أراضي الفلاحين الفقراء و تحويلهم إلى طبقة عـــاملة زراعية يتم استغلالهـــا في ظروف شبيهة بالإقطـــاع و سن قوانين رجعية تضرب المكتسبات التـــاريخية للطبقة العـــاملة و الشغيلة بالوظيفة العمومية .
– قمع الحركة الإحتجاجية للعمـــال و الفلاحين و التلاميذ و المعطلين أمـــام هذا الوضع تبقى الأحزاب الإصلاحية المسيطرة على النقـــابــات المعرقل الأســاسي لنضــالات الحركة العمـــالية و احتجــاجــات الطبقة الشعبية , و تبقى تحريفية الإنتهـــازية تلعب دورهــــا التــاريخي في عرقلة المد النضـــالي الثوري العمـــالي من أجل المســـاومة مع الأنظمة الرجعية .

– محليـــا :

– يعتبر المغرب من الأنظمو التـــابعة و المندمجة بنيويــا ضمن استراتيجية النظــام الرأسمـــالي العــالمي , إذ نمـــا و ترعرع في أحضـــان الرأسمــالية , تطورت فيه بنية نمط الإنتـــاج الرأسمـــالي عبر الإستعمـــار المبـــاشر , و ارتبط بالدوائر المـــالية , و مراكز القرارات الإمبريـــالية , و بعد توقيع معـــاهدة إكس ليبـــان الخيـــانية , التي رسخت قيــام النظـــام شريطة الإنصيـــاع التـــام للدوائر الإمبريـــالية بتمرير مجموعة من المخططـــات الطبقية على كـــاهل الشعب المغربي المقهور , بدءاً ببيع أراضي الفلاحين الفقراء و خوصصة القطــاعات الإجتمــاعية القطاعات الإجتمــاعية الحيوية ( التعليم , الصحة , الشغل , الإتصـــالات , البريد .. ) و فرض سيــاســات لا وطنية ,لا ديموقراطية , لا شعبية على الشعب المغربي , و يشكل الدستور الممنوح البوابة الرئيسية لإجمـــاع القوى و المركزيـــات النقــابية و الأحزاب السيـــاسية الكرطونية حول مشروع مـــا يسمى بالملكية الدستورية و مديد العون تــارة للقوى الظلامية و الأصولية و الوهــابية بتنصيبهـــا على رأس الحكومة لتمرير المزيد من المخططات الطبقية على هـــاكل الشعب المغربي الكـــادح , و ابتزازهــا لتقديم مزيد من التنـــازلات تــارة أخرى , و تسريع و تيرة رفع أسعـــار المحروقــات و المواد الأســـاسية و حرمـــان أوسع قـــاعدة جمـــاهيرية من ولوج المؤسســـات التعليمية و طرد العمــــال و العـــاملات و تشرد الفلاحين و نشر البطـــالة لتفقير الفقراء و إغنـــاء الأغنيـــاء .. بالإضـــافة إلى قمع كل الأقلام و الأصوات الحرة التواقة إلى التحرر و الإنعتـــاق و كل من يخطوا خطى الشهداء , و لعل قمع الجمـــاهير التلامذية التي خلدت بـإصرار و عزيمة الذكرى الســـابعة و العشرون لإغتيـــال الرفيقين ‘ سعيد بودفت و فريد أكروح ‘ لأسطع دليل على ذلكـ , نــــــــاهيكـ عن الإعتقــالات و المحـــاكمــات الصورية .. هذا مــا يدحض كل الشعـــارات الطنـــانة و الزائفة التي يطبل لهـــا النظـــام من قبيل : العهد الجديد , الإنتقـــال الديموقراطي , طي صفحة المـــاضي , الإنصــــاف و المصــالحة ..
أمـــــام هذا الوضع يتبين أنه لا منـــــاص من استجمـــاع القوى من جديد لبعث المد النضــــالي للحركة التلاميذية من أجل المضي قدمـــا لتحقيق مـــا اختطه الشهداء , كمـــا نجدد الدعوة إلى عموم مواقع الحركة التلاميذية على المستوى الوطني إلى إعلان حرب نضـــالية ضروسة ضدا على نبذ المســـار و تــأجيج الوضع على الصعيد الوطني و استنهـــاض الفعل النضـــالي .
و بنـــــاءا على كل مـــا سبق , نعلن للرأي الأممي و الوطني مـا يلي :

– تحملنـــا المسؤولية لـ :

– النظــــــــام القــــائم بالمغرب في اغتيـــــال شهيدي الحركة التلاميذية ‘ سعيد بودفت و فريد أكروح ‘ .
– النظـــــــام في عدم معـــاقبة الجنـــاة الحقيقيين وراء اغتيـــال شهداء الشعب المغربي البطل .

– تنديدنــــا بـ :

– الهجمة الشرسة التي شنهــــا النظــام على مخلدي الذكرى الســـابعة و العشرين لاستشهـــاد الشبليين .
– العسكرة المفروضة على الثــــانوية التي استشهد فيهـــا سعيد و فريد .
– الحملة القمعية التي تستهدف الأحيــــاء الجـــامعية ( قنيطــــرة , فـــاس .. )

– تشبثنـــــا بـ :

– خط الشهداء نبراس نضــــالنـــا .
– معــــــــــاقبة الجنـــاة الحقيقين وراء اغتيـــال الشبلين .
– إطلاق سراح المعتقلين السيـــاسيين و إسقـــاط المتـــابعـــات في حق المنـــاضلين .

عـــــــــــــاش شهداء الحركة التلاميذية :

– سعيد بودفت 
– فريد أكروح 
– سنــــاء مبروكـ
– محمد كرينة 

عــــــــــــــــــــــاشت الحركة التلاميذية :

جمـــاهيرية , ديموقــراطية , تقدمـية , مستقــلة —