حمزة رزقي : مادا_يجري_الان

الوطن الأن19 فبراير 2017آخر تحديث :
حمزة رزقي : مادا_يجري_الان

يجري الان في العالم ان إمرأة تلد وتتوجع ألما و أب سعيد بإزدياد مولود ، رجل يحتضر ويبتلع الأنفاس وحوله الأهل والأحباب يبكون ويتأسفون ، وإبنه قاصدا كل جار يدعوه للتسامح مع الأب قبل الفوات ، اشخاص سعداء يحتسون القهوة في تلك الزاوية من العالم ، وفي الزاوية الأخرى طفل يموت جوعا متخيلا كسرة خبز تمتد له بمثابة الحياة، و لا يجد غير صفير الأحشاء الملتوية ، عازفة له برعب مقاطع الموت الخاطفة ، وفنانة شقراء فاتنة ترقص وتغني بسكر وسط تصفيقات مغوية ، وبين تلك الأشجار في داك الخلأ الموحش من الليل تاجر مخدرات يعقد صفقة بالملايير ، وأخر بين البيوت والأزقة المضلمة الخالية يجمع قمامة النائمين ، ومعتدي كداب يكسب القضية ويرشي قاضي بمبلغ أتلفه عن حق المستضعفين ، وهناك في الحدود وبين الألغام فقير يعبر خلسة بحثا عن مكسب رزق يبقيه ، وفي داك المعسكر جندي باغته الشوق لزوجته وحنين النعومة فتراه يستمني تحت الأشجار ، وسائق حافلة معلق بالمشاكل يسير بسرعة بين المنعرجات والوديان ، وفي داك البيت هاوي كتب جالس على كرسي مخططا كلمات إبداعية املا في تغيير ، وآخر سائر نحو العمل مكرها من أجل سداد دين سالبا حريته ومتقلا كاهله فلا هو ينعم بالأجرة ولا بالراحة ، وزوجة تخون زوجها ليلا مع جارها الجداب بعد أن علمت دهابه لعمل مفاجئ خارج البلدة أياما قد تزيد ، وصيحات متعالية من بيت فقير يضرب ابنه بعد ان سرق ما جاد به تعبه ، وثري ينقر بأصبعه رسالة يدعوا صديقه للقائه في ملعب غولف قصد المتعة ، وأرملة تشاهد فيلما وتدرف الدموع غارقة في وحدتها ومشتاقة لحضن زوجها الراقد بين التراب ، ومن داك العالم شبان يتزحلقون على الثلوج ، وآخرون محتجون أمام عمالة يشكون الضلم والإستعباد ، وطفل يزور نتيجته منقدا نفسه من العقاب ومن ضحك الأصدقاء وسخرية الأعداء ، وأشياء أخرى ..

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة