قال زعيم حزب “فرنسا الأبية” المعارض في حوار مع قناة “إل سي إي” الفرنسية، مساء الأحد، إنه سيأتي إلى المغرب كمواطن فرنسي، ليقول أشياء تجمع ولا تفرق، حسب قوله.
ومن المرتقب أن يزور الزعيم اليساري الفرنسي المعارض المغرب ابتداء من يوم الأربعاء، يبدأ زيارته من مراكش وتشمل كلا من الدار البيضاء والرباط ومدينة طنجة التي رأى فيها النور قبل 92 سنة.
وردا على سؤال حول الهدف من وراء زيارته للمغرب في الوقت الذي تمر فيه العلاقات الفرنسية المغربية بأزمة حادة، قال منلشون “الآن أنا، أقوم بدوري كفرنسي لأقول لكل تلك الدول ولشعوبها بأن فرنسا ليست هي ماكرون فقط، وبأن علاقتنا ليست علاقة هيمنة عليكم، ففي كتابي أقول بأن علينا كفرنسيين أن نتخلى عن إرادة الهيمنة. لماذا نريد أن نكون مهيمنين؟ أليس من أجل أن نكون أحرارا ومستقلين، فعلينا أن نفهم بأن الآخرين هم أيضا يردون أن يكونوا أحرارا ومستقلين”.
وكشف الزعيم اليساري الفرنسي أنه سبق له أن حذر رؤساء حكومات فرنسية من المسار السيئ الذي تتجه له العلاقات المغربية الفرنسية قائلا “منذ فترة وأنا لا أريد التعليق، مكتفيا بالتنبيه والتحذير، وهذا فعلا ما قمت به عندما نبهت وزير أول واحد على الأقل قائلا له إن الأمور ستنقلب عليكم في كذا وكذا بلد”.
وأضاف ملنشون “علاقات الهيمنة موجودة، وعلينا أن نرى ما يمكن فعله ، تحدثت في كتابي عن التجانس، اللغة الفرنسية هي فضاء للتجانس، فنحن كشعب فرنسي صغير مكون من 67 أو 68 مليون نسمة يتناقص ديموغرافيا، فإن قوة الدفع التي تعطيها لنا إفريقيا مهمة في مجالات عدة في الطب والعلوم و.. لذلك، علينا أن نخلق فرصا لنجد قضايا مشتركة مع الدول الفرنكفونية. يمكننا، مثلا، أن نخلق جامعة للبحر، أو جامعة للفضاء. إفريقيا تم نهبها في القرن التاسع عشر بسبب العبودية، وفي القرن العشرين بسبب الاستعمار، لذلك لماذا لا تكون لنا رؤية جماعية في القرن الواحد والعشرين للعلوم والفضاء؟”.
وزاد ملنشون “كيف يمكن أن نفسر بأن فرنسا في ظرف 6 سنوات تخاصمت مع الجميع، ربما ثمة مشكل سياسي، وهناك مشاكل مرتبطة بالشخص، وبطريقة تصرف السيد ماكرون الذي يتهكم على رؤساء دول افريقية، فهذا الأسلوب المتعجرف للتعامل مع الآخرين غير مقبول”.
وفي نفس السياق، مضى ملنشون قائلا “لننس كل هذا، ونتساءل ما الذي يمكننا فعله لإقناع الآخرين بأننا خرجنا من عقلية الاستعمار الجديد، وبأن وجودنا في إفريقيا ليس فقط من أجل مساعدة الشركات الفرنسية الكبيرة لاستقرار فيها ، يمكن فعل ذلك من خلال خلق قضايا مشتركة سلمية، علينا البحث عن شركاء آخرين في العالم، وهؤلاء موجودين علينا فقط أن نلتفت إليهم، وخاصة في العالم في طور النهوض، العالم الآتي والذي لا يطلب سوى العيش بعيدا عن علاقات الهيمنة وعلاقات القوة والعنف، فهذه أساليب القرن التاسع عشر والعشرين، ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين!”.
عذراً التعليقات مغلقة