مآثر و مواطنون يحبسون أنفاسهم في العرائش

الوطن الأن7 أغسطس 2015آخر تحديث :
مآثر و مواطنون يحبسون أنفاسهم في العرائش

إضافة إلى كونها قد صنفت تراثا وطنيا قبل سنوات خلت، لا توجد البناية رقم 22 بشارع محمد الخامس في مدينة العرائش في أي حالة تدعو إلى هدمها سوى الرغبة التجارية في محو ملمح من ملامح مدينة العرائش الشهيرة بمآثرها و شعرائها و فنانيها، اليوم تعيش على وقع هجوم غول المضاربين العقاريين، و بدل الدعوة إلى الترميم تنحو السلطات منحى الهدم بعد تأشيرها بالبيع للمالكين الجدد الذين جاؤوا محملين بمشاريعهم التي لا علاقة لها بما هو موروث حضاري عمراني أو ثقافي للمغرب.

لكن الامر لا يتوقف عند هذا الحد، فالبناية المذكورة بها محلات تجارية لمواطنين يكسبون قوتهم و قوت عيالهم منها، و قد مرت عليهم سنوات طوال و هم مستقرون يحاربون اليومي بالعيش على ما تجود بها تجارتهم التي لا تتعدى مقاهي هادئة بسيطة و محلات صارت جزءا من ذاكرة الشارع الرئيسي للعرائش.

و يستند المتضررون إلى انعدام أي سبب يدعو إلى هدم البناية، حتى الادعاءات بأنها في حالة تستدعي إزالتها من الوجود لا علاقة لها بالواقع . فرغم السنوات فالبناية متينة و تحمل أحلام القاطنين و المستقرين بها. اليوم يقف الجميع في مفترق الطرق، امام خيار وحيد وهو حماية الثراث من جهة و حماية حق الباعة في الوجود. أو الهدم و تشريد أسر و ضرب سنوات من المثابرة في صفر الجشع.

كل الوثائق تشير إلى إنعدام الحاجة للهدم ناهيك عن غياب أي خبرة في هذا الإتجاه أو ملف تقني يشير إلى كون البناية تشكل خطرا على المواطنين.

و الجدير بالذكر أن البناية الواقعة في شارع محمد الخامس و التي صنفت ضمن التراث الوطني مند سنوات خلت من طرف وزارة الثقافة و الهيئات المشرفة على حماية التراث الوطني. تمثل مرحلة غاية في دقة من تاريخ العرائش الحديث، و مقابلها بنايات أخرى هوت بفعل الجشع و هوى معها جزء من ذاكرة العرائش و المغرب.

سؤال بسيط لماذا لم تعمل السلطات على الترميم بدل السير في إتجاه إقرار الهدم؟

هل نسمح بهدم جزء من ذاكرتنا الجماعية؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة