في سابقة تعد الأولى من نوعها، تغيب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة عن حضور مراسيم الإنصات للخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في مقر ولاية جهة سوس ماسة، يوم السبت 07 نوفمبر 2020، وسط استغراب جميع المسؤولين، بمن فيهم مسؤولو السلطات رغم أنه غير مرتبط بأي اجتماع مع الوزارة، ولم يبرمج أي منها، وخلال تلك الفترة كان الوزير سعيد أمزازي في زيارات القرب الميدانية.
هذا السلوك الغريب المستغرب، صار حديث السلطات وعدد من المسؤولين في المدينة، فقام بدورها كما يجب بسبب غيابه عن هذا الحدث الاستثنائي وسط استغراب مسؤولي المصالح الخارجية، فيما حضر المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية رحال الناجي مراسيم الإنصات للخطاب الملكي.
هذا السلوگ الغريب أصبح عادة “المسؤول الجهوي” وتگرر مع انعقاد أشغال المجلس الجهوي للتفتيش، وهو أكبر هيئة لجهاز التفتيش بجهة سوس ماسة، وبخلاف ما يتم خلال كل سنة، وما يتم بسائر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بالمملكة، تغيب عن الاجتماع بل تفاداه رغم أنه غير مسافر وغير مرتبط بأية مهمة خارج مدينة أكادير، وحتى اجتماع مجلس التنسيق الجهوي، كان مبرمجا قبل أكثر من 10 أيام، يوضح مفتشون حضروا الاجتماع.
ومن غرائب اجتماع المجلس الجهوي للتفتيش الذي تمت فيه مناقشة تقييم الدخول المدرسي، وعلى الرغم من طلب مدير الأكاديمية من أعضاءه توصله بالتقارير والعروض التي أرسلت له 10 أيام قبل الاجتماع للاطلاع عليها، إلا أنه تهادى وتمادى في الغياب عن الاجتماع المذكور، وهو ما أحس معه المفتشون بالغبن والضيم وبقلة الاهتمام بقضاياهم بل بعدم احترام هيئتهم التي ينتسب لها، وبقضايا الدخول المدرسي التي من المفروض أن يحرص مدير الأكاديمية على دعم هذا الجهاز وتوفير كل الوسائل اللوجيستيكية لتسهيل مهمته، رغم أن منسق المجلس تجشم الصعاب وتحمل العبء وبذل كل شيء من وقته وجهده لإنجاح المحطة الأولى للتفتيش خلال الموسم الدراسي 2020/2021 التي عقدوها لوحدهم يوم الثلاثاء 10 نونبر 2020، غير أن للمدير رأي آخر، ألا وهو الغياب عن المجلس والاجتماع، والدفع بعقده في المركز الجهوي للتكوين المستمر لأول مرة بعدما كان يعقد في مقر الأكاديمية تفاديا لإحراجه، وهو ماكث بها طيلة مدة الاجتماع.
واضطرت لجينة من المجلس الجهوي للتفتيش لربط الاتصال بمدير الأكاديمية الذي فضل عدم الحضور عن الاجتماع للاتصال به وطلب توضيحات حول قضايا تهمهم، تمت مواجهتها بأسلوب صار حدث الخاص والعام بالأكاديمية، في انتظار الفرج.
وما يزال غضب هيئة المفتشين وآثار مايحسون به من إهانة لم تضمد بعد بسبب غيابه عن مجلس التنسيق الجهوي الذي يراه متتبعوم گان مقصودا وغير مبرر، حتى فوجئ المفتشون من جديد بغياب مدير أكاديميتهم عن اجتماع آخر يوم الاثنين 16 نونبر 2020 المخصص هذه المرة لاستقبال الطلبة المفتشين المتدربين، ورميهم في قاعات المركز الجهوي للتكوين المستمر وإشغالهم بعروض وكلمات، وهو الوضع الذي يراه خبراء الإدارة والعارفين بخباياها غير سليم ومعيب شكلا وأخلاقيا ومنهجيا لا تفسير له مما حسس المفتشين بجهة سوس ماسة والمتدربين منهم بالضيم واللامبالاة والاستصغار وعدم التقدير والاحترام، خاصة وأن زملائهم في أكاديميات أخرى استقبلوا بحفاوة من قبل مدير الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المستقبلة، فيما شگلت سوس ماسة الاستثناء في تحقيق النگسات والنگبات وخيبات الأمل. وهو ما تعرف حقيقته الوزارة، وأهل الدار، والزوار أيضا.
ويطرح المفتشون بجهة سوس مايسة بعد گل هذا أسئلة عريضة، مقلقة وصادمة أولها لماذا التعامل بهذه الطريقة وسياسة الكيل بمكيالين؟ وهل بهذا السلوك سنحفز المفتشين على التأطير الجيد والتطوع لسد الفراغات في التأطير التربوي والبيداغوجي؟وما هو الانطباع الذي سيحمله الطلبة المفتشون عن مؤسسة اسمها “أكاديمية سوس ماسة” وعنومدير هو في الأصل مفتش؟وماهي الصورة التي سيتداولونها مع زملائهم بأگاديميات أخرى فور عودتهم لمرگز تگوين مفتشي التعليم بالرباط؟ وهل ستكون آمالهم الظفر بتعيين في أگاديمية لم يحضوا فيها بما يلزم من حفاوة استقبال واهتمام يليق بإطارهم حالا ومآلا؟ وهل لما وقع من سلوكات مقاطعة اجتماعات المفتشين علاقة بتصفية حسابات داخلية/ داخلية(على مناصب المسؤولية) و تربوية/ تربوية (…) محضة من أجل إظهار العظمة والقوة والعنتريات الفارغة اتجاه المرؤوسين، وهي سلوكات أكل عليها الدهر وشرب وتدبح گل مبادئ التدبير التشارگي والتدبير بالنتائج الذي لا يفهمه لا المتقاعد ولا المتعاقد؟! أما ما فعله مع السلطة بسبب غيابه عن حصور مراسيم الإنصات للخطاب الملكي السامي “فالناس دارت شغلها وغادي تدير أكثر.. وإنا غدا لناظره قريب”.
وبري متتبعون أن حرصه على الإجتماع مع النقابات والإستفراد بها بعدما تجاهلها لأزيد من سنة ونصف وعدم وفائه بتسليم نسخ من محاضر اللجنة الجهوية للتشاور والتتبع التي وقعتها مع النقابات الست ورفضه بمساعدة رئيس قسم الموارد البشرية، هذا الأخير الذي تفنن في مراوغة النقابات متحججا بإضافات وتعديلات في المحاضر استجابة لملاحظة نقابيين وهو المعروف بجهله التام للمساطر وفهمه الأعوج لها وهو ما انعگس علي ذات القسم الذي تحول لما يشبه الوسيط. أما رفض مدير أگاديمية سوس تطبيق ما اتخد من قرارات مع النقابات وتهربه من تنفيدها ومراوغته بگلام(سوف، قريبا، غير عطيوني شوية د الوقت، غير شوية، مانقدر نقول يومين اولا أسبوعين ولاشهرين) يجسد محاولاته المتگررة لتمطيط الوقت وربح الزمن أياما قبل حلول الوزيز يوم 3 دجنبر الحالي بأگادير لترأس المجلس الإداري يوم 4 دجنبر، لاستعراض حصيلة مهزوزة ومرتبگة ومشروع برنامج عمل لاقى انتقادات واسعة من طرف مديري المشاريع المرگزية للقانون الإطار في الندوة التفاوضية التي اصتطدم فيها الجميع بما حدث والذي عرى المستور وفضح ما تعيشه جهة سوس ماسة بالمگشوف.
ويرى متتبعون أن المدير منشغل هذه الأيام بتركيب سيناريو جديد، عاق به الجميع، وهو يستدرج النقابيين واحدا واحدا ليعزلهم ويعقد معهم “صلح الحديبية” قبل انعقاد دورة المجلس الإداري، في انتظار أن يستكمل نفس الأسلوب الذي عافه الزمان مع باقي المكونات، لإخفاء الوجه البشع لأگاديمية سوس ماسة وترميمه ومگيجته من جديد، بعدما عصفت به حرارة وحرقة المؤشرات والصراعات الداخلية وضعف المردودية الداخلية ومؤشرات الانجاز، مقابل التهافت على الصفقات ومركزتها وغنائم التعويضات وسط بحر من الوعود المزيفة المتناسلة يوما بعد يوم، والتي سئم من زيفها أهل الدار ومسؤولو باب الرواح الذين عايشوا جميعا التفاصيل والمشاهد التراجيدية لاحتظار أگاديمية گانت فيما مضى مشتلا للتجارب والمبادرات، وصارت اليوم مقبرة للمشاريع والمسؤولين المطرودين والمعفيين! أگاديمية تئن وتنتظر عملية جراحية عميقة تخلصها من الوجع وتدفع عنها آلام المخاض قبل نهاية السنة الجارية.
من إعداد بوتفوناست?
عذراً التعليقات مغلقة