مرت قرابة سنة على الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له من طرف محام بهيئة أكادير بعدما أقدم هذا الأخير على مهاجمتي أمام مكتبي وتعريضي للسب والشتم والضرب، مرت قرابة سنة على هذه الواقع ولا زلت أحضر جلسات المحكمة وحدي أتابع قضيتي التي اخترت أن أشارككم فصولها، لأنها في آخر المطاف ليست قضيتي وحدي، بل هناك الكثير ممن عاشوا نفس الحكاية وهم في غمرة صراعهم مع الطاغوت.
يجب أن تعلم أخي المواطن أنك فقير ولا تملك القوة الكافية لترفع عنك الظلم، ليست لك القدرة أن تعيش كإنسان، ستبقى أخي الفقير تنتظر وسط الطوابير، سينتظرون موتك ليغلقوا الملف، لقد أصبحت لذي قناعة أن نهاية قضيتي لن تكون سعيدة، وأنني في النهاية “مغادي نصور والو” لأن خصمي محام وأنا مجرد مواطن “ولد الشعب” مجرد رقم في سجلات الإحصاء واللوائح الانتخابية، كان علي منذ البداية أن أتجاهل القضية وأسمح في حقي كرها لأنني لا أملك القوة التي تجعلني أواجه خصمي المنتمي لهيئة منظمة والعارف بتلابيب القانون، لكنني اخترت أن أكون “ضحية” أمام المحكمة، على الأقل إن لم أنتصر في قضيتي سأنتصر لكرامتي ولإنسانيتي.
في أول جلسة طلب مني القاضي تنصيب محامي، فانطلقت أبحث عن محامي للترافع في قضيتي ضد محامي، كل المحامين الذين صادفتهم امتنعوا، وآخرون أخبروني أنني سأخسر قضيتي، وأنا في رحلة بحثي عن محامي ضاع حقي في الدفاع، حتى نقيب هيئة المحامين بأكادير لم يكلف نفسه عناء الجواب على شكايتي التي ظلت سجينة في مكتبه منذ ما يقارب سنة، أنا لا أقول هذا الكلام لأجلب العطف أو أستجدي أحدا، لا أطلب منكم الجواب عن شكايتي أو الدفاع عن قضيتي، لكنني أحدركم من احتقارنا والدوس على كرامتنا.
لقد حضرت أربع جلسات بالمحكمة الابتدائية بتارودانت ولم يحضر المحامي، وكانت المحكمة في كل جلسة تأمر باستدعاء المحامي، طال الاستدعاء وطال معه الانتظار ولا زال ملفي ينتظر دوره وسط ملفات البؤساء في هذا الوطن، لن يقتلني الانتظار فأنا تعودت عليه في إداراتنا وجماعاتنا ومؤسساتنا قبل أن أصادفه في محاكمنا، تعودت عليه وتعايشت معه منذ حصلت على شهادات عليا، وأنا لا زلت وسط أجيال من المعطلين أنتظر..
إدريس لكبيش
حكايتي
عذراً التعليقات مغلقة