حاولت وزارة الاتصال تحري الشفافية والرد على اتهامات طالت الوزير مصطفى الخلفي، بنشرها لائحة “بطائق الصحفيين” الموزعة في 2014، لكن الأمر أثار حفيظة جل خدام صاحبة الجلالة وقد حبلت اللائحة بتناقضات صارخة.
وأثارت لائحة الصحفيين الحاصلين على البطائق المهنية للعام الجاري، جدلا وسط أغلب الصحفيين الممارسين لمهنة المتاعب، إذ أن جردا للأسماء المستفيدة من البطاقة يفيد غياب أسماء وازنة وممارسة في الميدان الإعلامي وسط حضور لأشخاص لا تنتفي عنهم صفات “الأشباح” رغم استفادتهم من البطاقة.وفيما أبت اللائحة المعلنة من الوزارة الوصية إلا أن تنكأ جراح الصحفيين الغيورين على المهنة، إلا أنها لم تعدم لديهم روح السخرية التي انبعثت على شكل تغريدات عبر “تويتر” أو “خربشات” على حيطان “فايسبوك”.
وإن اختلفت الآراء ووجهات النظر فإنها تجتمع على وجود دخلاء وسط بلاط صاحبة الجلالة، فيما تناسلت تساؤلات عن جدوى منح بطاقة الصحافة لممارسين دون غيرهم وساق تعليق عبر “فايسبوك” أمثلة عن شركات للإنتاج السمعي البصري لم يكن المستفيد من البطاقة غير المدراء والأمر هاهنا يتعلق على سبيل المثال (وفق التعليق) بشركة “PERFECT PRODUCTION” لصاحبتها نادية لاركيط، زوجة نور الدين الصايل، المدير السابق للمركز السينمائي المغربي، وكذا محمد خباشي، المدير السابق لوكالة المغرب العربي للأنباء (لاماب) عن شركة الإنتاج المعروفة بـ”SAHARA AGENCY” وغيرهما..اللائحة كشفت أيضا أن هناك وسائل إعلام تتمع برواج كبير، غير أنها لا تشغل صحافيين بوفق المعايير المطلوبة، بما أيبين أن أغلبها تعتمد في إنتاجها على وكالات الأنباء وتشغيل متدربين بشكل دوري، فإذاعة هيت راديو مثلا تتوفر على أربعة صحافيين، بمن فيهم مدير القناة، أما إذاعة لوكس راديو فتتوفر فقط على صحافيين اثنين، والأمر ذاته ينطبق على بعض المواقع الإلكترونية، فموقع كود مثلا يتوفر على صحافيين اثنين، مما يطرح قضية الهشاشة التحريرية.وتساءل المعلقون على لائحة الصحفيين “المهنيين” عن مدى استفادة الصحفيين الذين ينجزون أعمالا صحفية لفائدة هكذا شركات للإنتاج في المغرب، من البطائق المهنية، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول دور العديد من شركات الإنتاج في القيام بالدور المنوط بها في اقتسام شريحة الصحفيين المزاولين في المملكة.التعليقات لم تقف عند هذا الحد، فأغلب الصحفيين العاملين بالإذاعات الخاصة لم يكن لهم نصيب من البطائق المهنية، ولعل في رضوان الرمضاني مدير الأخبار في إذاعة “ميد راديو” وعبدالرحمان العدوي المدير العام لـ”راديو بلوس” خير مثال للأمر، كما جاء على حائط حساب خاص في الموقع الاجتماعي “فايسبوك”.و”إن تعلقت الاستفادة من البطاقة المهنية في الإذاعات بمسؤولين فيها فكيف الحال لدى صحفيين يمارسون المهنة دون تخويلهم صفة المهنية وفق المذيل في بطائق الصحافة” يتساءل أحد المغردين على “تويتر”.
أما الصحفيون الذين لم يستفيدوا من بطائق الصحافة، فحدث ولا حرج، إذ تغيب أسماء وازنة عن اللائحة كما علي أنوزلا مدير نشر موقع “لكم” ومدير نشر “الجريدة الأولى” وجامع كلحسن الصحفي المشرف على برنامج “مباشرة معكم” في القناة الثانية “دوزيم” ومحمد أحمد عدة الصحفي حاليا في أخبار اليوم وسكرتير التحرير السابق لمجلة “هسبريس” واللائحة تطول، كما عدد أحد الباحثين في خفايا ما جاء على اللائحة المومأ إليها سلفا.واستنكر أحد المعلقين الطريقة التي تخول بها البطائق للصحفيين، مشيرا إلى أن وزارة الاتصال ملزمة بمنح هذه البطائق لمن يستحقونها على أساس موضوعي لا يحيد عن “الممارسة الفعلية للمهنة” أما غير ذلك فكله من توافه الأمور.وإن كثرت التعليقات فإن البعض منها استنكر وجود أشباح وسط “ثلة” من الصحفيين تبقى في مجموعها المعدد على عهدة وزارة الاتصال بـ”2064″ صحفيا مهنيا، أقل من الصحفيين الممارسين في صحيفة “يوم أوري شين بون” اليابانية والتي تضم في مقرها المركزي 4000 صحفي، وهو ما يجعلها تتسيد الصحف الأكثر مبيعا في المعمورة بـ10 ملايين و200 ألف نسخة يوميا.وكانت وزارة الاتصال أكدت أن نشر لائحة الصحفيين المهنيين جاء تفعيلا لما تعهد به الوزير مصطفى الخلفي في الندوة المنظمة من طرف الوزارة ومكتب اليونسكو بالمغرب، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بينما يجمع الصحفيون أن الأمر يتعلق برد على اتهامات تفيد بأن “دخلاء” يستفيدون منها بغاية التلصص على المهنيين وتحرير تقارير تزج بهم في السجن.لكن جاء في تعليق لصحفي بإحدى المجلات الأسبوعية صباح اليوم الأربعاء، ما يلي: وها قد نُشرت قوائم الصحافيين بالمغرب يا مولاي؛ لكن كيف يمكنني أن أعرف أنها تخلو من «البوليس»!
عذراً التعليقات مغلقة