الحمد لله رب العالمين القائل:”وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. إلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”. والصلاة والسلام التامين الأطيبين على شفيعنا وحبيبنا القائل: آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان. أما بعد،
فإذا كان العالم الفيزيائي اينشتاين قد أثبت بإذن الله وحكمته نظرية النسبية في الأمور العلمية التجريبية البحتة المتعلقة بكتاب الله المنظور وما يجري فيه من نواميس وسنن إلهية جليلة ودقيقة وبمقدار معلوم، فكذلك الشأن بالنسبة للمفاهيم والإصطلاحات اللغوية. بمعنى أن الحقائق اليقينية للأشياء لا يحيط بعلمها وماهيتها إلا خالق الأشياء ومدبر أمرها وهو الله الواحد القهار المجيد الفعال لما يريد الذي وحده لا شريك له يعلم المفسد من المصلح من عباده من الجن والإنس. ولا أدل على ذلك من أن حتى فرعون الذي حكم ربنا العليم الخبير الحكيم بأنه من المفسدين الظالمين المتكبرين فإنه كان يتهم نبي الله موسى وهو من ذوي العزم والعصمة من الرسل بالفساد كما يشهد على ذلك قوله عز وجل على لسانه :” وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه أني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد “.
مقدمة تأصيلية خاطفة كان لابد منها كتمهيد للقول بأن المتتبع المتعقل لخطاب إخوان وأبناء ومريدي عبد الإله بنكيران في حزب العدالة والتنمية بتيزنيت في الحملة الإنتخابية وفي غيرها سيلاحظ أنهم يركزون ويراهنون بقوة وتأكيد وتدفق حماس على اتهام أقرانهم بالفساد. وفاتهم، وهم الذين إنما لأنفسهم يمهدون ولخبزتهم ينفخون أنه حتى في حالة صحة ادعاءاتهم ومزاعمهم من باب الإفتراض الجدلي، فإنهم بذلك أوقعوا أنفسهم في مقتضى قوله عز وجل :” أتامرون الناس بالبر (وتتهمونهم بالفساد) وتنسون أنفسكم وأن تتلون الكتاب”؟ أو كما يقال في المثل: “الشبكة تعيب في الغربال”
كيف ذلك؟
الجواب في ثلاث أسئلة محتاجة إلى تحليل ونقاش وتوضيح نوجهها لهؤلاء الظاهرة عليهم بجلاء ووضوح علامات النفاق المذكورة في الحديث المذكور أعلاه، والذين أقول لهم من جانبي، كمعارض ومحارب، أنه إذا كان الإسلام هو هذا الذي تزعمون تأسيس مرجعيتكم عليه فأنا أول الكافرين به، وأنا أتكلم عن علم وبينة وأعي ما أقول، بل أضيف أن إسلامهم ذاك الذي تمنونه على الناس لو عرض على إبليس لقبله ورضيه ودخل فيه لينجو بجلده ورأسه من لعنات المسلمين الصادقين المخلصين لربهم الدين، عقيدة وشريعة ومنهاجا، قولا وعملا، سرا وعلانية.
السؤال الأول: موجه إلى وكيلي لائحتي المصباح في المدينة والجهة المدعوان ابراهيم بوغضن وعبد الجبار القصطلاني ونصه: أليس بالله عليكما من أشنع أوجه الفساد والظلم بالمفهوم القانوني والشرعي والعرفي أنكما تنتميان، بلا حياء، إلى تعاونية تضم في أغلبية أعضائها أكثر من مائة فرد من بني حزبكم بين منتم قح حتى العظم أو متعاطف مغبون أو مغفل بين ذا وذاك، وهي في إطار خارج عن الشرعية منذ سنة 2004 ؟
السؤال الثاني: موجه إلى رئيس حكومتكم وأمين حزبكم ومتنه: أليس من أبشع صور الفساد وأوقحها أن يشيع في البلاد في عهدكم كل أشكال وألوان وأصناف ما كنتم تعتبرونه فسادا وتؤاخذون عليه وتعيبون أسلافكم من الأقران في جميع الميادين خاصة منها الإقتصادية والإجتماعية والقضائية والإعلامية، ناهيك عن السياسية ( الربا، الزنا، الرشوة، المحسوبية، الأفلام الماجنة الإباحية، غلاء المعيشة وغيرها) مما وعدتم الناس في برنامجكم الحكومي لمعالجته وإصلاح ما فسد منه ..؟
السؤال الثالث: موجه إلى جميع مناضلي حزبكم من أسفل إلى أعلى هرمه وفيه: بخصوص مشاركتكم فيما تسمونه “اللعبة السياسية ” كحزب سياسي من بين العشرات من أزواجه وأمثاله، ألا ترون ذلك يناقض ويتنافى صراحة ظهارا جهارا مع صميم دين الله وشريعته الداعية إلى التوحيد ووحدة الصف والكلمة وجمع الشمل ولَمِّ الشعت: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا… ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم العلم … إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا (أحزابا) لست منهم في شيء … وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا … وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون… فهل أنتم منتهون … ” صدق الله العظيم وصلى الله وسلم على نبيه الكريم والحمد لله رب العامين.
عبد الله أبو حميدة
عذراً التعليقات مغلقة