يتواصل بالمغرب تنظيم المهرجان الأضخم والأكثر إثارة للجدل وبقلب المغرب النافع بالعاصمة الإدارية الرباط.. أصوات عديدة رفعت منذ سنوات تتوجه بأصابع الاتهام لهذا المهرجان الذي أسال ولا يزال يسيل الكثير المداد.. فالعديد من المواطنين يطالبون بعدم إهدار المال العام أو على الأقل الحرص على الأموال الطائلة التي تدفع ل”فنانين” لقاء دقائق أو سويعات من “العمل” فوق خشبات منصات المهرجان العتيد التي تنتهك فيها قيم وثوابت الأمة المغربية في مساس صريح بالحياء العام و”على عينك يا تاجر” بل يا مواطن..
ويتواصل عرض الدعاية للمهرجان وعلى رأسها تردد العبارة الرهيبة “تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس” ليتم طرح العديد من التساؤلات.. هل يرضي ها “صاحب الجلالة؟” وهل هو فعلا يدعمه؟.. طبعا “أمير المؤمنين” بمنآى عن تراهات كهذه.. لكن، لماذا يتم الزج باسمه وصفته وجعلها على رأس مهرجان مثير للجدل..كهذا؟
يجيب القيمون على المهرجان، أن المهرجان له محتضنون وداعمون ومستشهرون هم الذين يدفعون وأنه لا علاقة للمال العام بالمهرجان.. نطرح نحن سؤالا بسيطا .. ألا تستفيد الجهة المنظمة “مغرب الثقافات” من دعم وزارة الثقافة؟ ألا تستفيد من دعم المجلس الجماعي؟ والمجالس الإقليمية وو.. أم أن الأموال التي تأتي من هاته المؤسسات من المال العام لجيبوتي أو موزمبيق مع احترامنا للبلدين؟..
من له المصلحة في تقوية نفوذه من خلال نسبة المهرجان لأعلى سلطة في البلاد؟ وهو يعلم تمام العلم اللقب الأول والصفة الأولى لملك المغرب “أمير المؤمنين” في مهرجان يضرب بالقيم الأخلاقية المشكلة لأساس الحضارة الإنسانية عرض الحائط بداعي الفن؟؟… لا أيها السادة الفن الذي نعرفه ويعرفه كبار عقلاء العالم الذي ألفوا المصنفات في الإستيتيقا (علم الجمال) لا يعني إشاعة العري والضرب في القيم المجتمعية وإشاعة ثقافة الإباحية..
من له مصلحة في المساس بصورة الملك في المغرب؟ حتى يتم إظهاره كراع لسفاهات وسفور وعري علاقة لأواصر مجتمعنا العريق بها؟.. بل من الذي صادق على وضع تلك الجملة على رأس الملصقات الإعلانية للمهرجان؟ وأمد المنظمين بالدعم باسم الملك؟؟
عاش الواقع العربي رجة رهيبة تلك التي نعتت بالربيع العربي وفي المغرب حينما خرج ناشطون إلى الشوارع من حركة 20 فبراير وغيرها.. كان من أبرز ما رفعوه شعارات تطالب بمحاربة الفساد ورفعوا خلالها لافتات ونادوا بإيقاف المهزلة المسماة موازين.. تلك التي يبدو أنها كشفت أن الكثير من القيمين على هذه المهزلة، أنهم فعلا فقدوا الموازين.. وبدل أن يزنوا الأمور بميزان الحضارة على اعتبار أن الحدث ثقافي بالأساس فهو “مهرجان”.. سعوا إلى وزنها بالمال وتحجيمها بأكثر أنواع المغالطة قوة من حيث البرهان .. يقولون المهرجان يحقق نسبة عالية من الزوار والجمهور والمشاهدين.. نقول ومتى كانت المقاييس الكمية قادرة على تقييم ما هو كيفي؟؟.. طبعا لن يستطيع أو يعي أهمية الجواب على هذا السؤال أولائك الذين لا هم لهم سوى جني الأرباح المادية ولو على حساب ثقافة وقيم وعراقة المجتمع..المفارقة العجيبة أنهم يسمون أنفسهم “مغرب الثقافات” .. نستسمح.. هذه حماقات وليست ثقافات.. فأي احترام لثقافة المجتمع تلك التي تجعل المواطن حتى لو قاطع هذا المهرجان يشاهده في قلب داره ويشاهد مشاهد الفحش والعري وطبعا الوسيلة هي القنوات “الوطنية” ياحصرة!!.. فمن لم يرض لأبنائه أن يشاهدوا الصفاقة تتكفل بها M2 وتجلبها له في إلى داخل الدار..
إن محاسبة حقيقة بات لازمة .. ومساءلة لمن يقومون على هذه المهزلة باتت ملحة ومن أعلى الجهات.. حتى لا يقال بأن “أمير المؤمنين” -حاشاه- راض وداعم لما يجري على منصات “موازين”.. السلام عليم
عذراً التعليقات مغلقة