عقد المكتب السياسي اجتماعا عن بُـــعــد، يوم الثلاثاء 17 مارس 2020، تقيدا بالشروط الصحية الوقائية والاحترازية التي من بينها تفادي الاجتماعات الحُضورية، وتَدَاوَلَ عبر وسائل الاتصال الحديثة في عدد من القضايا، وعلى رأسها ما تعيش على وَقْــعِــهِ بلادُنَا، على غرار بقية العالم، من تطورات مرتبطة بفيروس كورونا المستجد COVID-19.
يُــحَــيِّــي عاليا القرار الملكي الحكيم بإحداث صندوق خاص لمواجهة آثار الوباء، ويُشيد بالقرارات القوية والضرورية للحد من انتشاره
وإذ توقف المكتب السياسي عند مختلف أبعاد هذا الطارئ الاستثنائي الذي يَــمُــسُّ بلادنا، فإنه يُحَــيِّـــي عاليا القَــرَارَ المَلَــكِــي الريادي والحكيم، والقاضي بالإحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، والذي سوف يساهم في التكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال، وفي دعم الاقتصاد الوطني، والحفاظ على مناصب الشغل، والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة.
كما يُعرب عن تنويهه بالقرارات الاستباقية الهامة، القوية والضرورية، التي اتخذتها وتتخذها السلطات العمومية الوطنية، في معالجتها للأوضاع ذات الصلة، وتعاطيها الجدي والمسؤول مع التطورات المتسارعة، وتفاعلها المتدرج والمسؤول والحازم مع هذا المستجد الدقيق، وذلك من أجل منع تفشي الوباء والحد من انتشاره، من خلال تدابير تروم حماية صحة المواطنات والمواطنين، وتخفيف أي ضغطٍ مُحتمل على نظامنا الصحي الوطني، وتفادي أي تجاوزٍ لإمكانيات بلادنا الاستشفائية والعلاجية.
في هذا الإطار، يُــشِــيدُ المكتب السياسي بالدور الريادي والمتميز للدولة الراعية القوية وبالقطاع العمومي الوطني في مواجهة هذا الوباء وتداعياته المختلفة، وهي مناسبةٌ لتوجيه التحية العالية والتقدير الكبير إلى كافة أطر ومستخدمي قطاع الصحة ببلادنا، وخاصة بالمستشفيات العمومية، وكذا إلى جميع نساء ورجال المصالح الأمنية بمختلف أصنافها، لِمــَا تقوم به من أدوار طلائعية في مواجهة الوباء.
ينوه بشفافية تعاطي السلطات العمومية مع الرأي العام بخصوص تطورات الوباء
كذلك، يُـــنَـــوِّهُ المكتبُ السياسي بشفافية تعاطي السلطات العمومية مع الرأي العام بخصوص تطورات الوباء على الصعيد الوطني والإجراءات المتخذة في شأن الأوضاع المترتبة عنه، وهو ما أدى إلى تنامي وعيٍ قوي لدى المواطنات والمواطنين بجدية الوضعية ودقــتــها، وأفضى إلى تصاعد تجاوب مختلف الشرائح المجتمعية مع تدابير الاحتياط والاحتراز المتخذة.
وبالمقابل، يُشدد المكتب السياسي على ضرورة حُسْنِ تعامل المواطنات والمواطنين مع الأخبار المُتداولة في شأن وباء كورونا ومستجداته، ومحاربة الإشاعات ذات الصلة بذلك، والإسهام في وقف انتشار الأخبار الزائفة وغير المسؤولة.
يعبر عن دعمه لكل الإجراءات الهادفة إلى معالجة الآثار الحالية والبَـــعــدية للوباء
وبالنظر إلى الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والمالية الحالية والمتوقعة للوباء، وفي حال تفاقمها لا قدر الله، فإن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية يُــعبر عن دعمه لكل الإجراءات التي يمكن للسلطاتِ العمومية اتخاذها وللجهود التي يمكن أن تقوم بها من أجل معالجة الآثار السلبية لهذه الأوضاع والتخفيف منها، خاصة بالنسبة للفئات المتضررة مُباشرةً في القطاعات الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية، وكذا بالنسبة لأصحاب المهن البسيطة وغير المهيكلة ولعموم المواطنات والمواطنين الفقراء وذوي الدخل المحدود، وذلك على الخصوص من خلال السعي نحو إرساءِ وتقديم تسهيلاتٍ لكل هذه الفئات، المحتاجة إلى الدعم، في ما يتعلق بأدائها للتكاليف الاجتماعية والمالية الموضوعة على عاتقها.
ينادي الى حملةِ تضامنٍ وطني واسعة لدعم ومساعدة الفئات الاجتماعية المتضررة
في ظل هذه الظروف الاستثنائية الصعبة والتداعيات السلبية المتوقعة بالخصوص على الفئات الهشة بمجتمعنا، ودعما للقدرات المحدودة للدولة في تحمل كافة الأعباء المترتبة عن هذا الوباء الطارئ، فإن حزب التقدم والاشتراكية يوجه نداءً حارا من أجل حملةِ تضامنٍ وطني قوية وواسعة تُــقَــدِّمُ من خلالها الفئاتُ الميسورة، بوسائلَ وطرقٍ مختلفة وقَــدْرَ مُستطاعها، كُــلَّ أشكال الدعم والمساندة الممكنة، لأجل تخفيف وطأة الآثار السلبية لهذه الأوضاع على المواطنات والمواطنين المعوزين وأولئك الأكثر تضررا.
يُناشد المواطنات والمواطنين من أجل التقيد بقواعد السلامة والوقاية والتباعد الاجتماعي
في نفس الوقت، يُــناشد المكتب السياسي جميع المواطنات والمواطنين من أجل التقيد الكامل بقواعد الاحتراز الصحي والأمني، وبمعايير الوقاية والسلامة المُوصَــى بها من طرف السلطات المختصة، لا سيما منها قواعد التباعد الاجتماعي التي تُعتبر لحد الآن أنجع وسيلة للحد من انتشار الوباء، وتفادي ارتفاع عدد المصابين إلى درجة تفوق الطاقة الاستيعابية لنظامنا الصحي الوطني، لا قدر الله.
يدعو جميع فئات شعبنا الى رص الصفوف من أجل الانتصار على هذا الوباء
واعتبارا لكون مواجهة هذا الوباء الخطير هي معركةٌ جماعيةٌ وليست فردية، فإن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية يدعو كافة المواطنات والمواطنين إلى الوحدة ورص الصفوف، والعمل يدا في يد، والتعامل بكل ما تقتضيه الظرفيةُ من جدية ومسؤولية وهدوء، من أجل محاربة الوباء وتداعياته بحزم وإقدام، كما يُــعرب عن يقينه الكامل في أنَّ شعبنا، من خلال قيم الإنسانية والوطنية والتضامن والتآزر والأُخُوَّة وروح المسؤولية والانضباط، سوف ينجح في رفع التحدي الراهن والتغلب على هذا الوباء، والانتصار بأقرب وقت ممكن في هذه المعركة التي هي معركتنا جميعا بدون استثناء.
يجدد المطالبة باتخاذ التدابير الضرورية للحد من آثار الجفاف
من جانب آخر، وعلى الرغم من استحواذ هذا الظرف العالمي والوطني الخاص على مُعظم الاهتمام، يُـــثير المكتب السياسي الانتباه إلى آثار الجفاف على أوضاع الفلاحين، ولا سيما الصغار منهم، وعلى أوضاع القرى والمناطق النائية، وذلك على إثر انحباس التساقطات المطرية بما يُنبئ بموسم فلاحي ومائي صعب.
على هذا الأساس، يجدد حزب التقدم والاشتراكية مُطالبته بتفعيل جميع الإجراءات الضرورية المُعتادة في مثل هذه الحالة، من خلال دعم الفلاحين الصغار وتيسير وتأجيل أداء أقساط قروضهم، والحرص على توفير علف الماشية في ظروف ملائمة وبأثمنة مناسبة، وضمان انتظام تزويد كافة مناطق البلاد بالماء الصالح للشرب، وخاصة منها المناطق المهددة أكثر من غيرها بِــنُــدْرَةِ المياه.
عذراً التعليقات مغلقة