محمد بوسعيد
الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ،محطة سنوية دورية هامة ،يتم فيها تكريم المرأة ،اعتبارا لأدوارها و أدائها وفعالياتها .غير إن اجترار نفس العبارات، و نفس الوصفات الكلامية كلما حلت هذه المناسبة ،يبقى أمرا غير مقبول .إن الأمر يتطلب من الجميع الانخراط الفعلي لتقديم أفعال و ليس أقوال فقط ،لكون المرأة هي الأم،الأخت ا،الزوجة ،الابنة ،إنها كل ذلك وأكثر ،هي الفاعلة الجمعوية والقيادية و المناضلة الحقوقية والسياسية وهلم جرا،إنها إذن صانعة المجتمعات و بانيتها.الاحتفال وفق هذا المنظور ، يقتضي وقفة تأمل وتقييم ،لما تم إنجازه لحدود اليوم،بهدف تثبيت الحقوق ،وتعزيز المكتسبات ،التي تم تحصيلها حتى الآن . إن المرأة تستحق التكريم والتقدير و الاعتراف .
وفي هذا الباب ،نظمت جمعية امان الثقافية للتنمية والبيئة والصحة والاعمال الاجتماعية يوم الاحد 19 مارس الحاري بقاعة ابراهيم الراضي باكادير ،حفلا تكريميا للنساء الرائدات في ميادين مختلفة بجهة سوس ماسة ،ويتعلق الأمر بكل من :
رشيدة بوهيا ابنة مدينة انزكان
أستاذة اللغة الانجليزية ومؤطرة تربوية بالمركز الجهوي للتربية والتكوبن همها الأساسي هو تكوين مواطن نافع ومنتج ومسؤول ذو قيم المواطنة وفاعلة جمعوية بمدينة انزكان ظهرت على يدها العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية خصوصا تفقدها المستمر للمدارس العثيقة بسوس .فضلا على أنها انيطت لها مهمة نائبة رئيس المجلس الجماعي بانزكان مكلفة بالميزانية والاقتصاد ،كان لها الفضل الكبير في إنجاح حفل ايض يناير الماضي كمشرفة عامة والذي أبهر الجميع بتنظيمه المحكم ونجاحه المتميز .إلى جانب أنها وضعت استراتجية هامة رفقة طاقمها مما أفضى إلى ضخ ميزانية هامة في لأول مرة في تاريخ خزينة جماعة انزكان.
دليلة الشعيبي التي كان لها ضلوعا، في الرقي بالقطاع السياحي بأكادير ،وبعد أن تلقت تكوينا أكاديميا في قطاع السياحة ،بالولايات المتحدة الأمريكية ،انخرطت في استرجاع بريق السياحة بمدينة الانبعاث ،وتأتى لها ذلك ،في الوحدات الفندقية التي أشرفت عليها ،نتيجة لوقوفها على تقديم جودة الخدمات ،والعروض الملائمة قصد إرضاء الزبناء.فبانت عن أهليتها وكفاءة ،غايتها النهوض بالسياحة وطنيا ،فسطع نجمها في العديد من المحافل الوطنية و الدولية .
مريم أكشار التي عرفت بنشاطها السياسي و الجمعوي والاجتماعي ،حيث انخرطت في تأسيس مجموعة من الجمعيات ،واضعة نصب عينها خدمة القضايا الاجتماعية والتضامنية ،بجهة سوس ماسة وخاصة المناطق ،التي تعيش العوز و والفقر .وقد مكنها تكوينها السياسي ، وعملها الميداني ،من مراكمة تجربة هامة في العمل الاجتماعي .فعملها الشخصي وكرئيسة لحنة التكوين والتعاون اللامركزي بجهة سوس ماسة ، لم ينس مريم أكشار العمل الجمعوي و النضال الميداني اليومي ،مع مختلف شرائح المجتمع ذات الاهتمامات المختلفة.حيث يمكن اعتبارها “امرأة الميدان “بامتياز ،تحسن الإنصات و التتبع واتخاذ المبادرة ،في الوقت و المكان المناسبين.
الإعلامية حادة العويج :صحفية بمحطة الاذاعة الجهوية باكادير لما يربو عن 40 سنة ،ساهمت في التعريف بالإمكانيات العديدة التي تزخر بها جهة سوس ماسة ،حيث عن نفضت الغبار عن العديد من الملفات.
الدكتورة لمياء بنجلون ،أستاذة بكلية متعددة الاختصاصات بتارودانت ،التابعة لجامعة ابن زهر باكادير ، حاصلة على الدكتوراه بجامعة نانسي الفرنسية كرست جهدها العقلي والفكري ،في سبيل تطوير الميدان الجامعي ،حيث ظهرت على يدها العديد من البحوث والندوات الوطنية والدولية ،سبيلها في ذلك تحقيق بحث علمي ذا جودة متميزة .إننا عندما نقبنا في رصيد الأستاذة بنجلون ،وجدنا صعوبة في تحديد إرثها و رصيدها ،في مجال البحث العلمي ،فمنذ التحاقها بكلية متعددة التخصصات بتارودانت ،سطع نجم هاته المؤسسة ،فكانت قبلة للعديد من الأنشطة ،حيث بدلت مجهودات كبيرة وعطاء ،على مستوى البحث العلمي و التكوين المستمر، وسهرت على تنظيم الحملة التحسيسية حول داء فقدان المناعة ،ا والتي تعتبر عرس صحي لإخراج هذا المرض ،من خانة الطابوهات ،بإشراك المؤسسات وجمعيات المجتمع المدني ،قصد تمرير ثقافة التضامن و العمل التطوعي الإنساني ،وإدماج الساكنة في التنمية المستدامة ،للنهوض بمدينة تارودانت وجعلها قبلة للسياحية الثقافية .فضلا عن انخراطها في تنظيم حفل السنة الامازيغية (اض يناير )؛وهو الأول من نوعه بمدينة تارودانت ،إلى جانب انخراطها في إخراج إلى الوجود
مهرجان فنون الشعر العربي ،المنظم من قبل منتدى فنون للثقافة والإبداع ،التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بأكادير.
دليلة الشعيبي : الخبيرة في الميدان السياحي كرست جهدها العقلي والفكري في سبيل تطوير و انتعاش السياحة بالمغرب عامة ،بعد حصولها على دبلوم في التجارة الدولية بأحد المعاهد العليا بالدار البيضاء لمدة ثلاث سنوات من الدراسة ،أهلها لاستكمال دراستها الأكاديمية بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1998 .
فمنذ توليها على رأس التسويق التجاري للوحدة الفندقية “سوفيتيل “،سطع نجم هاته المؤسسة في العديد من المحافل الدولية ،ونالت عدة شواهد الجودة ،فكانت قبلة للعديد من السياح من مختلف بقع العالم .حيث استطاعت خلق فريق متجانس ،فظهرت على يدها العديد من الأنشطة واستقطاب سياحة الأعمال ،سبيلها تحقيق التنمية السياحية ،ذات جودة متميزة . وكذلك ابان توليها نائبة مدير عام لالباتروس بتغازوت ،الأمر الذي جعل مجلة ” شالنج ” يختارها ضمن 50 امرأة الرائدات بالمغرب .كما مثلت المغرب في هذا الأسبوع بالصالون الدولي ببرلين بالمانيا نهاية الاسبوع الجاري .
أسماء اوبو بصمت على مسار موفق ،فاستطاعت من خلاله ،أن ترسم خطة عمل لأجل المساهمة في التنمية السياحية باكادير ،إبان توليها مديرة المجلس الجهوي للسياحة لسوس ماسة ،ساعدها في ذلك ،التجربة الذي راكمتها قبل ولوجها ذات المجلس ،كمسيرة لمشاريع الوكالة الامريكية للتنمية في الميدان المالي والاداري ،بكل من أكادير ،مراكش والرباط ،ومسؤولة عن تنظيم سفريات دراسية وطنية ودولية ،فهي من سليلة الاسرة العلمية لجشتيمية ،حاصلة على الدبلوم العالي في تسيير الإدارة والمشاريع ،وتقلدت منصب مديرة إدارة مشاريع المجلس الجهوي للسياحة بأكادير ،حيث عملت بإصرار و نكران الذات سبيلها في ذلك ،النهوض بالقطاع السياحي.
المهندسة سارة يوسوفي ، المكلفة بقسم العمليات بمؤسسة ألزا للنقل الحضري باكادير ، تبوأت هذه المكانة بعد تخرجها من المدرسة الحسنية للإشغال العمومية ،فاستطاعت إن تندمج بسرعة مع فريق العمل ، بحسن خلقها وتواضعها ، ساعدها في ذلك تكوينها العلمي و الأكاديمي ، نجم عنه تفوقها في تنظيم السير العادي للحافلات ، والبالغ عددها 201 حافلة ، تربط بين 330 خط ،يقودها 450 سائقا ،إلى جانب 30 مراقب و10 تقنيين الخدمة يشرفون على السلامة وتطبيق تعليمات المؤسسة,وهو ميدان كان الى وقت قريب حكرا للرجال فقط.
هؤلاء تم تكريمهم إلى جنب الأكاديمية ضحى الوردي والفنانة سعدية اباعقيل التي اشتغلت في العديد من الأفلام الامازيغية ،والفاعلة الجمعوية فاطمة الكراوي وفتيحة بوعدي .ويجدر إنصاف هذه الطاقات النسائية ،نتيجة لما يقمن به من أدوار طلائعية وحصورهن الدائم في الحياة العامة بجهة سوس ماسة.
عذراً التعليقات مغلقة