مع انطلاق منافسات بطولة كأس إفريقيا للأمم، تحولت المقاهي بمختلف المدن إلى فضاءات مفضلة لآلاف المواطنين لمتابعة المباريات، غير أن هذه الأجواء الكروية لم تخلُ من ممارسات أثارت موجة من الاستياء، بعدما عمد عدد من أرباب المقاهي إلى الزيادة في تسعيرة المشروبات، مستغلين الإقبال الكبير وغياب البدائل لدى الزبناء.
وأكد مواطنون أن أسعار بعض المشروبات، خاصة القهوة والشاي والمشروبات المختلفة، عرفت زيادات غير مبررة تزامنًا مع المباريات، دون الإعلان المسبق عن ذلك أو تحيين لوائح الأسعار، في خرق واضح للقوانين الجاري بها العمل. واعتبر متضررون أن هذه الزيادات تثقل كاهل الأسر، خاصة فئة الشباب وذوي الدخل المحدود، الذين يجدون في المقاهي المتنفس الوحيد لمتابعة هذا الحدث الرياضي القاري.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن هذه الممارسات تعكس منطق “الربح السريع” على حساب القدرة الشرائية للمواطنين، مستغلين الظرفية الاستثنائية للبطولة، حيث يرتفع الطلب بشكل ملحوظ، في غياب رقابة فعالة من الجهات المختصة. كما أشاروا إلى أن بعض المقاهي تفرض زيادات تختلف من مباراة إلى أخرى، أو تشترط حدًا أدنى للاستهلاك، وهو ما يضاعف الإحساس بالحيف لدى الزبناء.
وفي مقابل هذا الوضع، يلاحظ صمت لافت للجمعيات المعنية بحماية المستهلك، التي لم تصدر إلى حدود الساعة أي بيانات توعوية أو خطوات عملية لرصد هذه التجاوزات، أو مرافقة المتضررين في تقديم شكاياتهم. هذا الغياب، بحسب فاعلين مدنيين، يضعف الثقة في دور هذه الجمعيات، ويفتح المجال أمام استمرار مثل هذه السلوكيات دون حسيب أو رقيب.
كما لم تسجل تدخلات واضحة من طرف السلطات المحلية وأقسام المراقبة، سواء عبر حملات تفتيش مفاجئة أو تذكير أرباب المقاهي بضرورة الالتزام بالتسعيرة القانونية وإشهارها للعموم. وهو ما اعتبره مواطنون تقاعسًا غير مبرر، خاصة في ظرفية تعرف ضغطًا متزايدًا على القدرة الشرائية بفعل غلاء المعيشة.
ويرى مختصون في شؤون الاستهلاك أن القانون واضح في هذا الباب، إذ يمنع أي زيادة عشوائية في الأسعار دون سند قانوني، ويُلزم المهنيين بإشهار التسعيرة بشكل واضح داخل المحلات، مع تمكين المستهلك من حقه في الاختيار والتبليغ عن أي خروقات.
وأمام هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عاجل للسلطات المختصة لتكثيف المراقبة خلال فترة البطولة، وتفعيل آليات الزجر في حق المخالفين، بالتوازي مع دعوة جمعيات حماية المستهلك إلى القيام بدورها التأطيري والرقابي، دفاعًا عن حقوق المواطنين، وضمانًا لأجواء رياضية لا تتحول إلى فرصة لاستنزاف جيوبهم.



















Sorry Comments are closed