احتفلت مدرسة المختار السوسي بمدينة تيزنيت سيرا على عادتها بالأسبوع الوطني للتعاون المدرسي، من خلال مجموعة من الأنشطة الفنية، والرياضية، والثقافية، والتربوية المتنوعة، من حيث الأهداف والمحتوى، تجسيدا لوعي أطرها الإدارية والتربوية بمسؤوليتهم التربوية، و دور المدرسة في نشر التوعية و التحسيس وترسيخ منظومة القيم المسطرة بالمنهاج الدراسي، خصوصا قيم التعاون وحب الوطن بين المتعلمين الصغار و من خلالهم داخل أسرهم و داخل المجتمع.
وركزت الأطر التربوية والإدارية أهتمامها على مناسبتين وطنيتين كبيرتين، سبق الاحتفاء بها تزامنا مع توقيتها، ويتعلق الأمر بكل من ذكرى عيد الاستقلال، وذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، تخليدا واحتفاء بالدور التاريخي الذي لعبته مبادرة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، التي أرجعت الى حاظرة المغرب صحراءه المجيدة . وكان هدف الأطر العاملة بالمؤسسة بتعاون وشراكة مع جمعية المحبة لرعاية المرأة والطفل على النشاطين الوطنيين، لتجسيد روح التربية على المواطنة عند الأجيال الصاعدة، وجعلها في قلب هذا الحدث التاريخي تجديدا للوعي بتشبث جميع المغاربة عبر الأجيال بوحدة التراب الوطني.
وافتتح اليوم الأول بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، متبوعة بأداء النشيد الوطني بشكل جماعي، متبوعا بقسم المسيرة الخضراء. فيما ألقى مدير المؤسسة ذ. محمد أقسام كلمة دقيقة ومعبرة ذكر فيها بأهمية الأسبوع الوطني للتعاون المدرسي، والأدوار المحورية التي تقوم بها الأطر التربوية في ترسيخ قيم التعاون، والتضامن، وترسيخ قيم المواطنة مركزا على أهمية الاحفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد العرش ومختلف المناسبات الوطنية التي تشكل وعي المجتمع المغربي، في سياق تفعيل الحياة المدرسة، وشكر من خلالها الأطر التربوية والإدارية وأطر “جمعية المحبة لرعاية المرأة والطفل” التي ساهمت بشكل ناجع في إضفاء لمسة خاصة على هذه النسخة، من خلال المساهمة بالعديد من الجوائز القيمة، بالإضافة لتنشيط العديد من الفقرات والأنشطة المبرمجة طيلة الأسبوع الوطني للتعاون المدرسي.
وقد عرفت صبيحة اليوم الأول تنظيم مسابقة في الرسم اختفاء بمناسبة المسيرة الخضراء وعيد العرش، تكللت بفوز ثلاث تلاميذ بالرتب الأولى، فيما تم عرض انجازات المتعلمين في معرض للرسم أثار إعجاب الزائرين للمؤسسة، من أمهات وآباء. فيما استمتع المتعلمون بأداء أناشيد وطنية عبروا فيها عن حبهم للوطن. كما شملت أنشطة التعاون المدرسي سباقا في نسختين(سباق خاص بالإنات وآخر للذكور) عرف منافسة شديدة بين المتعلمات من جهة، والمتعلمين في جو طبعه التنافس، والتعاون في جو طبعته الروح الرياضية بين المتنافسين، أطره كل من ذ عبد الهادي الفارسي ورئيس جمعية الجمعية الشريكة وأطرها. فيما أطر ورشة للأوريكامي كل من ذ فوزي بوغروم، و ذة حنان ازغايدي والتي تكللت بابداع وتفوق التلميذة “أسيل صايو” بالمستوى الثالت، وقد أبهرت الحاضرين أبداعات المتعلمات والمتعلمين، مما أنتجوه من مجسمات مستلهمة من البرنامج الدراسي للمستويات الدراسية 6،5،4،3،2،1 بتأطير من مفتش تربوي.
كما تم تنظيم حملة بيئية، وأنشطة في البستنة، تم من خلالها غرس الشتلات، وتشديب الأشجار، والاعتناء بجمالية فضاءات المؤسسة، من خلالها تقمص السلوكات الجيدة، والتحسيس بأهمية تجنب السيئة منها، متبوعة بمسرحيات و تمثيليات مبسطة توافقا مع السير المنهجي للمقررات الدراسية. فيما برمجت الأطر العاملة بالمؤسسة عروض متلفزة وأنشطة، منها عرض متلفزا للتحسيس بالسلامة الطرقية، والتعرف على اشارات المرور، خلق حوار هادفا، تناول الوقاية و السلامة الطرقية مع طرح أسئلة سبق إعدادها حول ضحايا حوادث السير في اطار ندوة مصغرة نظمها التلاميذ بتأطير من الاساتذة.
فيما عرفت الفترة المسائية تنظيم حملة للعناية بجمالية المؤسسة، شملت أنشطة للرسم والصباغة، بالإضافة لأنشطة رياضية، منها سباق محلي، ومبارتين نهائيتين في كرة القدم تحت إشراف الإطر العالية الكفاءة ذ مبارك أصواب، و ذ. حليم، وذ عروب، تخللتها أنشطة ترفيهية ومسابقات ثقافية من تنظيم الأطر التربوية المشتغلة بالمؤسسة والجمعية الشريكة.
وفي تصريح للصحافة أكد الأستاذ عمر أوزكان، أن المحطة كانت مناسبة لصقل المواهب والإبداع وتفجير الطاقات، كما أنها فرصة لإضافة لمسة وجمالية للمؤسسة، ومحطة لإرساء قيم التآزر والتعاون والتضامن والعمل المشترك بين الأطر والمتعلمين والشركاء من أجل جادبية المؤسسة التعليمية، وتفعيلا لأدوارها المحورية في تجسيد قيم المواطنة الحقة وترسيخها في سلوك ونفوس المتعلمين، في غياب تام لأي تحفيز، اللهم الإزدواجية في معايير المديرية الإقليمية، وتغييبها وإقصائها للفرع الإقليمي لجمعية أمهات وآباء التلاميذ بتيزنيت الرائدة في أدائها وشراكاتها التي يضرب بها المثل وطنيا خصوصا في فترة تدبير الخبير مبارك العياشي.
فيما أكدت ذة. حنان ازغيدي للصحافة أنه لا يمكن إغفال الأثر الإيجابي لهذه التظاهرة التربوية على نفسية الناشئة وما لها من أدوار فعالة في الكشف عن مواهبهم وصقلها، وتفجير ابداعاتهم وقدراتهم الكامنة، وإذكاء روح التعاون لديهم، على اعتبار أن المؤسسة فضاء جذاب ومحفّز للتربية والتعلم، وللنجاح والتفوق، داعية الجميع إلى إدماء التمسك بالأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية، والمبادئ النبيلة، التي تحاول أنشطة التعاون المدرسي غرسها في نفوسهم حتى تجعل منهم – إنشاء الله – مواطنين صالحين لمجتمعهم ولوطنهم، مستنكرة ما يلحق الكثير من المؤسسات من تمييز وازدواجية معايير أصبحت تدكي التخلف والرداءة والمكيجة، وتقتل الإبداع بعدما اقبرت تكافئ الفرص.
وجدير بالذكر أن الأنشطة المنجزة طيلة أسبوع التعاون المدرسي بكل من مدرسة المختار السوسي، ومدرسة لالة مريم، ومدرسة الحسن الأول، ومدرسة اليعقوبي، ومدرسة المستقبل، ومدرسة 18نونبر، ومدرسة ابن بطوطة، وم.م التقدم، و م.ج أنزي، وم.ج تارسواط، و م.ج لالة أسماء بتيغمي، كانت جد متميزة ونالت إعجاب التلاميذ، والآباء، والشركاء، الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة وغبطتهم بما قدم لفلذات أكبادهم، في جو طبعه التآزر والتعاون، والتضامن، فيما تم تسجيل الغياب التام والمثير للكثير من الجدل لأية لجنة مديرية، على غرار بعض الأنشطة البسيطة التي يحضرها المدير الإقليمي المهدي الرحيوي وفريقه من المصورين لمكيجة المشهد التدبيري الكئيب للمديرية.
وفي سياق متصل سجل المتتبعون والمختصون تواري المدير الإقليمي عن الأنظار بعد إقصائه من محطة الانتقاء الأولي للتباري على منصب مدير أكاديمية سوس ماسة والعيون والداخلة الشاغرة، إسوة بباقي المدراء الإقليمييين بجهة سوس ماسة، ورئيس قسم الموارد البشرية بالأكاديمية حيث تم حرمانهم من اجتياز المقابلة الشفوية لتقلد منصب مدير أكاديمية، على خلفية فشلهم الدريع في التدبير، وما تعيشه من مآس أتت على الأخضر واليابس، ما أثار غضب الوزير شكيب بن موسى، الذي يرى أنهم غير صالحين ولا يستوفون الشروط المطلوبة في الفريق الذي يعتزم أن ينزل به الإصلاحات المقررة وخارطة الطريق.
وجدير بالذكر أن دور الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي التي يدبرها لوبي حزبي، بمنطق سياسي بعيد كل البعد عن الهم التربوي، اقتصر على مسابقة بسيطة لا ترقى لطموحات ومستوى اشتغال الأطر التربوية والإدارية بباقي المؤسسات المقصية، على الرغم من إقحام أحد المفتش التربوبيين في أنشطتها، أكدت مصادر متطابقة أن حضوره كان بصفته عضوا بالفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي، وغير راض عن ميكانيزمات تدبيرها، لا بصفته ممثلا لهيئة التأطير والمراقبة التربوية كما يحاول البعض الترويج له، فيما أثير الكثير حول مالية الفرع الإقليمي لدات الجمعية، ويطرح بشأنها المتتبعون والمختصون والأطر العاملة بالإقليم أسئلة حارقة في ظل تدبيرها بمنطق سياسي فاشل بعيد كل البعد عن الشأن التربوي، من قبل رئيس المجلس الإقليمي وبعضا من أتباعه السياسيين بتيزنيت.
عذراً التعليقات مغلقة