صدر بلاغ للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ، الذي انعقد عن بعد أمس الخميس 28 ماي 2020 جاء فيه :
عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري، عن بُـــعــد، يوم الخميس 28 ماي 2020، حيث جدد الترحم على ضحايا جائحة كوفيد 19 متقدما بالتعازي الحارة إلى عائلاتهم ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
وبعد التداول في تطورات الأوضاع العامة ببلادنا، أعرب عن ما يلي:
يسجل إيجابا التحسن الملحوظ في مؤشرات الوضعية الوبائية واستئناف الأنشطة الاقتصادية ويدعو إلى اليقظة في أفق الخروج التدريجي من الحجر الصحي
يعبر عن ارتياحه إزاء أن التحسن الملحوظ في مؤشرات الوضعية الوبائية ببلادنا، وهو ما يستدعي مواصلة الحذر وتجنب التراخي، حتى يتم توطيد نجاحنا الجماعي في تخطي الأخطار المحدقة بالصحة العامة بشكل مؤكد ونهائي.
يسجل إيجابا استئناف عدد من الأنشطة الاقتصادية، الصناعية والتجارية والخدماتية، مشددا على ضرورة أن تُــصاحِب ذلك إجراءاتٌ احترازية صارمة، مع توفير مستلزمات وتجهيزات الوقاية والسلامة الصحية في كافة فضاءات العمل، وذلك من أجل تفادي ظهور بؤر وبائية جديدة يصعب التحكم في تمددها.
يجدد مُطالبته الحكومة بالتحضير الناجع لفترة الخروج من الحجر الصحي، وهو ما يستدعي الارتكاز على نضج المواطنات والمواطنين، والعمل منذ الآن، على تعريفهم بالتدابير التي يتعين الاحتفاظ بها، علما أن هذا الخروج المحتمل والمنتظر لن يتم بشكل سليم وفعال سوى إذا كان تدريجيا وآخِذا بعين الاعتبار تباين المؤشرات الوبائية بين الجهات والأقاليم، ومرفوقا بمنظومة قوية للرصد والتتبع والكشف الطبي الواسع.
يُــسجل إيجابا استدراك السلطات العمومية للنقائص التي شابت عملية انتقاء الأسر الفقيرة المستحِقة للدعم المالي المباشر والتي لم تستفد منه إلى حد الآن، ويدعو إلى التسريع بتوزيعه على مئات الآلاف من الأسر المعنية.
يؤكد على ضرورة إفراز تعاقد سياسي جديد يوطد الدولة الوطنية الديموقراطية القوية الناجعة اقتصاديا والعادلة اجتماعيا
يؤكد، في موضوع المقاربة التي يتعين اعتمادها لمواجهة مرحلة ما بعد كورونا، على التوجهات التي اعتمدتها اللجنة المركزية للحزب مؤخرا، والتي سيقدمها الحزبُ خلال الأيام القليلة المقبلة، في صيغة مدققة. وتتمحور هذه التوجهات حول ضرورة إفراز تعاقد سياسي جديد يوطد الدولة الوطنية الديموقراطية القوية، الناجعة اقتصاديا، والعادلة اجتماعيا، ويقوم على ميثاق اجتماعي وديموقراطي يضع الإنسان في صلب المسلسل التنموي ويحقق كرامته، ويُعطي الأولوية لقطاعات الصحة والتعليم والبحث العلمي والتشغيل والثقافة، ويرتكز اقتصاديا على دور الدولة في تقوية وتجويد الاستثمار العمومي وفي التوجيه والتقنين، وعلى توطيد القطاع العمومي، وعلى إنعاش القطاعات الاقتصادية المتضررة في مجالات الصناعة والسياحة والصناعة التقليدية والبناء والنقل والخدمات، وعلى الاستثمار في التصنيع والرقمنة والاقتصاد الأخضر، وعلى دعم المقاولة بما يحافظ على مناصب الشغل ويُــنعش الطلب الداخلي ويَصُونُ القدرة الشرائية.
يعتبر أن شروط إنجاح هذا التعاقد السياسي الجديد، بأبعاده التنموية والاقتصادية والاجتماعية، تقتضي في هذه الأوضاع الحرجة بالذات، تعزيز الديموقراطية في جميع أبعادها، مما يتطلب تعزيز الحريات والحقوق وروح المواطنة، والرفع من شأن الحقل السياسي المُستنِد إلى مؤسسات حقيقية وناجعة وأحزاب جادة، وإلى جماعات ترابية ومؤسسة تشريعية منتخبة ومُعَــبِّــرَة عن الإرادة الشعبية تُفرزحكومة قوية تخضع لمبدأ المسؤولية والمحاسبة، كما ينص على ذلك الدستور.
يجدد نداءه من أجل الحفاظ على الحياة الديموقراطية المرتبطة بالجماعات الترابية، بالنظر إلى ما تم تسجيله من تأجيل متواصل لدورات مجالس هذه الوحدات اللامركزية الأساسية، في الوقت الذي كان ممكنا توجيهها نحو مواصلة عملها بنفس الشروط الاحترازية والقواعد الوقائية التي تشتغل بها مؤسساتٌ أخرى مثل البرلمان، ذلك أنه إذا كانت الجوانب الصحية والاقتصادية تكتسي أهميتها بشكل بديهي، فإن أيَّ تعطيل للبُعد الديموقراطي في هذه الظروف ستكون له عواقب سلبية، لا سيما على صعيد توفير شروط الحكامة الجيدة لهذه الجماعات وتوطيد ثقة المواطنين في جدوى وجودها وعملها.
يجدد نداءه، في هذا السياق، إلى تقوية المشاورات مع الفعاليات الوطنية، وإلى تكثيف النقاش العمومي، بانخراطٍ قوي لوسائل الإعلام العمومي، بخصوص كل الجوانب المرتبطة بالخروج التدريجي من وضعية الحجر الصحي، وأيضا حول تدابير إنعاش كافة مناحي الحياة الوطنية.
يجدد مُطالبته الحكومة بإيجاد حل سريع لعودة المغاربة العالقين بالخارج إلى وطنهم، وذلك على غرار ما قامت به عدد من البلدان التي عرفت وضعا مماثلا.
عذراً التعليقات مغلقة