دعت ثلاث نقابات تعليمية في بلاغ مشترك، الأساتذة إلى الاحتجاج في وقفات أمام المديريات الإقليمية بمختلف المدن يوم الأربعاء المقبل، وتنظيم وقفات احتجاجية بالمؤسسات التعليمية بعد غد الثلاثاء، تزامنا مع فترة الاستراحة الصباحية والمسائية.
وأوضح التنسيق النقابي الذي يضم الجامعة الوطني لموظفي التعليم والجامعة الحرة للتعليم والجامعة الوطنية للتعليم، أن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي تنديدا بالاعتداء الذي تعرض له أستاذ بثانوية “سيدي داود” بورزازات من طرف تلميذه، والتي أثارت غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبرت النقابات الثلاث الأكثر تمثيلية في بلاغ مشترك، عن إدانتها “لهذا السلوك الشنيع في حق أستاذ مادة الاجتماعيات (ع.أ)، معلنة تضامنها معه ودعمها له إذا قرر اللجوء إلى القضاء.
ودعا البلاغ وزارة التربية الوطنية إلى “إعادة النظر في بعض التشريعات ذات الصلة بالموضوع، مع الالتزام الصارم والحزم في التعامل مع الاعتداءات المتكررة ضد نساء ورجال التعليم”.
وأشار التنسيق إلى أن حالات الاعتداء على الأسرة التعليمية “تتكرر أمام صمت الوزارة، بل شرعنة هذا الاستهداف عبر تبني مذكرات وتشريعات تكبل مبادرات الأسرة التعليمية للتعامل مع هكذا أحداث تحت طائلة ضمان حق التمدرس”.
كما دعت النقابات الوزارة إلى “تجنب التصريحات والبلاغات التي تسيء إلى سمعة الأستاذ بصفة عامةن وتجعله في موقع المستهدف، آخرها ما سمي بلائحة غياب الأساتذة”، وفق البلاغ ذاته.
وأقدم تلميذ يتابع دراسته بثانوية “سيدي داود” بورزازات، على الاعتداء جسديا على أستاذه داخل الفصل، حيث أظهر شريط فيديو، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، التلميذ وهو ينهال بالضرب على أستاذه داخل القسم، في حين حاول بعض التلاميذ ثنيه عن فعلته لكن دون جدوى، حيث عاد التلميذ المعتدي للمرة الثانية للانفراد بالأستاذ، ووجه له عدة لكمات على مستوى الوجه أسقطته أرضا، لينهال عليه بالضرب والرفس.
وأثارت الحادثة غضبا عارما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخرجت دعوات بين صفوف الأساتذة للاحتجاج في مختلف المدن، “من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية”.
وأوقفت قوات الأمن بورزازات، صباح اليوم الأحد، التلميذ المذكور البالغ من العمر 17 سنة، حيث أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الأبحاث الأولية أظهرت عدم تسجيل أية شكاية في الموضوع، سواء من قبل الضحية أو الإدارة التربوية، مشيرة إلى أن الأبحاث التي باشرتها مصالح الأمن بناء على المعطيات الواردة في شريط الفيديو، مكنت في ظرف وجيز من تحديد هوية المشتبه به، الذي تم توقيفه صباح اليوم وإخضاعه لبحث قضائي بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة.
وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات، أنه تم الاحتفاظ بالتلميذ القاصر المشتبه في تعريضه للأستاذ لاعتداء، لدى مصالح الشرطة القضائية لإجراء البحث معه، وأنه سيتم تقديمه أمام النيابة العامة المختصة لاتخاذ المتعين قانونا في حقه فور انتهاء البحث.
وأضاف الوكيل العام للملك، في بلاغ، أنه “على إثر تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي لشريط فيديو يظهر من خلاله تعرض أستاذ التعليم بإحدى المؤسسات التعليمية بورزازات لاعتداء بالعنف من طرف أحد التلاميذ داخل فصل الدراسة، بادرت النيابة العامة إلى فتح بحث مستعجل في الموضوع”.
كما قررت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات، تقديم شكاية لوكيل الملك، وإيفاد لجنة إقليمية للوقوف على حيثيات الواقعة واتخاذ الإجراءات التربوية والتأديبية اللازمة، واصفة ما حدث بأنه “اعتداء شنيع”، كما أعلنت الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بجهة درعة تافيلالت، عن إدانتها وشجبها الشديدين لـ”هذا السلوك اللاتربوي”، معبرة عن تضامنها المطلق مع الأستاذ وزملائه وأفراد عائلته.
عذراً التعليقات مغلقة