في افتتاحية لقلم بوعشرين على جريدة بوعشرين يوم أمس السبت 13 أبريل ، جرى قلم بوعشرين بانسيابية تتقمص انسيابية الماء في الجداول، وكتب عن- شعبية -عفوا عن غوغائية بنكيران ، مستندا إلى استطلاع أنجزته ليكونوميست .
وجاهد قلم بوعشرين لإيصال مضمون الاستطلاع إلى الذين لم يتمكنوا من الإطلاع عليه على صفحات ليكونوميست ، أو للذين ربما لديهم صعوبة في تشفير الاستطلاع بالفرنسية ، تحت عنوان : لهذه الأسباب ما تزال شعبية بنكيران بخير.
هي إذن محاولة للتفسير و الإقناع: التفسير للذين لديهم قصور في الفهم ، والإقناع للذين يجحدون و ينكرون على بنكيران فتوحاته و بطولاته .
فقال لنا من بين ما قال أن شعبية/غوغائية الحكومة ما زالت بخير ، و أن بنكيران ما زالت لديه حظوظ كبيرة في الحصول على نتائج جد هامة في الانتخابات المقبلة و أن العديد من المواطنين يثقون في سياسته …
هي إذن حملة انتخابية سابقة لأوانها ، ومحاولة لتوجيه الكتلة الناخبة استباقا لليأس الذي قد يصيب شعب بنكيران ، هو خوف وفزع إذن من مجهول .
و لسنا نعرف ما هو جزاء هذا القلم الجريء الذي شكك في كل شيء من أجل تبييض وجه بنكيران ، شكك في النضالات العمالية وأفرغها من كل مضمون محاولا إعطاءها بعدا عدميا و مأساويا ..
وهنا لا بد من أن نقول شيئا في غاية الأهمية بلغة بنكيران و بأسلوبه :
– اللسان ما فيه عظم . قل ما شئت يا بوعشرين ولك أن تصطف إلى جانب من تريد ، لكن احذر من أن تصبح يوما عاريا أنت وقلمك ومعكما بنكيران أمام الوطن ، يوم لا ينفع استطلاع و لا تزييف ولا قلب للحقائق إلا من أتى الكادحين بقلب سليم …..
فليس المهم أن تعبر عينة من المستجوبين عن رأيها – وهي في نهاية المطاف لا تمثل سوى نفسها – وليس المهم أن يعود بنكيران أم لا ؟
بل المهم هو ماذا أعطى بنكيران و غيره لهذا الوطن و فقرائه ؟
والمهم كذلك ما ذا أعطيت للوطن من خلال جريدتك سيدي، و بماذا ساهمت في فضح الإختلالات التي أوصلت البلاد إلى حافة لم نعد نحتاج معها إلى استطلاعات من قبيل : هل أنت مع، أم ضد ، وكيف ترى ؟ بقد رما نحتاج إلى أسئلة حقيقية من قبيل :
– لماذا يموت الأطفال في أنفكو من البرد ؟
– لماذا تحمل النساء الحوامل على النعوش لقطع الأنهار و إيصالهن إلى دور الولادة ، إن وجدت أصلا، ولماذا يلدن أحيانا وهن في بهو المستشفيات دون عناية ، بل و لماذا يمتن أحيانا و هن في المخاض ؟
لماذا أفلست كل الصناديق في المغرب ؟
من أفرغ الصناديق التي ملأها الشعب من عرقه ؟
لماذا تسن الحكومة سياسات ينتفع منها المحظوظون ، ومصاصو دماء الوطن، بينما يغرق الشعب في الفقر والجوع و البطالة ؟
لماذا لماذا ؟ و من من ؟
لن تنتهي الأسئلة سيدي ، ما دامت أقلام الصحفيين اختارت أن تكتب بمداد غير مداد الحقيقة أو اختارت أن تقول غير ما يقوله الواقع العنيد، ولن يشفى الوطن و لن يستقيم حاله إذا خلا من :
صحفي جريء
معلم مخلص.
قاض نزيه
وجندي باسل ..
و إذا كان الخطاب الغوغائي والشعبوي هو كل ما يملكه بنكيران والذي تسمونه أنتم لغة الشعب ، فإننا نحن نملك وعيا به نفهم ، و به ننتقد و به نطرح السؤال . ولا يهم هل سنصل يوما أم لا ؟ لكن المهم هو أننا خارجون عن القطيع ، لكم الغوغاء والغوغائية يا سادة ، ولنا الحرية والجرأة على التفكير خارج أساطيركم التي بها تبرمجون السدج والتي بها تسرقون الوطن من أهله .
بئس ما تفعلون .
العز للأقلام التي تنزف دما، والمجد للعيون التي تلتقط جراح الوطن .
عذراً التعليقات مغلقة