نهاية الأسبوع الأخير كانت دائرة تافراوت وجماعتي تاسريرت وأفلا اغير على موعد مع زيارة السيد عزيز اخنوش وزير الفلاحة و الصيد البحري و المياه و الغابات لبلدة الأجداد؛
وقد مرت الزيارة في أجواء من الفولكلور والبهرجة الزائدة عن اللزوم تذكرنا بطقوس اعتقدنا انه تم القطع معها بعد دستور 2011 ووعود العهد الجديد…. !
خلال هذه الزيارة ، تفقد الوزير مشروع تأهيل واحة ايت منصور ، و دشن مقطعا طرقيا بدوار آييغد بجماعة تاسريرت.؛
والمثير للإنتباه أن هذه الزيارة تميزت بطابع انتقائي صارخ ، فرغم ان الكل على علم بالوضعية الكارثية لدائرة تافراوت والجماعات التابعة لها ، وأساسا على المستويين الصحي والطرقي ، لوحظ مع ذلك أن برنامج الزيارة اقتصر فقط على بعض المشاريع ، المنزلة فوقيا وذات الطابع السياحي والتي لا تندرج ، في نظرنا، ضمن الأوليات، وصاحبه تدشين مقطع طرقي عادي جدا لم يكن يستدعي كل هذا التطبيل والبهرجة واستنفار كل هذا الكم من الآليات والشخصيات… ،
وإذا كنا ، من حيث المبدأ ، لا نعارض هذه المشاريع او نشكك في أهميتها، فإننا نرى أنها لا ترقى من حيث الأولوية ، في زيارة من هذا القبيل ، الى حجم المشاريع الحيوية والتي ظلت لمدة طويلة متعثرة وتتعرض إلى البلوكاج المستمر رغم الآمال المعلقة عليها من طرف الساكنة ….؛
فكيف تجاهل السيد الوزير والوفد المرافق له والجيش العرمرم من المستشارين في الإقليم والدائرة والجماعات الوضع الماساوي للمركز الصحي بتافراوت..؟… أم أن السيد الوزير ليس على علم بما عرفه هذا المستوصف من مآسي ووفيات نتيجة الاهمال وغياب التجهيزات وانعدام ظروف المواكبة الجدية للحالات المستعجلة…؟
وكيف غاب عن بال مبرمجي الزيارة المشروع الطرقي 1929 المدرج ضمن الاتفاقية المبرمة بين المجلس الاقليمي لتزنيت ومديرية التجهيز والذي عمر طويلا وكثر حوله القيل والقال و تعرض أخيرا لبلوكاج متعمد أضر كثيرا بالمصالح الحيوية لساكنة تاسريرت …؟
ولماذا تحاشى السيد الوزير ومرافقوه تفقد والتساؤل عن مصير المقطع الطرقي الهام أيخف ايفولو- تافروت عبر تاسريرت الذي يعد شريانا حيويا يربط بين أربع عمالات ، والذي عرف بدوره التماطل والتسويف وأخيرا الإقبار لأسباب تثير العديد من علامات استفهام…؟؟؟. ..
قد يقول البعض ، في تجاهل تام للتضامن الحكومي ،أن هذه الأمور ليست من اختصاص السيد الوزير ، رغم أنه من ابناء المنطقة…!؟..
لا علينا…فلنعد لمجال اختصاصه…
?فهل اطلع الوزير على مآل بعض مشاريع التشجير المندرجة ضمن مخطط المغرب الاخضر ، في بعض الجهات من دائرة تافراوت ، والتي تعرضت للتلف بحكم هيمنة التسرع والتطبيل الدعائي وانعدام الدراسة المتأنية ؛ وهل هو على بينة من إقصاء جماعات من هذه المشاريع، رغم علاتها، بحكم طغيان الزبونية والمحسوبية وانعدام العدالة المجالية.؟..
مشروع آخر كان من الازم أن يحظى باهتمام السيد الوزير ، ويتعلق الامر بحفر آبار بمنطقة تيغراسن وما يمكن أن يمثله من تهديد للفرشة المائية بتاسريرت و آفلا إغير ،…
فهناك جهل تام بمدى متابعة المصالح الخارجية لوزارة الفلاحة والمياه لموضوع الأمن المائي لساكنة تاسريرت وعلاقتها بالمكتب الوطني للماء ووكالة الحوض المائي …؟!
هناك أيضا المشروع اللغز المحير ، برنامج آداداس الفلاحي الذي رصدت له ميزانية ضخمة وتعرض بدوره لفشل ذريع ؛ إذ وبعد تسييج اراضي الساكنة و الكثير من اللغط والوعود المعسولة ، تبخر كل شيئ وأصبحنا امام الواقع المر ، خلاء وقفار …لا محمية رعوية ، لا أشجار علفية ولا فتح مسالك طرقية ولا تعاونية ….؟!.
كل هذه القضايا تعرضت لتجاهل غريب ومثير للتساؤل خلال الزيارة الاخيرة للسيد الوزير..؟!
نعلم أن قضية التنمية واحدة لا تتجزأ ، ولكن تبقى الحاجيات الأولية للمواطن هي المقياس في كل مقاربة تنموية تستهدف تحقيق النهضة المنشودة بالمنطقة ، وهذا المسار هو ما نعتقد أن الزيارة زاغت عنه كثيرا…!
عبدالقادر اوتلات
عذراً التعليقات مغلقة