“الديمقراطية ليست قميصا ترتديه الدولة بين عشية و ضحاها ” ,حقيقة قالها الراحل الحسن الثاني في ثمانينيات القرن الماضي في ندوة لأحد الصحفيين الناطقين بالفرنسية ,وهاهي تتأكد اليوم بما تمخض عن الانتقال الفجائي من عقود من دكتاتورية الحزب الوحيد في مصر وسوريا وليبيا ,الى ألديمقراطية دون المرور بمرحلة التعددية وممارسة الحريات العامة في إطار القانون والمسؤولية الوطنية والقبول بالرأي الآخر,وبناء القوانين والمؤسسات المحلية و الجهوية التي ستقوم عليها هذه الديمقراطية .إن ما قاله الملك الراحل الحسن الثاني قبل ثلاثة عقود حين أكد في نفس السياق على أن الديمقراطية الى جانب كونها مؤسسات وقوانين, هي سلوك يكتسب من ممارسة الديمقراطية المحلية التي أعتبرها المدرسة الأولى للديمقراطية, تتأكد صحته اليوم بما نتتبعه بشكل يومي في مصر من خطابات تحريضية اقصائية غير متقبلة للآخر ,بل منها الموقدة للفتنة نتيجة هدا الانتقال الفجائي ,و بما لم نعد نطيق مشاهدته عبر الفضائيات في سوريا والعراق من صور القتل والدمار اليومي بأسلحة العرب والعجم و الروس والفرس,ومن خلال أكبر الفتن في تاريخ البشرية التي قد يستعصي إخمادها بعد أن اتخذت سرا طابع العالمية.إن أكبر ذنب ارتكبه رؤساء الأنظمة المتساقطة جراء ثورات الربيع العربي في حق شعوبهم ودولهم وأسال دم هده الفتنة التي لازالت أجوائها لا تؤشر عن توقف نزيفه ,هو تماديهم بعد عقود من حالة اللاسلم و اللاحرب في استعمال ذريعة العدو والخطر الصهيوني لتبرير حالة الإستتناء و عدم التأسيس للحريات العامة والتعددية الحزبية ولخلق جو من الانفراج والتسامح السياسي وقبول الرأي الآخر والتأسيس لثقافة الحوار والقبول با الاختلاف المذهبي والديني والسياسي تمهيدا لديمقراطية ولو موجهة تهيأ لنضج وانتقال ديمقراطي حقيقي وتداول السلطة بشكل سلمي. بل إنهم لم يتداركو الأمر حتى بعد ما عايشوه من تسابق لحلفائهم السابقين داخل المنظومة الاشتراكية من دول أوربا الشرقية و بعدها الدول المستقلة عن الإتحاد السوفيتي نحو التحول الديمقراطيو,بل لم يزدهم هدا الربيع الأوربي إلا إصرارا على توريث أبنائهم وتحويل دكتاتوريات الحزب الوحيد الى ملكيات فاقدة لأي شرعية تاريخية أو دستورية. رحم الله الملك الراحل محمد الخامس اللذي تمسك بالتعددية مند فجر الاستقلال وبناء الدولة المغربية الحديثة وأصدر ظهير الحريات العامة الحريات العامة الذي أسس للتعددية الحزبية وإخراج المغرب من هيمنة الحزب الوحيد واستمرار الغفور له الحسن الثاني على نفس الاختيار رغم ما عرفته حقبته من محاولات يائسة ومناورات من هده الانظمة المتساقطة للتغرير بالشعب المغربي لفصله عن الشرعية التاريخية لنظامه الملكي تحت شعارات ثورية تارة وقومجية تارة واشتراكية تارة اخرى,وهو يؤسس حينها في ستينيات القرن الماضي لديمقراطية فتية وله برلمان بمعارضة قويه, شعارات وقضية فلسطينية تبين أنهم استغفلوا بها شعوبهم لعقود ,حتى أنهم عندما استفاقوا قامت الفتنة التي قد يتطلب الأمر عقودا مثلها لإخمادها ’وأخرى للبناء تعددية وديمقراطية تقتضي اولا سلوك القبول بالآخر وترسيخ ثقافة الحوار.
وجهة نظر
تابعونا على تويتر
انضم الينا على فيسبوك
انضم الينا على فيسبوك
24 ساعة
عذراً التعليقات مغلقة