في مدينة تزنيت بات الواقع الرياضي مُظلماً حيث تعيش الفرق الرياضية المحلية أزمة وجودية حقيقية سببها الوحيد هو إغلاق القاعة المغطاة الوحيدة “قاعة أناروز” وما تبعه من تداعيات كارثية على مستقبل مئات الرياضيين، فتزنيت التي تفتخر بتمثيلها في البطولة الوطنية بأربع فرق قوية في كرة القدم داخل القاعة إضافة إلى رياضات كرة السلة واليد، وجدت نفسها فجأة مدينة “بلا عنوان رياضي” وقد دفع توقف الأنشطة الرياضية داخل القاعة هذه الفرق إلى دائرة “التشرد” حيث لا تملك مساحة للتدريب أو فضاء لاستقبال الخصوم، مما يفرض عليها المعاناة اليومية، وتتجلى في إنهاك الميزانية حيث تُجبر الفرق على تكبد نفقات التنقل الباهظة إلى مدن بعيدة مثل تافراوت بحثاً عن قاعة للتداريب مما يستنزف ميزانياتها الهشة، و في غياب أي دعم مؤسساتي وتصل الأندية إلى مرحلة فقدان الكرامة والتسوّل الرياضي حيث تضطر لتقديم التماسات لمدن أخرى كالدشيرة لاستضافة مبارياتها الرسمية مما يهدر كرامتها ويفقدها ميزة اللعب على أرضها وأمام جماهيرها.
الأزمة تفاقمت بسبب بطء الأشغال داخل القاعة المغطاة والتي انطلقت منذ فترة، في مشروع إعادة هيكلة قاعة أناروز ، فهذا المشروع الذي كان من المفترض أن يعيد الحياة للمرفق أصبح كابوساً، البطء لا يُشير فقط إلى سوء التخطيط بل يكشف عن غياب المراقبة الفعالة من طرف الجهات المسؤولة إذ كيف يمكن لمشروع حيوي أن يتوقف أو يتباطأ إلى هذا الحد دون تدخل جاد وعاجل لفرض وتيرة إنجاز صارمة وسريعة، إن هذا الإهمال هو بمثابة عقوبة غير معلنة على كل رياضي يرفع اسم تيزنيت.
وكانت النتائج فورية ومُحبطة فظهرت سلسلة من الهزائم المتتالية مُنيت بها فرق المدينة منذ انطلاق البطولة في مختلف الأصناف، وهذه النتائج السلبية ليست دليلاً على ضعف الموهبة بل هي شهادة على الظروف المستحيلة التي فُرضت على اللاعبين، فلا يمكن لفريق أن يُنافس على مستوى وطني وهو يُعاني من عدم توفر قاعة ثابتة للتدريب والإرهاق البدني والنفسي جراء التنقل المستمر وفقدان التركيز بسبب المشاكل المادية والإدارية، فهذه الهزائم هي في الواقع هزائم إدارية تُسجل في سجل الإهمال الرياضي بالمدينة.
إن الوضع الحالي يضع علامات استفهام كبرى حول دور رئاسة المجلس الجماعي لتيزنيت والجهات المنتخبة، فبالرغم من هذه الكارثة الرياضية الواضحة يلاحظ المتتبعون غياب رئاسة المجلس للتدخل وحل المشاكل بشكل جذري وفعال فالحل لا يقتصر على مجرد وعود بل يتطلب تفعيل آليات الضغط والمحاسبة لإنهاء أشغال القاعة فوراً وتوفير دعم مادي استعجالي للفرق لتغطية نفقات التنقل والإيجار وإعادة الاعتبار للرياضة التزنيتية كواجهة للمدينة.



















Sorry Comments are closed