تعتبر الإنتخابات الجماعية المقبلة رهانا سياسيا يهم الدولة المغربية بجميع مؤسساتها وأحزابها كما يهم الشباب المغربي_الواعي والمنخرط في مجال السياسة أملا في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع , خصوصا بعد الأوراش الكبرى التي سطرها بلادنا بعد التعديل الدستوري سنة 2011 والمتمتلة أساسا في مشروع الجهوية المتقدمة التي أطلقها المغرب والدي من شأنه إعطاء دفعة حقيقية للتنمية في بلادنا ، وكما نعتبرها محطة سياسية مهمة للنهوض بالحياة السياسية ببلادنا إلى أرقى مستوياتها المرجوة ودعم الإختيار الديموقراطي الدي تبناه الدستور المغربي الجديد..ولا شك أن هناك إنتظارات عديدة و كبيرة للشباب المغربي من هدة المحطة ودالك من أجل تفعيل دوره بإعتباره جزءا لا يتجزء من هده العملية الديموقراطية _الإنتخابات_،وكدا بإعتباره الفئة الأكبر والأنشط في المجتمع، إضافة إلى قدرته بالخروج بالأنماط التقليدية في عمليات الإنتخاب والمساهمة الفعالة المرجوة منه لإتمام مسلسل البناء الديموقراطي بالمغرب، إلا أن المنتطر من الشباب اليوم ليس المشاركة في هده المحطة الإنتخابية بتنشيط الحملات الإنتخابية والتصويت على المرشحين فقط…بل المشاركة الفعالة و الفعلية ودالك بتقديم الترشيح في اللوائح العامة، فالأحزاب المحلية بدورها مطالبة بتمكين الشباب من مراتب متقدمة في لاوائحها العامة خصوصا وبعد غياب أي مشروع حكومي لتخصيص كوطا خاصة للشباب في هده الإنتخابات خصوصا بعد فشلها في رأيي الخاص على المستوى البرلماني لإعتبارات متعددة مرتبطة أساسا بغياب الديموقراطية الداخلية بالأحزاب . كما أن الشبيبات الحزبية مطالبة اليوم بالدفاع عن الكوطا وحقها بتمتيليتها في اللوائح الإنتخابية لأحزابها بإعتبار دالك حق مشروع لكل مواطن أقره الفصل 30 من الدستور.
إننا بحاجة إلى فتح الباب أمام الطاقات الشابة والنخب المحلية عبر تبويئهم المراتب الأولى في اللوائح الإنتخابية بمنطق الجدارة والإستحقاق وتفادي الزبونية والمحسوبية لإننا بحاجة إلى نخب مكونة ومؤطرة سياسيا وعلميا للرقي بالشأن المحلي والوطني ببلادنا كما أن الأحزاب المحلية مطالبة اليوم بالقطع مع بعض السلوكيات التي تعرقل المسار الديموقراطي الدي إختاره المغاربة عبر التصويت على دستور 2011 كدستور جديد للمملكة ، عبر الانخراط والتكوين وإعداد النخب والكفاءات القادرة على تدبير وتسيير الشأن المحلي والجهوي.
أستغرب جدا عن أسباب غياب هدا النقاش في مقرات الأحزاب على الصعيد المحلي وفي إجتماعات وبرامج أنشطة الشبيبات الحزبية بتزنيت بل وحتى في أجندة فعاليات المجتمع المدني بالمدينة..فهل مناقشة وإثارة هدا الموضوع سابق لأوانه؟ هل الأحزاب المحلية مستعدة لأن ترشح أعداد مهمة من الشباب في الإستحقاقات الجماعية والجهوية المقبلة؟هل الشبيبات الحزبية بالإقليم واعية بما أشرنا إليه في الموضوع أم أن مصيره وراء الكواليس يهم فئة معينة دون أخرى؟ ،
الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالجواب عن كل هده التساؤلات و الإشكالات.
الطيب أبدار
عذراً التعليقات مغلقة