أحيا نجم الأغنية الشعبية طهور، في ساعة متأخرة من الأحد- الاثنين الماضي ، حفل اختتام سهرات النسخة العاشرة لمهرجان “تيميزار” بتزنيت، بكشكول من الأغاني الشعبية والوطنية نالت إعجاب الجمهور الذي ملأ جنبات ساحة الاستقبال عن آخرها، والذي قدر عدده من طرف الامنظمين بأزيد من 75 ألف.
وتألق إلى جانب طهور الفنان عبد الهادي إزنزارن، الذي أتحف، برفقة مجموعته الأسطورية، جمهور العائلات السوسية، التي تفاعلت بشكل ملفت مع جميع أغانيه القديمة، وخصوصا أغنية “امي حنا”، التي يحفظ كلماتها الصغار والكبار على السواء.
كما شهدت منصة “تيميزار” عودة سفيرة الأغنية المغربية والعربية هدى سعد إلى الساحة غنائية بعد غياب طويل.
ولم تخف خريجة برنامج “إكس فاكتور لبنان” انبهارها بجمهور عاصمة الفضة، خصوصا عندما ردد معها عدد من أغانيها الناجحة، من قبيل “متفكرنيش”، و”بغيتو ولا كرهتو”، وجديدها “على بالي حبيبي”.
وقبل هدى سعد، كان الجمهور على موعد مع المغنية الصاعدة زينب الصافي والفنان عبدوا وداد الذي لاقت أغانيه استحسان جمهور الشباب بالخصوص.
ويسدل الستار على الدورة الحالية لمهرجان تيميزار بعرض للأزياء والحلي الفضية المحلية بقاعة أسلاف، بعد خمسة أيام من الأنشطة الفنية المتنوعة، التي شكلت فرصة حقيقة لجمهور المدينة وزوارها للالتقاء في جو عائلي مع نجوم الأغنية المغربية بروافدها المتنوعة، من شعبي، وعصري، وأمازيغي.
وتخللت هذه الأيام الفضية عروض رائعة ف فن “التبوريدا”، بمشاركة عدد من السربات المحلية والجهوية، حيث جرى تخصيص جائزة للتباري في فن التبوريدة أشرف عليها ثلة من الحكام في هذا الفن الأصيل تشجيعا على العطاء والإبداع.
كما تميزت الدورة الحالية بتنظيم المعرض الكبير للفضة، الذي عرف مشاركة
50 عارضا من المغرب، وإيطاليا، وفرنسا، والهند، وكندا، وموريتانيا والسنغال، والجزائر، وتونس، وكذا معرض المنتوجات المحلية والصناعة التقليدية بساحة حديقة الأمير مولاي عبد الله، الذي ضم 85 رواقا مخصصة لمعروضات خزفية وزرابي ومصنوعات جلدية.
كما احتضنت عاصمة الفضة، على هامش مهرجانها السنوي، ندوة علمية حول موضوع الصياغة الفضية قام بتنشيطها ثلة من الأساتذة الباحثين في الثراث الثقافي، من بينهم فاطمة بولعجين، والأستاذ الحسين اصماد، ومحمد وخزان، وتمحور اللقاء حول سبل الحفاظ على موروث الفضة والحلي في منطقة سوس وتأسيس متحف كبير لهذا الغرض.
وقدر عدد الجمهور الذي تابع جميع فقرات هذه الدورة، التي استمرت طيلة خمسة أيام، بـنصف مليون، بحسب مدير المهرجان عبد الحق أرخاوي، أغلبهم من زوار المدينة، مما خلق انتعاشة اقتصادية وسياحية حقيقية
لعاصمة الفضة.
وكانت الدورة العاشرة لمهرجان تيميزار افتتحت مساء الخميس الماضي بالكشف عن أكبر حزام مصنوع من الفضة الخالصة.
وبلغ طول هذه “لمضمّة” 125 سنتمتر، وعرضها 22 سنتمتر، بوزن فاق ثلاثة كيلوغرامات من الفضة، واستغرق صنعها شهرين من العمل المتواصل، وتمتزج فيها تقنيات السلك الفضي، والطلاء الزجاجي والترصيع، كما تم تزيينها بالنقود المغربية القديمة، من قبيل “الكرش”، و”الربع الحسنى”، و”الريال”.
كما تميز حفل افتتاح نسخة هذه السنة من مهرجان “تيميزار”، الذي أقيم تحت شعاره الدائم “الصياغة الفضية: هوية، إبداع وتنمية”، بتقديم كتاب يلخص كل الندوات الثقافية والفكرية التي أقيمت على هامش فعاليات الدورات السابقة، والذي يهدف إلى تحقيق التراكم المعرفي الهادف والمتميز لأعمال باحثين أكاديميين متميزين حول مواضيع ترتبط بالفضة وباقي الحرف التقليدية بإقليم تيزنيت.
ودعا المشاركون في حفل الافتتاح إلى تنظيم مسابقة في صياغة الفضة مفتوحة في وجه الحرفيين على المستوى المحلي والجهوي.
ويهدف مهرجان تيميزار، حسب عبد الحق أرخاوي، رئيس الجمعية المنظمة، إلى التعريف وتثمين منتجات الفضية من خلال إبراز ما يزخر به السوق المحلي من مجوهرات متنوعة وذات جودة عالية.
كما يعتبر هذا الموعد السنوي، وفق المدير الفني للمهرجان رشيد مطيع، رافعة للتنمية من خلال تحريكه للعجلة الاقتصادية والتجارية والاقتصادية لعاصمة الفضة تيزنيت.
ويسعى المهرجان، حسب المنظمين، إلى استقطاب أزيد من 20 دولة مشاركة في السنوات المقبلة، بهدف تحويل مهرجان تيميزار إلى أكبر معرض دولي للفضة.
للإشارة فإن مهرجان الفضة بتيزنيت تنظمه جمعية تيميزار، بشراكة مع وزارة الداخلية، ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وجهة سوس ماسة، والمجلسين الجماعي والإقليمي لتيزنيت، ومؤسسة دار الصانع، وغرفة الصناعة التقليدية بالجهة.
عذراً التعليقات مغلقة