أعلنت الوكالة الحضرية لتارودانت تيزنيت طاطا عن طلب عروض لإعداد الميثاق المعماري والعمراني والمشهدي الخاص بالمدينة العتيقة لتزنيت عبر البوابة الوطنية للصفقات العمومية وتندرج هذه المبادرة في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تأهيل المدن التاريخية والمحافظة على خصوصياتها الثقافية والمعمارية من خلال آليات تخطيطية دقيقة ومنسجمة.
الميثاق المعماري والعمراني والمشهدي يشكل وثيقة مرجعية تُعنى بتوجيه التدخلات العمرانية بطريقة تحافظ على أصالة المدينة وتواكب التحولات الحديثة فهو يجمع بين جوانب التصميم والبنية والهوية البصرية ويضمن التناغم بين المباني والفضاءات الطبيعية والعامة بطريقة تضمن الاستدامة والجمالية والفعالية.
تزنيت مدينة تمتاز بتاريخ عريق ومعمار تقليدي يعكس الثقافة الأمازيغية المغربية وهي تحتضن تراثًا غنيًا يتمثل في الأسوار القديمة والصناعات الحرفية كالفضة مما يجعل إعداد هذا الميثاق خطوة استراتيجية لإعادة تأهيل المدينة العتيقة وفق رؤية تحافظ على روح المكان وتُعزز قيمته السياحية والثقافية.
يتضمن المشروع مراحل تشمل تحليل الوضع القائم وتنظيم ورشات تشاركية مع الساكنة والفاعلين المحليين ثم صياغة وثيقة الميثاق وعرضها للمصادقة تمهيدًا لتفعيلها ميدانيًا عبر مشاريع الترميم والتأهيل ويُرتقب أن يساهم هذا الميثاق في تحسين جودة العيش وتوجيه التنمية المجالية نحو استدامة قائمة على التراث والانفتاح الاقتصادي.
وفي تعليق نشره الفاعل المدني سعيد رحم حول إطلاق صفقة إعداد الميثاق اعتبر أن في 2026 ستمر عشر سنوات على تصميم تهيئة المدينة العتيقة، وبالتالي يتعين إعادته، ملف كبير و مهم جدا، و فيه تدخلات ولوبيات وضغوطات كثيرة، يحتاج لمواكبته وتتبعه الى صحافة حقيقية وجمعيات مستقلة وأحزاب لايطوق سقفها حسابات وتحالفات.
من خلال هذه الصفقة تؤكد الوكالة الحضرية حرصها على توفير أدوات تخطيطية مبتكرة تحترم الخصوصيات المحلية وتُسهم في خلق فضاء حضري متوازن يدمج بين الأصالة والحداثة في مشهد متكامل يُعيد الحياة إلى قلب المدينة العتيقة ويمنحها مستقبلًا منسجمًا مع ماضيها العريق.
Sorry Comments are closed