مات الحسن الثاني لكنه مازال حاضرا في أحاديث وأخبار يتناقلها المغاربة في ما بينهم كالأساطير،أخبار تعكس مدى قسوة وقوة الملك الراحل.
وبعيدا عن صورة الملك الماسك بزمام الأمور بيد من حديد على امتداد سنوات خلت ، كانت حياة الملك الراحل الحسن الثاني تتخللها لحظات ضعف ذرف فيها الملك الدموع تأثرا ، ومن بين هذه اللحظات النادرة واقعة بكاء الحسن الثاني حنقا على وزير قصوره الجنرال عبد الحفيظ العلوي الذي قضى ، مدة ثلاثين سنة في منصب وزير القصور والتشريفات والأوسمة، وعرف بقسوته الأسطورية، في التعامل مع كل من ساقهم قدرهم التعس إلى طريقه.
ومما يروى عنه أنه أرغم وزيرا (ما يزال على قيد الحياة) على أكل غائطه، وذلك حينما اكتشف ارتكابه لخطأ، وبالموازاة مع ذلك، كان “عبد الحفيظ” شرها في جمع الأموال الطائلة، بمختلف الطرق، ، بل أكثر من ذلك، أنه كان يتعمد سلب فلاحين بسطاء أراضيهم، ليستجمع مساحات شاسعة، لإقامة ضيعاته بمختلف أنحاء البلاد.
كما أنه كان يخوض في وساطات بين السياسيين، الراغبين في الاستوزار أو مجرد الظفر برضا الملك. وهو ما كان يتلقى عنه هدايا عينية، بلغ من ضخامتها أنه تم اكتشاف مسكن في ملكيته لم يكن معروفا، بمدينة تمارة، تكدست فيه ثروة بعشرات الملايين، قوامها مجوهرات وحلي وماس، ومختلف القطع النفيسة، وأكوام من الأموال النقدية، يعود بعضها، ، إلى فترة حكم السلطانين الحسن الأول وعبد العزيز.
وعندما توفي الجنرال عبد العزيز، سنة 1990 خلف ثروة لا حصر لها، بلغ من ضخامتها، أن الحسن الثاني حينما بلغه مقدارها، وضع رأسه بين يديه وشرع في البكاء حنقا. مما جعل أحد الذين عاينوا الواقعة يقول: “الجنرال عبد الحفيظ جرف أموال الدولة إلى خزائنه”.
عذراً التعليقات مغلقة