ويتيح هذا المشروع ، الذي انطلقت أشغاله سنة 2011 ، فرصا مهمة لتعزيز إقبال السياح المغاربة والأجانب ،على حد سواء، على مدينة طنجة، وذلك بفضل مختلف البنيات الجاري تشييدها وتجهيزها بهذه المنطقة وعلى رأسها الميناء الترفيهي، وتكريس المكانة السياحية والثقافية للمدينة لتصبح وجهة مفضلة في مجال الترفيه وسياحة الرحلات البحرية مع احترام تام للمجال البيئي.
وتعكس زيارة جلالة الملك لأوراش هذا المشروع الحرص الملكي الدائم على تتبع مختلف المشاريع والمبادرات الرامية إلى النهوض بقطاع السياحة بمختلف جهات المغرب، والمناطق الشمالية على وجه الخصوص، بما يعزز تنافسية وجاذبية المملكة على السوق الدولية في هذا الميدان.
كما تجسد هذه الزيارة الملكية الإرادة الراسخة لجلالته في مواصلة مسلسل تطوير القطاع السياحي وتسريع وتيرة تنفيذ مختلف المشاريع والبرامج الرامية إلى الرقي بأدائه، في أفق تعزيز موقع المغرب ضمن خارطة الوجهات السياحية المفضلة على المستوى العالمي، من جهة ، وتحقيق أهداف رؤية 2020 السياحية التي تروم بالأساس جعل المغرب ضمن الوجهات السياحية الـ20 الأولى على المستوى العالمي، من جهة أخرى.
وبلغة الأرقام، ستوفر المنطقة المينائية الجديدة، التي يرتقب الانتهاء الأشغال بها في متم سنة 2016 ، بنيات هامة موجهة لاستقبال أكبر سفن الرحلات البحرية في العالم، مع تهيئة ثلاثة أرصفة لهذا النشاط يبلغ طول أكبرها 360 مترا، وذلك في أفق استقطاب 300 ألف سائح سنة 2016 و 750 ألف سائح خلال سنة 2020.
كما يسعى المشروع إلى رفع الطاقة الإيوائية الفندقية لمدينة البوغاز بنسبة 20 بالمائة ، وخاصة بالنسبة للفنادق المصنفة في فئة 4 و5 نجوم، وذلك من خلال إنشاء ثلاث وحدات فندقية وإقامات سياحية ستوفر 1600 سريرا إضافيا مع مراعاة خصوصية الموقع.
وسيمكن مشروع توظيف وإعادة تأهيل المنطقة المينائية لطنجة، أيضا، من تطوير الأنشطة الثقافية على مستوى المدينة من خلال إقامة متحف، وقصر للمؤتمرات يتسع لـ 1500 مقعد، وفضاءات لاحتضان تظاهرات ثقافية كبرى، أهمها المركب السينمائي، إضافة إلى تهيئة فضاءات عمومية ذات جودة بيئية عالية، وإحداث فضاءات للتجارة والتنشيط على مساحة 42 ألف متر مربع.
وإضافة إلى ذلك ،سيتم، في إطار هذا المشروع ، ترميم البنايات التاريخية القيمة التي تؤثث المنطقة المينائية وإعادة توظيفها بغية المحافظة على روح الموقع، والأمر نفسه ينسحب على المآثر المجاورة والتي ستشملها هي أيضا أشغال الترميم والتثمين.
وهكذا، يبدو جليا الوقع البارز الذي يمكن أن يخلفه مشروع توظيف وإعادة تأهيل المنطقة المينائية بطنجة في تعزيز الجاذبية السياحية لمدينة البوغاز والدفع بعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بهذه المدينة التي تشكل السياحة أبرز دعامة من دعائم استراتيجية تنشيط اقتصادها.
وتجدر الإشارة إلى أن القطاع السياحي بمدينة طنجة حظي بمكانة خاصة ضمن “برنامج طنجة الكبرى” من أجل تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز” ، الذي أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقته أول أمس الخميس، حيث يسعى هذا المخطط إلى الارتقاء بعاصمة الشمال إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى، وحماية وتأهيل المواقع الموجودة من جهة، ومن جهة أخرى ، تطوير المدارات السياحية للمدينة.
وتنضاف مختلف المشاريع المندرجة في إطار مشروع توظيف وإعادة تأهيل المنطقة المينائية لطنجة وبرنامج طنجة الكبرى، إلى مشاريع سياحية أخرى سيتم إنجازها في إطار عقد البرنامج الجهوي للنهوض بالقطاع السياحي بطنجة – تطوان، الذي تم توقيعه في ماي المنصرم، والذي ينص عل إنجاز 127 مشروعا، من ضمنها 25 مشروعا مهيكلا مهما، بغلاف مالي إجمالي يبلغ 4ر14 مليار درهم.
عذراً التعليقات مغلقة