بعد تدوينات سابقة عن احتفالية تيفلوين لم يتردد فيها عمر حلي في اعلان دعمه لتظاهرة تيفلوين التي يراهن عبد الله غازي رئيس جماعة تيزنيت على حشد اكبر عدد ممكن من المناصرين لها ، كتب اليوم عمر حلي تدوينة اعتبر فيها التنافس بين المدن لم يعد تقليديا، بل أصبح يستلزم استخدام ذكاء مجالي وثقافي مغاير، بعيد عن التقوقع التقليدي، وبعيد عن البكائيات وجلد الذات. بالطبع، يقتضي الأمر وجود نخب قادرة على جر القاطرة، وقادة لهم قدرة على الابتكار، وإعلام قوي، وصناعة ثقافية مهيكلَة على حد قوله في التدوينة..
هذه التدوينة يبدو أن فعاليات محلية بتيزنيت فهمت منها أنها رسائل مباشرة إليها، حيث لم يتردد الفاعل المدني سعيد رحيم في الرد بتدوينة، قائلا ” الذكاء المجالي تصنعه نخب نزيهة وديمقراطية..والصناعة الثقافية بدون تنمية ديمقراطية وعدالة مجالية مجرد ملاحم سراب.” . و منذ الاستعدادات لنسخة تيفلوين لهذه السنة سارع عمر حلي إلى وصف التظاهرة بالمبدعة و هو يكتب ” ليس الإبداع خروجا عن المألوف فحسب، بل الإبداع استنبات للأفكار وإعادة ترتيبها وفق منطق مغاير. في هذه التجربة التي نراها في الصورة. هناك تخلص من “الضالو” الذي لوث تجاربنا وفضاءاتنا وتظاهراتنا، وزاد في توسيع المسافة بين العين والمألوف. بالطبع لا أقصد المألوف باعتباره اجترارا لرؤية تراثية ارتكاسية، بل باعتباره وشما يجب أن يتجدد مع الحاضر، ويستشرف بعض استيهامات الآتي.
وضع خيام بهذه الطريقة، يجعل أهل البلد يسترجعون صور أسواقهم التي كانت تلتئم على هذه الشاكلة. والجميل في الاختيار أن فيه تصالحا مع الذاكرة، وتأكيدا لقيمتها المادية والرمزية.
والشيء بالشيء يذكر، ما زالت العديد من أسواق البوادي تستخدم هذه الخيام. وما زال الكثير من الحرفيين يعتبرونها الأنسب لعملهم (الحلاّق والحدّاد والعطّار …) ” . و في مقاربة هذا الثناء و التشجيع بما عبرت به بعض الأصوات التيزنيتية المنتقدة لهذا الاحتفال الذي وصفته بالعبث و تبدير المالية العمومية لمدينة تعاني الخصاص في كل المجالات , كما وصف البعض الآخر التظاهرة بالغربال الذي يحاول المجلس الجماعي أن يحجب بواسطته ضعف حصيلته و الواقع المزري للمدينة الذي يخبره و يجتمع الجميع عن تأزمه يوم بعد يوم وخاصة مع تزامن تيفلوين بانطلاق استعمال الطريق السريع تيزنيت الداخلة و الذي يعتبر آخر مسمار في نعش المدينة. و في تعليق أحد المدونين عن تغريدة حلي ذكر من خلالها صاحبها الدكتور بمآل مسرحية قرية المعرفة التي كان ممثلا بارعا في فصولها , ذاك المشروع الوهمي المسوق سياسيا بحملة حزب الأحرار الذي ينتمي حلي إلى هياكله . في حين علق المعارض بمجلس جماعة تيزنيت نوح أعراب بمقولة كارل ماركس “الرأسمالية ستجعل كل الأشياء سلع … (الأمازيغية، ايض إيناير)، الدين، الفن، و الأدب وستسلبها قداستها…” و كتب نفس العضو في تدوينة أخرى ” تيزنيت تنتقل من الاحتفالات الشعبية بايض ايناير الى الاسترزاق بالاحتفالات من أجل تبدير المال العام و اخفاء الفشل في التدبير، هذا الانتقال كذلك يتجلى من خلال احتراف مدبري الشأن العام لمهنة تتريتورت بدل التنمية المحلية المُستدامة للمدينة… و ايض ايناير بريئ منهم؟ . كما عبر الاعلامي التيزنيتي عبد الله بن عيسى عن استياء ساكنة المدينة القديمة جراء الصخب و الإزعاج الليلي و عسر الولوج إلى مساكنها بعد الاغلاق الكلي لمداخل الأحياء بشكل انفرادي من طرف المجلس الجماعي و يسائل بن عيسى عامل الإقليم عن انعقاد اجتماع أمني لمناقشة هذا القرار . و بين مؤيد و منتقد للتظاهرة و حجمها يبقى السؤال العريض عن جدوى احتفالية تيفلوين و آثارها عن الدينامية الاقتصادية و الاجتماعية للمدينة و ساكنتها…وماذا بعد تيفلوين ؟
عذراً التعليقات مغلقة