في الوقت التي ينظر فيها العالم بأكلمه الى سيارات الإسعاف والطوارئ على أنها المنقذ والمسعف للناس، وجهزوها بأحدث الأجهزة لتحافظ على صحة وسلامة المرضى حتى توصلهم الى المستعجلات، بل وضعوا لها قوانين تسهل عليها عملية التنقل، فتفتح لها الطرق للمرور ويسمح لها خرق الضوء الأحمر عند كل عملية نقل مستعجلة، وأضافوا لها الأضواء والصوت لتُعرف فتحترم وتعطى لها الأولوية ، كل هذا وأكثر من أجل سلامة المرضى و لإنقاذ حياة الناس. هذه النسخة السابقة الذكر والتي نعلمها جميعاً، هي نسخة عن الدول والجماعات التي تهتم بمواطنيها وبسلامتهم، أما عن نسختنا المغربية وبالأخص نسختنا في جماعة تيزي نتاست، المتواجدة في قيادة تافنكولت ، عمالة تارودانت، لا زالت ساكنة هذه المنطقة تعاني مع سيارات الإسعاف في كل مرة يستنجدون بها لإنقاذ مريض، فتتحول عملية انقاذ المريض الى عملية إنقاذ واصلاح سيارة الإسعاف التي تحتاج هي الأخرى من ينقذها في كل مرة. قبل أيام من الآن تعرضت سيدة من دوار تيزي نوارك، بنفس الجماعة للذغة عقرب، والتي تستوجب النقل السريع للمريضة الى المستشفى حتى لا تتعرض المريضة لمضاعفات تؤدي بحايتها، استجد الناس بسيارة إسعاف، وكلهم أمل على أنها المنقذ لهذه السيدة من انتشار السم داخل جسدها،
وتأتي الصدمة بعد أخبار عن عطب في سيارة الإسعاف، ليتطوع سائق النقل المزدوج لنقل السيدة الى المشفى وتغيرت المعادلة حين أصبح المنقذ يحتاج من ينقذه، ربما يعتبر البعض أن هذا العطب مجرد صدفة وبديهي أن تصادفه كل سيارات الإسعاف في العالم، وقد يتهمنا البعض أننا مجرد مخربين أو معلني الفتنة بين الناس، لكن المنطق يخبرنا أن الصدف لا تتكرر بنفس الطريقة ولنفس السيارة، أبدا ما لم يكن هناك سبب وراء هذا العطب المتكرر.
وغير بعيد ففي الأمس القريب تعرضت سيدة لوعكة صحية تستدعي الإتصال بسيارة الإسعاف، بنفس الأمل الذي يملء كل مريض منها وكل عائلة مريض حين يسمع عن سيارة اسعاف تأتي لتنقد حياته، والنتيجة واحدة لا تتغير إلا بتغير تلك السيارة التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أشبه بسيارات النقل المزدوج ( الخطاف ) شكلا ومضمونا، وربما تكون سيارات النقل المزدوج أنقى وأفضل من سيارة إسعاف تابعة لجماعة تيزي نتاست، النتيجة أن السيارة تعطلت قبل وصولها لمنزل المريضة، ليتطوع مجددا المنقذ الفعلي لسكان الدوار، صاحب النقل المزدوج لينقلها على مثن سيارته الى المشفى، متمنين لها الشفاء العاجل.
والأمر الغريب والعجيب والأدهى والأمر ، والذي يحز في نفس كل حر في العالم، هو حين يعرف أن هذه الجماعة قروية وبعيدة عن المستشفى الإقليمي بما يقارب 140 كلم، ويتوزع فيها السكان بشكل مختلف وفي تضاريس معقدة، تمتلك سيارة اسعاف واحدة، من نوع الدفع الرباعي، أما هذه الخردة فلا تصلح حتى للنقل المزدوج.
وحالنا مع سيارات الإسعاف في منطقتي، كقول أحدهم ، ” استنجد غريق بغريق فغرقا ”
فهل من أذن تسمع أنين ساكنة أتعبها إهمال المجلس الجماعي ؟
عمر دولوز
عذراً التعليقات مغلقة