التعليم بتافراوت في زمن كورونا بين المزايدات السياسية و العطاء بإخلاص

واقع التعليم الثانوي بتافراوت

ان الحديث عن وضعية التعليم بمنطقة تافراوت لا يحتاج الى المزايدات السياسية والخرجات الانتخابية السابقة لأوانها، فالتعليم ليس بالقطاع الذي يجب عل  السياسي الركوب عليه لتلميع صورته الصدئة بالمجال الترابي الذي أؤتمن على تنميته وتطويره، في ظل هذه الجائحة التى اصابت العالم لاحظنا كثرة اللقاءات  والخرجات الفيسبوكية الرمضانية التي تستضيف نفس الوجوه في عدة مجالات.

بصفتى ابن منطقة تافراوت واستاذا ممارسا بالثانوية التأهيلية الجديدة لمدة 6 سنوات، أقول للرأي العام المحلى ان الفاعل الترابي لتافراوت لم يقدم اي شيء يستحق الذكر لتعليم ابنائكم، واحيطكم علما أن جل الأنشطة الموازية والاشعاعية التى تقوم بها الثانوية يتم دعمها من مساهمات ابنائكم وبعض الأساتذة الغيورين على التعليم، بالاضافة الى أحد ابناء املن الذي لا يبخل علينا بالدعم والتشجيع، ولمدة 4 سنوات التى أشرفت على جل الأنشطة الداخلية والاشعاعية للثانوية لم نتلقى ولو كلمة طيبة من المجلس البلدي لتافراوت، والمساهمة الوحيدة التي قدمها لنا في هذه السنوات لا تتعدى 40 كرسي و 20 حاجز، والله شاهد على ما أقول.

الثانوية التأهيلية الجديدة في حاجة ماسة لكل اشكال الدعم والتطوير، لأنه من المؤسف ان تكون ساحة الثانوية الوحيدة بتافراوت صحراء قاحلة، وكذلك غياب قاعة للأنشطة والندوات، بالاضافة الى الحالة المزرية لقاعة الأساتذة التى لا تتوفر على ابسط التجهيزات، وانعدام تشجيع المتفوقين من ابنائنا…، من خلال كل هذه التحديات التي تواجه الثانوية وتلاميذتها، فعن اي تعليم يتحدتون؟!

السؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدم هذا الفاعل السياسي والترابي لتعليم ابنائكم قبل كورونا؟! وماذا تنتظرون منه خلال هذه الجائحة وبعدها؟ فأغلب المجالس الجماعية بالمغرب خصصت مبالغ محترمة لدعم التلاميذ لمتابعة دراستهم عن بعد، الا المجلس الجماعي لتافراوت الذي وقف متفرجا ومنتشيا بمعاناة ابنائنا وذويهم، وأشهد ان المبادرة التي قمت بها لم يساهم فيها المجلس بسنتيم واحد، بل دعمها شباب قدماء الثانوية وبعض الجمعيات المواطنة وكذلك بعض الفاعلين السياسين خارج المجلس الجماعي لتافراوت مشكورين على انجاحها، هذه المبادرة التي كان من الواجب على رئيس المجلس القيام بها، لكن للإسف فهو يعيش في عالم خاص به ولا يربطه بأبناء تافراوت سوى صندوق الاقتراع.

التعليم مهنة الشرفاء ومهنة الأنبياء لا تستغلوا هذا القطاع في حملاتكم فنحن بريئون منكم سيدي الرئيس.

تدوينة:د/رشيد العسري