تيزنيت …… بأي حال عدت يا عام

الوطن الأن21 ديسمبر 2017آخر تحديث :
تيزنيت …… بأي حال عدت يا عام

ونحن على أبواب سنة جديدة يتبادر الى ذهن الجميع سؤال ماذا تحقق خلال السنة التي نودع؟ هذا السؤال القديم الجديد يؤرق بال المتتبع للشأن المحلي بمدينة تيزنيت والتي عرفت تراجعات خطيرة على مختلف الأصعدة و المستويات .
فمدينة تيزنيت المعروفة تاريخيا بديناميتها الثقافية و الاقتصادية ، أصبحت ومما لا يدع مجالا للشك أضحوكة المدن المغربية . حيث أضحت تلقب بمدينة الشذوذ، الفساد، الوداديات العقارية ، الكويت الى غير ذلك من النعوت الذميمة.
هذا الوضع ساهم في بلورته مدبروا السياسات العمومية بهذه المدينة و الاقليم بصفة عامة وذلك بسبب عدم تحملهم مسؤولياتهم بالشكل المطلوب. مدينة تيزنيت يشتاق أهلها الى سياسة تنموية حقيقية يجدون أنفسهم ممثلين في صياغتها و تنفيذها.
تيزنيت في حاجة لقوة ترافعية على جميع مستويات مؤسسات الدولة وليس مسؤولين كمبارس يؤدون أدوار فولكلورية مناسباتية .
تيزنيت في حاجة الى مجلس جماعي قوي يمارس فيه مختلف الفرقاء صلاحياتهم طبقا للقانون ليس مجلس مشلول تمارس فيه “الاغلبية” دور البطل وتلعب فيه المعارضة دور المتفرج والمترقب لهفوات الأخر. ولحد الأن فالمجلس الجماعي الحالي لم يقم بشيء يذكر ويحسب له اللهم بعض الأنشطة البهلوانية المناسباتية والمستنزفة للمالية العمومية. أي تنفيذ ماسمي تجاوزا برنامج عمل الجماعة و 126مشروعا ؟ ماذا تحقق منها لحدود الساعة؟
تيزنيت في حاجة الى مجلس اقليمي يتعامل مع أزغار كما يتعامل مع أدرار. مجلس اقليمي يوجه سياساته نحو الأنسان أينما وجد بالاقليم بغض النظر عن وزنه الانتخابي و تواجده الجغرافي؟ تيزنيت في حاجة لمجلس اقليمي ينصت للجميع و لو كان غير متفق مع تصوره و ايديولوجيته.
تيزنيت في حاجة ماسة لنواب برلمانيين يساهمون في ايصال معاناة الساكنة الى قبة البرلمان. نحن في حاجة لنواب يطرحون هموم الاقليم و ليس هموم سريالية ووهمية من قبيل تأخر الطائرات و البواخر و ترسيم أو عدم ترسيم أعياد وطنية و دينية . نريد ممثلين لنا يحسون بمشاكلنا و حاجيات المدينة على المدى المتوسط و البعيد . لا نريد نوابا همهم الوحيد مراكمة التعويضات و العلاقات .
تيزنيت في حاجة لمجتمع مدني مواطن وغيور على المدينة قبل كل شيء. مجتمع مدني لا يكتفي بتنظيم أنشطة فقط من أجل تنظيم نشاط و حسب . مجتمع مدني له رؤية مستقبلية حول الاشكاليات الكبرى للمدينة و الاقليم وكيفية الترافع حولها. لسنا في حاجة الى 500 جمعية بل الى هذا الحجم من المشاريع والافكار الابداعية القادرة على انتشال هذه المدينة البسيطة من زمن النكوص والردة التي وصلت اليها لسوء الحظ.
تيزنيت في حاجة الى هيئات وأحزاب سياسية واضحة التوجه و المعالم و ليس ما نعيشه اليوم من أحزاب هجينة بحيث نجد اليوم أعضاء منتمين لأحزاب معينة لكنه ينشطون في الخفاء مع أحزاب مضادة لأحزابهم الأصلية و الفضيع أن الكل ينتمي لمجالس منتخبة و مؤسسات عمومية . أهكذا يكون تدبير أمور الساكنة ؟
تيزنيت في حاجة لثورة فكرية قبل كل شيء. نحن في حاجة لبناء فكر حر و متحرر قادر على تحليل الأمور و البحث عم مكامن الخلل و ايجاد الحلول المناسبة عوض قبول كل الأشياء على أنها حقائق مطلقة . نحن في حاجة لبناء الانسان قبل بناء و تزيين المدارات و الادارات .
سنة ………….. وكل عام و أنتم …………..

ذ.ابراهيم الكبوس

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة