أحمد الطالبي : حزب بنكيران بين الحصيلة و الفضيلة و الفضيحة

الوطن الأن31 أغسطس 2016آخر تحديث :
أحمد الطالبي : حزب بنكيران بين الحصيلة و الفضيلة و الفضيحة

بعد خمس سنوات من التدبير الحكومي ، وبعد خمس سنوات من اللغط و اللغو بمناسبة أو بدونها ، أصبح حزب بنكيران مطالبا بتقديم الحساب للمغاربة ، وما من شك أن الحزب سيبدل قصارى جهده لتبييض وجهه الملطخ أمام الناس سعيا إلى كسب ودهم و تعاطفهم ، وما انفك الحزب يخطب ود الناس طيلة فترة ولايته باختلاق أعداء وهميين يدعي أنهم يعرقلون ما يسميه إصلاحات ، ولم يسلم أحد من مدفعية الجنرال بنكيران الذي جرب كل الوسائل بما فيها ابتزاز المؤسسات و المجتمع ، دون تقدير عواقب رعونته التي ستقضي عليه قبل أن تقضي على خصومه إن كان هناك فعلا من خصوم ،ولأن الرجل يصرخ و يتوعد و يهدد اينما حل و ارتحل ، فلأنه أكثر اقتناعا من أي أحد آخر بأنه لم يقدم شيئا للمغاربة يستحق عليه أن ينال ثقتهم مجددا ، ويعرف كما يعرف مقربوه أنه انقلب انقلابا على الشعار الذي دغدغ به مشاعر المواطنين في ظرفية حساسة تعاطى معها المغاربة بذكاء حفطا لأمن و استقرار البلد الذي ما عاد بنكيران يكترث به..فهل أصيب الرجل بجنون السلطة ؟
و لأن حبل الكذب قصير فالرجل لا محالة في محنة ، وسيجد صعوبة كبيرة في الدفاع عن منجزاته التي ليست سوى قمعا و تسلطا واستبدادا وانتقاصا من حريات المواطنين و غلاء و قضاء على مكتسبات الأجراء و عموم الشعب ، دون أن تكون لديه الحنكة للإستفادة من انخفاض أسعار البترول وتوظيف ما توفره من فوائض مالية للدفع بالإقتصاد الوطني نحو الرقي، مع أنه تحرر من كلفة صندوق المقاصة ، وحرر أسعار المحروقات ولم تمر على الفلاحة المغربية سنوات عجاف طيلة ولايته ، ومع ذلك فلم يستطع الرجل الحفاظ على معدل النمو الذي كانت -تحققه الحكومات السابقة بكل الإكراهات التي تحرر منها بنكيران ، ولم يتجاوز معدل بنكيران 2في المائة بدل 5 سابقا يعني ناقص 3 ، أفليست هذه كارثة اقتصادية واجتماعية تهدد المغرب ؟ و الأدهى و الأمر أن الرجل لكثرة ما استدان رهن مستقبل الأجيال القادمة .ورهن مسقبل المغاربة لصندوق النقد الدولي الذي كان يعتبره سابقا مؤسسة ربوية …
فماذا سيقول الرجل ؟ سيكذب لا محالة وقديما قيل كذب المنجمون و لو صدقوا ، لقد جرب كل شيء ، ولم يسعفه الحظ ، بل هو الذي لم يسعف نفسه حين اعتقد أن مجرد ذكر الله و رسوله على منصات الخطابة سيدفع عنه وزر المساءلة ، لكن الأقدار شاءت أن تتوالى فضائح قومه ، وتسقط أقنعتهم رغم كل الحرص ورغم الجيش الإلكتروني الذي يتربص بكل قلم حر يوجه نقده إلى تجربة بنكيران الحكومية ، ومن سوء حطهم أن هذه الكوارث توزعت على الخمس سنوات ، ما يفتأ الرأي العام ينتهي من فضيحة حتى تأتي أخرى مجلجلة و مزلزلة ، فما كدنا ننتهي من قضية الرسائل المخلة بالأخلاق التي كانت تتلقاها برلمانية من مجهول و الذي اتضح بعد التحقيق أنه ليس سوى زوجها فزمت الأفواه بعد ذلك و سكتت شهرزاد درءا للفضيحة ،ثم جاءت قضية سوسو و شوشو المعروفة بالكوبل الحكومي ، بعدها فضيحة ريضال و ملايينها التي استفاد منها عمدة الرباط الصديقي سليل الصادقين ، ثم رئيس جماعة بالقنيطرة الذي ثم اعتقاله وهو يسوق في حالة سكر طافع ، ومخدرات الصويرة و الأراضي السلالية التي حاول الشوباني اقتناصها بأرفود بتاكتيك استغلال النفود …
وبدل أن يتعظ هؤلاء ويرجعوا إلى أنفسهم قليلا و يختلوا بضمائرهم و يكفوا شرورهم عنا وعن المغاربة أجمعين، فقد تمادو إلى أن جاءهم برهان قبل أيام بعد سقوط واعظين من وعاظهم متلبسين بالخيانة الزوجية و المشاركة فيها اقرب شاطء البحر ، هل هناك فضيحة أكثر من هاته ؟ عالم واعظ و استاذ جامعي يدرس الدراسات الإسلامية ، وقيادي في حركة دعوية ، وعضو هيأة دولية يسقط متلبسا في حضن واعظة كثرا ما جلجل صوتها صادحة بدروس و بخطاب مشروخ لا يسمن و لا يغني في تربية النشأ ، ولا يساهم في بناء شخصية سوية مستقيمة، ولو كان ينفع لنفعهما قبل غيرهما ، فعلى من تكذبون ياسادة ؟ يعلم الله ماذا كنتم تفعلون سابقا ، وماذا يفعل جلكم عندما يختلون ببعضهم بعيدا عن أعين الناس .
أعيد السؤال مجددا ماذا ستقولون للمغاربة بعد ايام ؟
راه تقبتوا السفينة على حد تعبير التيجيني ..
لا حصيلة و لا فضيلة وليس في الأمر غير الفضيحة ..
ولا يحسبن أحدكم اننا نتشفى فيكم ، معاذ الله ، فلسنا من معدنكم حتى نتشفى في الناس و نتصيد هفواتهم ونستعلي عليهم بدعوى القرب من الله كما تفعلون.
حقيقة نحن نختلف معكم في كل شيء ونحن على ثقة أنكم لا تملكون مشروعا سياسيا ينفع المغرب وليس في جعبتكم غير مسخ أيديولجي رجعي إدا كتب له النجاح فسلام على المغرب و المغاربة أجمعين ولا نخشى في الصدح بهذا الكلام لومة لائم ، و إذا تمكنتم من بسطاء المغرب فلاحسد.. الله يسخر ليكوم ، لكن لا تحسبوا ذلك ذكاء منكم ، فلعله غباء لكن لا تعلمون ،وستندمون على ما اقترفت أيدكم بعد حين ، ولن ينفعكم أن تمكروا ..
و إذا سألتم عنا من نحن ؟ فنحن أهل الأرض ، نخوض في شؤون الأرض و نترك شؤون السماء للسماء ..فلا يمكن للمرء أن يكون ملاكا و بشرا في نفس الوقت ، من فضلكم نزلوا معانا للأرض لعل وعسى أن تجمعنا كلة سواء ونبني معا مغربا جديدا متجددا متعددا مختلفا يتعايش فيه المواطنون على قدم المساواة و في إطار قوانين نصوغها بناء على نسبية الحقيقة الأرضية التي تجمعنا هنا و الآن وما دون ذلك فمجرد اضغاط أحلام ..
………….الطالبي……

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة