زار السيد عزيز اخنوش وزير الفلاحة و الصيد البحري و المياه و الغابات نهاية الأسبوع الماضي بلدة أجداده تافراوت . و خلال هذه الزيارة تفقد السيد الوزير و الوفد المرافق له مشروع تأهيل واحة ايت منصور ، و دشن مقطعا طرقيا من كلمترين يربط بين دوار اييغد و الطريق الرئيسية المؤدية إلى تاسريرت.
و اللافت للأنتباه خلال هذه الزيارة ، ان استعدادات قبلية كانت قد سبقتها ، و عرفت تافراوت حركة غير عادية ، ايام قبل وصول السيد الوزير .
شاهدنا عمال شركات وافدون و سيارات ممون الحفلات المعروف و ملتحقون جدد بالحزب أتوا من مدن بعيدة لتسويق صورهم . و شباب يشفق لحاله ينتظر فرصة لقاء السيد الوزير ، ووجوه مستهلكة في المآدب و المواكب و مختلف المحافل تنتظر تزكيتها،او إعادة تزكيتها، و سيارات اخرى تحمل لوحات ترقيم حمراء . كل شيء يوحي اننا إزاء زيارة غير عادية من وزير غير عادي
يومين فقط و عادت البلدة الى هدوءها . و عاد القادمون من بعيد الى بيوتهم بعدما غنموا بلقاء السيد عزيز اخنوش بكل صفاته ؛ و أخذوا معه صورا الذكرى و التاريخ و ربط الماضي بالحاضر .
هل من الضروري كل هذه الهالة من الاستعدادات و الانزالات التي تذكر بسنوات خلت لتدشين مشاريع عادية . رغم أهميتها لكنها لا تصل الى حجم تلك المشاريع المتوقفة و المعلقة عليها الكثير من الأمال؟؟.
زار السيد عزيز اخنوش بلدته ، و لا نعرف بالضبط هل هو على علم بواقعها ام ان الملتفين حوله يتعمدون حجب الرؤية عنه لكي لا تتضح له الصورة كاملة . كما حجبوا عنه ” كراج مدخل اييغد ” بالأعلام الوطنية .
لا نعرف لماذا لم يسلك السيد عزيز اخنوش بعد دخوله لتافراوت ذلك المقطع الطرقي العار الرابط بين تهالا و تافراوت ، ليقف بنفسه دون وساطات على مآسي ارباب سيارات الأجرة و الشاحنات نتيجة الحالة السيئة التي اصبحت عليها هذه الطريق بعد تعثر الأشغال بها. و الخسائر التي تخلفها يوميا.
لا نعرف هل قام السيد الوزير ابن بلدتنا الثري ،و صديق ملكنا بزيارة لكل المشاريع المتعثرة و المتوقفة بالمنطقة ؛ و هل هو على علم بها ، و هل استفسر عن اسباب تعثرها ؛ و هل أعطى اوامره لأعادتها الى السكة الصحيحة .
هل كان من الملتفين بالسيد الوزير و المحيطين به و المصورين معه ؛ من فاتحه في الكارثة التي تعرفها المنطقة حاليا ؛ و التي لها علاقة مباشرة بوزارته، و يتعلق بالحشرة القرمزية التي ابادت كل نباتات اكناري الصبار ، بصفة نهائية، و هي مصدر دخل للعديد من الأسر و أصبحت هذه الحشرة تهدد مع ارتفاع درجات الحرارة الحياة العادية للسكان بهجومها الكاسح ، و القادم أسوأ.
لا نعتقد أن أحدا طرح المشاكل الحقيقية التي يعيشها المواطن البسيط بتافراوت . لان من يسكن في مدن المركز و ينعم بكل شيء ، لم يكتوي من قريب أو بعيد بما يعيشه سكان الهامش ، لكنه في حاجة اليهم كلما دعت ضرورته لذلك .
اما الحشرة القرمزية و حشرات سامة اخرى، فمثلها مثل رعاة الإبل و شركات المعادن ، و المياه و الغابات ، قضاء و قدر ، و واقع مفروض على البسطاء الذين لا يملكون سكنا و لا مشاريع في المدن للهجرة اليها. فتشبتوا بأرضهم ، و من العار ان يحتقروا ، و يهمشوا و يستغلوا في كل المناسبات .
عذراً التعليقات مغلقة